ألترا صوت- فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


محمد جبعيتي روائي فلسطيني من مواليد 1993، حاصل على شهادة الماجستير في اللغة العربية، ويعمل في سلك التعليم والصحافة. له الروايات الآتية: "رجل واحد لأكثر من موت"، و"غاسل صحون يقرأ شوبنهاور"، و"عالم 9" (تصدر قريبًا).


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

الكتابة. كتابة الشعر تحديدًا، أو الخربشات الأولى التي ظننتها قصائد، سحرتني، ورافقت الطفل الذي كنتُ إلى غابة الكتب، حيث أذهب كل مرة مستسلمًا لشعور لذيذ، ومتعة فائقة الحسيّة، يصعب وصفها. كنت طفلًا وحيدًا في عائلة غير قارئة، دائمًا يُساء فهمه، فوجدت في الكتب أهلي وأصدقائي.. الكتب أطواق نجاة! طالما استقبلت رائحة الورق بفرحٍ كبير، شيئًا فشيئًا، وقعت في حب هذا العالم الساحر والغريب، الذي سرعان ما تحول إلى أكثر عوالمي حميميّة.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

في البدايات، دواوين الشعر، قبّاني، ودرويش، وأدونيس. ثمّ الروايات وكتب الفلسفة، وجدتني أقرأ سارتر، وكافكا، وكامو، وكنفاني. لكني أكاد أجزم أنّ مؤلفات ميلان كونديرا، وحسين البرغوثي، كانت الأكثر تأثيرًا في حياتي، إلى جانب رواية "الحب في زمن الكوليرا" لماركيز، وكتاب "حيونة الإنسان" للراحل ممدوح عدوان، و كتاب "الثابت والمتحول" لأدونيس.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

حسين البرغوثي، مغامر ومجرّب كبير في الحياة والأدب. كان استثنائيًّا في الاحتفاء بالتفاصيل والوقوف على الهوامش. مثقف إشكالي متوتر وقلِق! كلماته تلامس عقلي وروحي وجلدي، من النادر أن تجد كاتبًا لديه هذه القدرة. تأثرت أيضًا بمؤلفات ميلان كونديرا، الفيلسوف والمفكر السياسي المنشق والمعادي للأيديولوجيا، وقبل كل ذلك لأنه روائي.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟ 

أكتب ملاحظات في حالة الإعداد لبحث أكاديمي أو مقالة. أما غير ذلك، فأنتقل من كتاب إلى آخر دون توقف. تلازمني عادة قراءة المشاهد أو الفقرات التي تعجبني بصوتٍ مسموع، أكثر من مرة.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

أفضل قراءة الكتب الورقية، لكني أقرأ الكتب الإكترونية التي يصعب الحصول عليها ورقيًّا.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

كتبي دائمة الترحال، كحياتي، لا بيت لي، تنقلت كثيرًا، لذلك ليس لي مكتبة ثابتة، إنما كتب كثيرة تقبع في الصناديق، تنتظر الرحيل، كالعادة، إلى وجهة مجهولة. ثم هناك الأصدقاء! لصوص الكتب الجديدة، الذين يظنون أن سرقاتهم مغفورة سلفًا.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

أقرأ حاليًّا رواية قصيرة اسمها "بعيدًا عن القرى" لروبرتسون فريزيرو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قراءة الكتب بوصفها معيارًا للحكم على الإنسان

تُرجم قديمًا: الحفرة