بمضاعفة سعر تذكرة المترو في مصر، بدأت سوق سوداء جديدة في النمو لتداول التذاكر القديمة، التي لا يزال سعرها جنيهًا واحدًا فقط. بعض الشائعات سَرَت حول تغيير ماكينات المترو، أو تغيير لون التذكرة الجديدة، أو شكلها، ما يمنع المرور والانتقال بالقديمة، إلا أن لا شيء تغيَّر حتى الآن، وهو ما تأكّد منه أهالي القاهرة بعد بدء تنفيذ القرار صباح الرابع والعشرين من آذار/مارس الجاري.

بمضاعفة سعر تذكرة المترو في مصر، بدأت سوق سوداء جديدة في النمو لتداول التذاكر القديمة، التي لا يزال سعرها جنيهًا واحدًا فقط

اقرأ/ي أيضًا: رفع تعرفة مترو القاهرة بالفُسفوري.. العفريت بديلًا

مئة تذكرة بجنيه "صالحة للعمل"

تمكن عدد كبير من المواطنين من شراء حوالي مئة تذكرة من محطات مختلفة، رغم أن لوائح وقوانين هيئة مترو الأنفاق تنص على أن مكتب التذاكر لا يصرف أكثر من تذكرتين للفرد الواحد، ورغم تحذيرات لصرَّافي التذاكر من بيع أكثر من تذكرة لشخص واحد ليلة تنفيذ قرار رفع سعر التذكرة.

ما أدَّى إلى اطمئنان المصريين إلى عدم تغيير التذاكر أنّه حتى اليوم الأخير لبيع التذكرة بجنيه واحد لم يكن أي شيء تغيَّر في محطات المترو، لم ترفع هيئة مترو الأنفاق الماكينات القديمة أو تغيِّرها بغيرها، أو تعيد برمجتها.

وحسم حمد عبد الهادي، المتحدث الرسمي باسم الشركة المصرية لمترو الأنفاق، الأمر بقوله: "التذكرة القديمة، المقدَّرة بجنيه واحد، يمكن استخدامها في أي وقت، ومن حصل على عدد كبير من التذاكر في اليوم السابق لتطبيق زيادة السعر يمكنه استخدامها حتى آخر تذكرة في يده".

التذكرة تضاعفت 8 مرات

كان أول سعر لتذكرة مترو أنفاق القاهرة عام 1987 مع افتتاح أول خطوطه ربع جنيه، ويحقّ لمستخدمها ركوب القطار حتى آخر محطة، وكانت في ذلك الوقت ثماني محطات فقط. في التسعينيات، ارتفع سعر تذكرة المترو ليصل إلى 50 قرشًا بعد انطلاق الخط الثاني للمترو، قبل أن تقرر الوزارة زيادة جديدة لتذكرة المترو لتصل إلى جنيه واحد، السعر الذي استمر 11 عامًا، حتى تغييره أمس.

اقرأ/ي أيضًا: تفاقم كارثة نقص الدواء في مصر.. أي حلول؟

خمس فئات معفاة من "الرفع"

رغم ذلك هناك خمس فئات لن تدفع سعر تذكرة المترو كاملًا، فالقرار يستثنى منه، وفقًا للوائح هيئة الأنفاق، الأطفال (من 4 سنوات حتى 10 سنوات)، والمحاربين القدماء بموجب كارنيه، والعسكريين ورجال الشرطة بالبطاقة الشخصية، والصحفيون بعد إشهار كارنيه نقابة الصحفيين، وذوو الاحتياجات الخاصة.

الترام والأتوبيس الأحمر.. الناجيان

بعد ترفيع سعر تذكرة المترو، لا تزال هناك مقترحات لزيادة تعريفتي الترام الأزرق والأتوبيس الأحمر سينظر فيها خلال الفترة المقبلة

بعد رفع تذكرة المترو، طبقًا للارتفاع الكبير في أسعار السلع والخدمات بمصر، لم تنجُ إلا وسيلتا مواصلات في مصر من رفع الأجرة، تعريفة الركوب، وهما الأتوبيس الأحمر، التابع للهيئة العامة لنقل الركاب، والذي يجوب شوارع القاهرة، ويتكدّس المواطنون على بابه، وفي مؤخرته.

الوسيلة الثانية هي الترام الأزرق، الذي يمرق شوارع الإسكندرية ببطء، ولا تزال تذكرته بخمسين قرشًا فقط للعربة العادية، وجنيه للمميزة.

دراسة لرفع سعر التذكرة مرة أخرى

لا تزال هناك مقترحات حكومية ونيابية بزيادة تعريفتيْ ركوب الترام الأزرق والأتوبيس الأحمر، ستُنظر خلال الفترة المقبلة، وإلى جانبها هناك دراسة عُرضت على وزير النقل المصري، هشام عرفات، لرفع سعر تذكرة المترو مرة أخرى ولكن على أساس عدد المحطات التي يستقل المواطن المترو خلالها. كل خطط الحكومة المصرية لسحق المواطن تحت عجلات مترو الأنفاق برفع سعر التذكرة بغرض سدّ مديونية الهيئة التي بلغت 160 مليون جنيه سنويًا.

لم يصاحب رفع سعر تذكرة المترو أي تطوير في خدماته أو أدائه، ما يعني استمرار تقديم الخدمة ذاتها، التي يشكو منها المواطنون، بنفس سوئها، رغم مضاعفة تعريفة الركوب.

اقرأ/ي أيضًا:

التحرّش الجنسي.. المسكوت عنه في تونس

أزمة لبن الأطفال بمصر: الوجه القبيح لبزنس الجيش!