كَبرتُ يا أمي

وجاراتي أصبحن يغلقنَ

بناتهنَ في وجهي

واسمي الذّي تربّى في جسدك

شاخ فجأةً وأصبحَ رمدًا في العينين

سعالًا جافًا في الحلق

ألمًا في المفاصل

ضيقَ تنفسٍ حاد

وصبرًا على الانتظار

في ليالي الشتاء الباردة

كبرتُ يا أمي

بدونِ أمنيةٍ لأرِثَ أبي

أو أنْ أكونَ حكيمًا مثله

كبرتُ هكذا دونَ سبب مقنع

كفضيحة في بيت أثرياء

أو كحريقٍ في سهوِ الغابة

أصبحتُ فجأةً رجلًا طويلًا

كطريقٍ غير معبّد

ما من امرأة اجتازتني لأخرى

كنتُ مُرهقًا في العناق للقصيرات

نذير شؤمٍ للطويلات

حلمًا محرّمًا للمتزوجات

أثرًا بالغَ الشهوة لكبيرات السّن واليائسات

 

كبرتُ يا أمي

كالصمت كثيفًا وشرهًا وبلا أملٍ في الصراخ

كالوداع نذلًا ووسيما وبلا أملٍ في التنازل

كالخوف مترصّدا وجائعا وبلا أملٍ في المواجهة

كالجنس حارًا وعنيفا وبلا أملٍ في الانطفاء

كالبحر كئيبا وبعيدا وبلا أملٍ في احتضان أحد؛

 

يا أمي ألا زلت تضعين يدكِ

على صدرك كلما ذكرتني

كأنك تدليّنَ على مكاني؟

ألا زلتِ تحدثّين إخوتي عنّي

كلما جاعوا أو شعروا بالبرد

كأنّ اسمي عصاكِ السحرية؟

يا أمي أنا لست كل هذا

أنا ابنكِ الفاشل الذي كلما

رآك بكى كأنك معجزته الوحيدة!

 

اقرأ/ي أيضًا:

سومانا روي: في زمن الشجر

سبع شلطات، سبع تمرات، وموس اللام