13-أبريل-2024
لم تحقق إسرائيل الأهداف التي سطرتها للحرب على غزة ( أسوشيتد برس)

لم تحقق إسرائيل الأهداف التي حددتها للحرب على غزة ( أسوشيتد برس)

يبدو أن "إسرائيل" تواجه احتمال "خسارة الحرب" في قطاع غزة مع فقدان القتال زخمه في ظل التعثر الحاصل، والفشل في تحقيق الأهداف التي وضعها جيش الاحتلال الذي سحب معظم جنوده من القطاع.  

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن هناك فشل في الخطط العسكرية الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن مقاتلي حركة "حماس" يعودون من جديد للمناطق التي يقول جيش الاحتلال إنه قام بـ"تطهيرها"، وهو ما يمثل "إحباطًا" لهدف "إسرائيل" الذي أعلنته عند بدء العدوان، وهو تدمير قوة "حماس" العسكرية والسياسية وقتل قادتها.

وفي غياب خطة لإدارة غزة ما بعد الحرب، تشير الصحيفة الامريكية إلى إلقاء بعض القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين اللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتحميله الفشل في ذلك، قائلين إنها: "تركت فراغًا سياسيًا تستغله حركة حماس لإعادة بناء نفوذها في القطاع".

ذكرت الصحيفة أنه ثمة فشل في الخطط العسكرية الإسرائيلية، وأن مقاتلي "حماس" يعودون من جديد للمناطق التي يقول جيش الاحتلال إنه قام بـ"تطهيرها"

ويتزايد الإحباط داخل صفوف الجيش الإسرائيلي بشكل متزايد إزاء تردد الحكومة. وبدون خطة سياسية لغزة، فإن المكاسب التكتيكية لن تضيف أي مكاسب استراتيجية دائمة، كما يقول كبار الضباط والجنود الحاليين والسابقين الذين أمضوا شهورًا من القتال الصعب داخل غزة.

ويقول جندي الاحتياط في الفرقة 98 نعوم أوهانا الذي قاتل في خانيونس: "باعتباري شخصًا شهد هذه المعارك، أقول لقد انتصرنا في المعركة"، لكنه يضيف: "يمكن أن لا تجني ثمار انتصارك العسكري عندها تواجه مشكلة سياسية".

بدوره، يشير الضابط الإسرائيلي السابق وباحث في دراسات الحرب بجامعة كينغز كوليدج في لندن، عوفر فريدمان، إلى أن: "هناك تفاهم عام بين الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بأن هذه ليست مشكلة يمكن حلها عسكريًا".

يذكر أن قائد الفرقة 98، العميد دان غولدفوس، وجه انتقادات علنية للقادة السياسيين الإسرائيليين الشهر الماضي عندما دعاهم إلى التوحد، وأن: "يكونوا جديرين بتضحيات الجنود الذين يقاتلون ويموتون في غزة". وقال غولدفوس: "عليكم التأكد من أننا لن نعود إلى السادس من تشرين الأول/أكتوبر، وأن كل الجهود والتضحيات لن تذهب سدى".

تم توبيخ القائد العسكري الإسرائيلي لتدخله في الشؤون السياسة، لكن العديد من عناصره تتفق مع ما صرح به. وقال جنود احتياط عادوا من غزة مؤخرًا إن: "الإحباط بشأن عدم وجود خطة لتعزيز مكاسبهم التكتيكية وتحويلها إلى نصر استراتيجي دائم يتزايد أسبوعيًا".

من جهته، قال رئيس معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب ومستشار وزير الدفاع الإسرائيلي، تامير هايمان، إن: "هدف إسرائيل المركزي من الحرب تغيير النظام، هو أمر ليس من السهل تحقيقه على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن: "الولايات المتحدة لم تتمكن من تحقيق تغيير كامل للنظام في العراق أو أفغانستان".

وأضاف: "إسرائيل جعلت الأمر أكثر صعوبة من خلال العمل على تدمير قوة حماس دون أن تعرف ما الذي يمكن أن يحل محلها"، وتابع: "عليك أن تعمل في وقت واحد على تدمير وإعادة بناء نظام جديد".

وتدعي "إسرائيل" أنها قتلت نحو 13 ألف مقاتل، وفككت 20 كتيبة من 24 كتيبة تابعة لـ"حماس". في حين تعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية والمصرية أن عدد مقاتلي "حماس" الذين قتلوا أقل من هذا العدد، وفق الصحيفة.

وبحسب خبراء، فإن "حماس" التي كانت تمتلك 30 آلف مقاتل، يمكنها الآن تجنيد أعضاء جدد بين الشباب في غزة.

ويتكيف عناصر "حماس" مع الحملة الإسرائيلية، حيث يتجنبون في الغالب المعارك الكبيرة، ويقومون بالاختباء وينتظرون حتى تنسحب القوات الإسرائيلية، ثم يحاولون إعادة ترسيخ وجودهم وقوتهم.

وقد بدأ مقاتلو "حماس" في الظهور من جديد في مدينة غزة في كانون الثاني/يناير، عندما انسحبت القوات الإسرائيلية بعد احتلال المدينة، ويتكرر هذا النمط في خانيونس حيث خاضت الفرقة 98 معركة طويلة قبل أن تنسحب.