استعدادًا للانتخابات الجماعية/ المحلية المنتظر إجراؤها في المغرب، الرابع من أيلول/سبتمبر القادم، أعلنت الأحزاب عن لوائح مرشحيها والتي ضمت عددًا من الوجوه السياسية الشابة، يتراوح أعمارهم بين 23 و34 سنة.
يختار كل حزب سياسي مغربي أسماء مرشحيه للانتخابات عبر مؤتمر انتداب، يعقد قبل أسابيع من تاريخ بدء الانتخابات، لكن الاستثناء في الاستحقاقات الجارية يتمثل في حضور الشباب بشكل ملحوظ رغم غياب أرقام رسمية حول نسبتهم.
تتميز لوائح المرشحين للانتخابات الجماعية المغربية بحضور ملحوظ للشباب
تقول بشرى نصر الله، جامعية في ربيعها الخامس والعشرين، لـ"الترا صوت"، "اختارني حزبي التجمع الوطني للأحرار، ليبيرالي، لقيادة اللائحة النسائية في مدينة الدار البيضاء في تجاوب مع ما طالب به الشارع المغربي". واستنكرت بشرى ما اعتبرته "سيطرة نفس الوجوه المعروفة على العملية الانتخابية في المغرب لسنوات طويلة".
وفي حديثه لـ"الترا صوت"، يؤكد أمين دهاوي، مهندس بالغ من العمر 26 عامًأ ومرشح حزب العدالة والتنمية الإسلامي، أن "مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي أصبح ضرورة لابد منها وأن هذه الانتخابات تمثل فرصة للانطلاق في تشبيب العمل السياسي في المغرب".
وتتباين الآراء في الوسط السياسي المغربي حول هذا الاختيار إذ يراه البعض مسايرة لموجة التشبيب التي يعرفها العالم العربي ويراه آخرون أمرًا واقعًا فُرض على الأحزاب بعد التغييرات التي عرفها دستور البلاد سنة 2011.
من جهته يرى عمر الشرقاوي، أستاذ في العلوم السياسية، أن اختيار هذه النسبة من الطاقات الشابة في الاستحقاقات المقبلة "قد فُرض على الأحزاب من طرف سند دستوري وقوانين تنظيمية للأحزاب". ويضيف، "يعتبر إنشاء المجلس الوطني لشباب سنة 2011 تمهيدًا لدمج هذه الفئة في العمل السياسي".
وعرف الشارع المغربي سنة 2011 احتجاجات شعبية قادها الشباب أساسًا فيما عرف بحركة 20 فبراير وتلتها تغييرات على الدستور المغربي تماشيًا مع مطالب الشباب المحتجين.
لا يرى الشرقاوي أن "التغيير والإصلاح مرتبط بالسن بل بقدرة الأحزاب على تنزيل مقتضيات الدستور على أرض الواقع وعلى مستوى الجهات"، حسب تعبيره. ويشكك البعض في هذه الاختيارات الشبابية على مستوى اللوائح الانتخابية مستندًا إلى كون معظم الأحزاب قد وضعت الشباب في مرتبة ثانية بعد الفئات العمرية الأكبر سنًا وتجربة.
وضعت الأحزاب المغربية الشباب في مرتبة ثانية على مستوى اللوائح الانتخابية
في المقابل، تؤكد سهيلة الريكي، الناطقة الرسمية لحزب الأصالة والمعاصرة وعضو مكتبه السياسي، لـ"الترا صوت": "اختار حزبي نخبًا شابة ورشحها على رأس اللوائح إيمانًا منه بقدرة الشباب على خلق الاستثناء ورفع رهان تصالح الشباب مع العمل السياسي".
وأضافت الريكي أن" الشباب المرشحون في قائمات حزب الأصالة والمعاصرة يمثلون حوالي 70 في المئة من مجموع مرشحي الحزب". ويمثل الشباب حوالي 30 % من تركيبة المجتمع المغربي، حسب آخر احصائيات في البلاد.