ألترا صوت – فريق التحرير

طرحت "منشورات الجمل" على صفحتها في فيسبوك غلاف الترجمة العربية لرواية "زمن عصيب" آخر روايات الكاتب البيروفي ماريو بارغاس يوسا، التي ترجمها عن الإسبانية المترجم مارك جمال، لتكون من إصدارات موسم النشر الجديد.

جاء على الغلاف: "ذات ليلة من ليالي الشتاء، منذ أعوام طوال، سمعت طرقًا على باب بيتها، البيت الذى نحن فيه الآن، بارتياب، ذهبت لتفتح الباب، فوجدت في الشارع رجلًا يتخفى بمعطف فضفاض ووشاح يتجلى حتى يبلغ قدميه، ولكنها ما لبثت أن تعرفت بصوته حين سمعته يقول: "ألم تتعرفي بي يا مارتيتا؟"، استحوذت عليها الحيرة والمفاجأة، بطبيعة الحال، وبعد ذلك سمحت له بالدخول إلى الصالة نفسها، حيث كان عدد الطيور أقل حينذاك، تجاذبا أطراف الحديث حتى مطلع الفجر، طوال ساعات تناولا خلالها فناجين الشاي واسترجعا مغامرات الماضي، اعترف لها بأنها الوحيدة التي أخبرها بأنه ما زال على قيد الحياة، دونًا عن معارفه القدامى".

تقدم رواية "زمن عصيب" تاريخًا من المؤامرات الدولية والمصالح السياسية خلال فترة الحرب الباردة

وضع النقّاد هذه الرواية على قدم المساواة مع رواية يوسا السابقة "حفلة التيس" التي تناولت الدكتاتورية في جمهورية الدومنيكان. وتدور أحداث "زمن عصيب" في غواتيمالا خلال خمسينيات القرن الماضي، حين أطاح انقلاب عسكري نفذه كارلوس كاستيلو أرماس، برعاية من الولايات المتحدة الأمريكية، بحكومة جاكوبو أربينز المنتخبة ديمقراطيًا، بحجة أن الرئيس أربينز شيوعي.

اقرأ/ي أيضًا: رواية "حرب نهاية العالم" لماريو بارغاس يوسا.. لماذا تحدث الثورات؟

انقلاب غواتيمالا 1954 عبارة عن عملية سرية نفذتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) أطاحت بالرئيس المنتخب من جهو، وأنهت الثورة الغواتيمالية 1944-1954 من جهة أخرى، وأكثر من هذا وذاك أنها قامت بتثبيت الدكتاتورية العسكرية لكارلوس كاستيلو أرماس، ليكون الأول في سلسلة من الحكّام الاستبداديين المدعومين من الولايات المتحدة في غواتيمالا.

تقدم الرواية تاريخًا من المؤامرات الدولية والمصالح السياسية خلال فترة الحرب الباردة، لا تزال آثاره حاضرة إلى يومنا في أمريكا اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقدم حبكة روائية مثالية تجمع الحب والاحتيال وخيبات الأمل والحقيقة والخيال على قماشة واحدة، ترينا كيف لعبت هذه الصراعات أدوارًا كبرى في صناعة التطرف وزيادة البؤس في غواتيمالا وفي محيطها الحيوي.

أما ماريو بارغاس يوسا فكاتب وسياسي وصحفي وأستاذ جامعي من البيرو. تنوعت كتابته بين الأدبي والنقدي والمسرحي. يُعد واحدًا من أهم الروائيين في أمريكا الجنوبية واللغة الإسبانية، وهو أحد روّاد كتّاب جيل "الواقعية السحرية". نال جائزة نوبل للآداب عام 2010. من أعماله الروائية: البيت الأخضر، بانتاليون والزائرات، حفلة التيس، امتداح الخالة. ومن أعماله النقدية: حقيقة الأكاذيب، ورسائل إلى روائي شاب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

يوسا.. هل السياسة أقرب إليه من الفن؟

ماريو فارغاس يوسا: الصوابية السياسية عدوة الحرية