مات أحمد زكي

مات كافلُ الوحدة الأخير

مات الصعيدي بكل خيلائهِ وألقه

بجسدهِ الطافحِ بالدمع وندوب الإبر

اليتيمُ الذي وهبهُ الله فتنةَ الحزنِ أمام الكاميرات

ها هم يجرونهُ لخلاصهِ الذي يريد

بكاء العجلاتِ الصدئة على بلاطِ رحيله

أصواتُ الأطبّاء التي ترافقُ موته المهيب

اختفى "الهارب" من عيونهِ التي لا تنام

انطفأت رئتاهُ التي تضّجُ بالوداع

ملايين السجائر التي احتال بها على قلبهِ

مات "الباشا" على عتبات خلوده

سقوطهُ العنيفُ من أحلام معجباته

درب الهوى الذي ملأهُ بصرخاتِ قلقه

رحلَ "البريء" من تهمِ مزاجه الحاد

ذاكرة التخلّي التي سكنها لسنوات

مفاتيحُ وجودهِ التي رماها في نهر الملح

أبواب جراحهِ المشّرعة أبدًا

سقط "البطل إستاكوزا" العظيم

جنازتهُ التي طعنت شموخ القاهرة

عيون الفقراء التي لاحقت نعشهُ الضئيل

ماتَ ابنهم الذي سحرَ الدنيا

بسمارهِ المنبوذ وملابسه المتسّخة

غادر "البرنس" أرض الخوف

مات أحمد زكي

خمدَ إيقاع الطبّال للأبد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أية حكاية نعيش؟

شارون أولدز: الشيطان يقولُ