تقول جدتي إنها وجدتني

بعد ليلة قمراء 

فتَحَت باب الفجر 

لدجاجاتها 

في العراء 

فكُنتُ هناك 

معلّقًا.. بين الليل والنهار 

أحملُ في جعبتي 

خطيئتين 

*

مرّ الغجر بقريتنا 

وحين رحلوا تركوني صغيرًا 

أمي كانت راقصة.. سمراء 

يتموجُ في شعرها الأسود 

حقل صنوبر بريّ 

ودنُّ عسل 

*

أمي كانت راقصة غجرية 

يتكسّرُ خصرها العاجي فوق عيونٍ حالمة 

تحبُّ اللهَ.. والنهر.. والشجر 

تُحبُ الحرية.. والعربةَ.. والعُشاق الكُثُر 

*

تقول جدتي إنها تعرفُها 

حين تميلُ اللوز مع الريح.. فتلكَ مساكِنُها 

حينَ النَحل يضلُّ طريق خليته 

ذاكَ عِطرها 

حين أنامُ 

حينَ أفكّرُ.. بالدفء الأزلي الأزرق 

خطيئتها 

*

جدتي تكذبُ حين تخبرني الحكايا 

تجعل اللصُ راهبًا

وتُخرجُ من العتمِ.. ضياءً.. وأخيلةً.. ومرايا 

تنفُخ في بوقها السحري 

ثلاثًا

فيولدُ في الكوخ الحقير دفء وحياة 

*

جدتي التي لم أرها 

ما زالت تراسِلُني من هناك 

وتقول 

الدربُ الطويل.. قادم 

 

اقرأ/ي أيضًا:

طائر مهيض السماء

حكايا "الجرية": داليم الدشّاوي