أصدرت لجنة من الخبراء الأمميين في الأمم المتحدة تقريرها السنوي حول الأوضاع في ليبيا، وأكد التقرير الذي قُدّم لمجلس الأمن  أن حظر الأسلحة الأممي على البلاد المفروض منذ عام 2011 "لا يزال غير فعال"، مضيفًا أن انتهاكات المليشيات في ليبيا متواصلة.

أكد التقرير الذي قُدّم لمجلس الأمن  أن حظر الأسلحة الأممي على البلاد المفروض منذ عام 2011 "لا يزال غير فعال"

وحسب التقرير الذي حصلت صحيفة الغارديان على نسخة منه، فإن "دولاً أعضاءً في الأمم المتحدة تواصل انتهاك قرار حظر الأسلحة مع إفلات تام من العقاب"، وذلك بإرسال تلك الدول "أسلحة إلى ليبيا". كما أكد التقرير أيضًا أن "القسم الأكبر من الأراضي الليبية لا يزال تحت سيطرة جماعات مسلحة"، وصفها التقرير بالمليشيات. وبشأن وجود المليشيات الأجنبية والمرتزقة على الأراضي الليبية، اعتبر التقرير أن "استمرار وجود مقاتلين تشاديين وسودانيين وسوريين وشركات عسكرية خاصة في البلاد لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا على أمن ليبيا والمنطقة".

ووفقًا لصحيفة "الغارديان" التي حصلت على التقرير كاملًا، فقد اتهم الخبراء في تقريرهم مجددًا مرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة بزرع ألغام في مناطق مدنية في ليبيا دون تحديد مواقعهاز وتُعرف المجموعة بأنها مقربة من السلطات الروسيةن وتدخلت مؤخرًا في دولة مالي بطلب من حكومة الانقلاب لتعويض الوجود الفرنسي.

كما شجب الخبراء الأمميون في تقريرهم الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي التي تمّت "على نطاق واسع وفي ظل إفلات تام من العقاب". وأشار تقرير الخبراء الأمميين بشكل خاص إلى "سبع جماعات مسلحة ليبية لجأت بشكل منهجي إلى الاعتقالات التعسفية وغير القانونية بحق معارضين مفترضين"، موضحًا أنهم رصدوا حالات قرصنة بحرية ضد سفن تجارية.

إن دولاً أعضاءً في الأمم المتحدة تواصل انتهاك قرار حظر الأسلحة مع إفلات تام من العقاب

وتشهد ليبيا منذ سنوات انقسامًا سياسيًا مزمنًا بعد سقوط نظام معمّر القذافي عام 2011، حيث أصبحت توجد في ليبيا منذ بداية آذار/مارس من ذلك العام حكومتان متصارعتان. وتطور ذلك الانقسام إلى انقسام جهوي بين شرق وغرب، حيث يسيطر خليفة حفتر والمليشيات الداعمة له على مناطق واسعة من الشرق الليبي، ترفض الانصياع للحكومات المتوالية المعترف بها دوليًا والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرًّا لها. وعلى الرغم من قنوات الحوار المتعددة بين الأطراف المتصارعة، لا تزال مؤشرات التسوية بعيدة المنال حسب المتابعين.