11-فبراير-2019

قصص رحلات اللاجئين كفيلة بموت أصحابها بالهم (هيومن رايتس ووتش)

في صالة الترانزيت في المطارات، الجميع ينتظرون مواعيد انطلاق رحلاتهم القادمة، لساعات يقضونها بين مقاهي المطار وأسواقه. لكن على الجانب الآخر، هناك محطة توقف للمهاجرين الذين ينتظرون ليس لساعات فقط، وإنما قد تصل لأسابيع وشهور.

لا يوجد كثيرون من الذين سعوا للجوء إلى أوروبا، تحدثوا عن قصص رحلاتهم، وما فيها من معاناة ومآسٍ، وهي قصص كفيلة بموت أصحابها بالهمّ

المهاجرون واللاجئون ومن يصنفون كمسافرين "غير شرعيين" يخوضون الصعب للهبوط على أراضٍ أوروبية في محاولة لاستعادة الحياة.

اقرأ/ي أيضًا: فظائع الجرائم ضد اللاجئين والمهاجرين.. متى تُحاسب عليها "الجنائية الدولية"؟

وفي كثير من الحالات بدلًا من البقاء في صالات الترانزيت في انتظار انطلاق الرحلة القادمة، ينتظر المهاجر واللاجئ المهرب لإعطاء التعليمات التالية، أو للذهاب به إلى المحطة التالية من الرحلة التي قد تكون مميتة.

قصص من الهم

لا يوجد كثيرون من الذين سعوا للجوء إلى أوروبا، تحدثوا عن قصص رحلاتهم، وما فيها من معاناة ومآسٍ، وهي قصص كفيلة بموت أصحابها بالهمّ.

لا ينتظر المهاجرون واللاجئون رحلاتهم في مقاهي ستارباكس، وإنما ينتظرونها في سكن شباب مزدحم صاحبه جشع لا يرحم من لا يمتلك المال للمبيت ليلة واحدة. أو ينتظرونها في العراء، أو بصحبة الخوف والقلق الدائمين.

لا أحد من هؤلاء لديه أدنى تصور عما قد يحل به في الطريق، وإلى أين ستؤول الأحوال به. كل ما يعرفونه هو ما يلقنوه من المهرب، الذي يتحدث على قدر المال الذي يأخذه.

وتتراوح كلف التهريب بحرًا وبرًا ما بين 700 إلى 1200 يورو، أما جوًا فقد تزيد عن 5000 آلاف يورو. وتنتهي الرحلة بانتهاء المال، فالمهربون ليسوا ملائكة رحمة، بل إنهم على الأرجح مجردين من الإنسانية تمامًا. 

ثم تكمل دائرة الخطر بالهجرة بحرًا، باضطرار المهاجر لقطع مسافة قد تزيد عن كيلومترين في عرض البحر سباحة دون قارب، وفي البر بالسير ساعات على الأقدام.

تحت أعين الحكومات

بعد النظر في الفارق بين المسافرين العاديين عن طريق المطارات ورواد صالات الانتظار والترانزيت، وبين المهاجرين واللاجئين، وهي مقارنة تحدث يوميًا؛ تشعر وكأن كل شيء متفق عليه تمامًا من قبل الحكومات.

تعمل الحكومات على تكريس دور المهربين ليس فقط بالسماح لهم بالعمل، وإنما أيضًا بتشديدها الخناق على قبول المهاجرين واللاجئين على أراضيها

يبدو أن الحكومات تعمل خفية على تكريس دور المهرّبين وتجار البشر، ليس فقط بالسماح لهم بالعمل تحت أعينهم، وإنما أكثر من ذلك، بتشديدها الخناق على قبول المهاجرين واللاجئين على أراضي دولها، وهم الذين خلفتهم مآسي الحروب، التي لا تبتعد دول المهجر عن أن تكون لها في هذه الحروب يدٌ فاعلة!

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا تبطلوا إيواء اللاجئين السوريين بالمن والأذى

الدعارة مقابل العبور الآمن.. سيرة قسرية للأطفال اللاجئين في إيطاليا