23-أكتوبر-2020

توصل طرفا النزاع الليبي لـ"اتفاق دائم لوقف إطلاق النار" (أ.ف.ب)

الترا صوت – فريق التحرير

أكدت بعثة الأمم المتحدة لدعم الجهود الدولية في سبيل إيجاد حل نهائي للأزمة الليبية الراهنة عن توصل طرفي النزاع الليبي لـ"اتفاق دائم لوقف إطلاق النار" بعد محادثات استمرت لخمسة أيام في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وذلك بعد الجهود الدبلوماسية التي شهدتها الأزمة الليبية مؤخرًا، وتمثلت بتوصل حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا مع مجلس نواب طبرق إلى اتفاق على تقاسم المناصب السيادية بينهما برعاية المغرب.

أكدت بعثة الأمم المتحدة لدعم الجهود الدولية في سبيل إيجاد حل نهائي للأزمة الليبية الراهنة عن توصل طرفي النزاع الليبي لـ"اتفاق دائم لوقف إطلاق النار" 

وقالت البعثة في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عديدة إن الأطراف الليبية توصلت لـ"اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا"، مضيفة بأن الاتفاق "يمثل إنجازًا لنقطة تحول مهمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا"، موضحةً أن أن مراسيم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) الليبية، المؤلفة من حكومة الوفاق من طرف، و"الجيش الوطني الليبي" الذي يتزعمه اللواء المتقاعد خليفة حفتر من طرف آخر، قد تم في مقر الأمم المتحدة بجنيف.

اقرأ/ي أيضًا: تطورات في المحادثات الليبية واتفاق بين حفتر ومؤسسة النفط على استئناف الإنتاج

وأشارت البعثة إلى أن الاتقاق بين الأطراف الليبية وقع بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني وليامز، والتي أكدت بدورها على أن الليبيين "اتخذوا خطوات ملموسة لإنهاء معاناتهم"، موجهة التحية لـ"الأطراف الليبية على التزامهم بوحدة أراضي بلادهم"، ومؤكدة على أنه "لا أحد غيرهم يفهم ما ينبغي فعله لاستعادة البلاد والحفاظ عليها".

وكانت البعثة الأممية قد أعلنت الأربعاء عن توصل أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة لستة اتفاقات بشأن فتح المجال الجوي والبري بين شرق وجنوب وغرب البلاد، بالإضافة لاستمرار التهدئة لدعم استمرار وقف إطلاق النار، وإنشاء لجنة مشتركة من رؤساء جهازي حرس المنشآت النفطية، في بنغازي وطرابلس، بهدف توحيدهما، "ما يكفل زيادة واستمرارية تدفق النفط".

ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية على لسان رئيس وفد حكومة الوفاق في اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة علي أبو شحمة، قوله في أعقاب توقيع الاتفاق: "كفانا معاناة ودماء، إن الشعب الليبي في هذه اللحظة ينتظر أن يتحقق التغيير، وترفع المعاناة عن كافة الأرض الليبية وخاصة في الجنوب"، مشددًا على أن يكون الفرقاء الليبيون  "يدًا واحدة في بناء ليبيا".

ويأتي الاتفاق الأخير بين الفرقاء الليبيين، بعد اتفاق مماثل وقع بين المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق على محضر يتضمن ما تم التوصل إليه في الحوار الليبي الذي استضافته مدينة بوزنيقة المغربية الذي عقد في وقت سابق من الشهر الماضي، ونص على وضع معايير اختيار الشخصيات التي ستشغل المناصب السيادية السبعة وفقًا للجغرافية والسياسة بين الطرفين، مع التشديد على نزاهة الأسماء التي ستتولى المناصب.

وكانت حكومة الوفاق بالاشتراك مع مجلس طبرق قد استبقا اتفاقهما الذي أبرم برعاية مغربية، بإعلانهما التوصل لاتفاق وقف فوري لإطلاق النار على كافة الأراضي الليبية في آب/أغسطس الماضي، ودعا الاتفاق بين الطرفين إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في آذار/مارس 2021، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم التوافق عليها بين الليبيين.

كما شهدت الجهود الدولية المبذولة لإنهاء الأزمة الليبية تنظيم الأمم المتحدة لمؤتمر برلين-2 الذي نظم عبر تقنية الفيديو كونفرانس خلال الشهر الجاري، بمشاركة الدول التي حضرت اجتماع برلين-1 مطلع العام الجاري، ووفقًا لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس فإن المؤتمر ناقش تفاصيل الأزمة الليبية والخطوات الواجب اتخاذها مستقبلًا لإحلال الاستقرار في ليبيا، لافتًا لوجود مؤشرات لدى طرفي النزاع في ليبيا، للانتقال من المنطق العسكري إلى المنطق السياسي.

كذلك، فقد كشف تقرير لصحيفة تايمز أوف مالطا عن استضافة العاصمة فاليتا اجتماعًا لمجموعة من السياسيين الممثلين لمجلس الدولة الأعلى من طرف، ونواب طبرق من طرف آخر، والذي جاء في سياق الجهود التي تقودها الأمم المتحدة، لدفع السياسيين الليبيين اتجاه العمل سويًا من أجل بناء ليبيا من جديد"، وفقًا لما أكد وزير الخارجية المالطي أيفاريست بارتولو في وقت سابق في معرض تعليقه على الاجتماعات الليبية التي استضافتها بلاده.

والشهر الجاري أيضًا، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية عن رفعها القوة القاهرة عن حقل الشرارة النفطي الأكبر في البلاد، وذلك بعد توصلها لاتفاق مع حرس المنشآت النفطية التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر، مشيرةً إلى أن الاتفاق يلزم "بمقتضاه حرس المنشآت النفطية بإنهاء جميع العراقيل التي تواجه حقل الشرارة، وبما يضمن عدم وجود أية خروقات أمنية، ويمكن المؤسسة من رفع القوة القاهرة ومباشرة الإنتاج".

وكانت القوات الموالية لحفتر المدعوم من الإمارات ومصر وروسيا قد عملت على إغلاق جميع الموانئ وحقول النفط الليبية الخاضعة لسيطرتها مطلع العام الجاري، متذرعة بحجة ذهاب أموال بيع النفط لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا لاستخدامها في تمويل المجهود العسكري، فيما قدر المصرف المركزي الليبي خسائر البلاد الناجمة عن توقف إنتاج وتصدير النفط بما يقرب 10 مليارات دولار، خلال التسعة أشهر الماضية من العام الجاري.

كانت القوات الموالية لحفتر المدعوم من الإمارات ومصر وروسيا قد عملت على إغلاق جميع الموانئ وحقول النفط الليبية الخاضعة لسيطرتها مطلع العام الجاري

يشار إلى أن  قوات حفتر كانت قد بدأت هجومًا للسيطرة على العاصمة طرابلس في نيسان/أبريل 2019، في مقابل حصولها على دعم عسكري وسياسي من أبوظبي، وبشكل خاص القاهرة، وموسكو لاحقًا، قبل أن تتغير موازين القوى العسكرية بعد تقديم الحكومة التركية دعمًا عسكريًا وسياسيًا لحكومة الوفاق في آذار/مارس من العام الجاري، استعادت خلاله السيطرة على كافة المناطق المحيطة بالعاصمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 بعد اتفاق بشأن المناصب السيادية.. الأطراف الليبية تستكمل اجتماعاتها بمالطا