ألترا صوت – فريق التحرير

غادر عالمنا أمس الفنان والشاعر والكاتب الفلسطيني - السوري الحكم النعيمي (1974 - 2020)، في منفاه بمدينة ستراسبورغ الفرنسية التي انتقل إليها مؤخرًا، مثيرًا بهذا الرحيل المبكر والمفاجئ والفاجع عاصفة من الحزن بين أصدقائه ومحبيه.

أسلم الحكم النعيمي الروح وحيدًا وبعيدًا عن أصدقائه الذين رمتهم الأقدار في بلدان مختلفة

الحكم النعيمي الذي عاش تجربة حصار مخيم اليرموك، ونجا من الموت المحتم فيه، ليصل بعد ذلك إلى إسطنبول، ومن ثم إلى فرنسا، أسلم الروح إثر نوبة قلبية في إحدى مستشفيات ستراسبورغ وحيدًا وبعيدًا عن أصدقائه الذين رمتهم الأقدار في بلدان مختلفة.

اقرأ/ي أيضًا: "فرع فلسطين" اغتال نيراز سعيد.. استشهاد علني لحارس رسائل اليرموك

قبل هذه النهاية المأساوية، عُرف الحكم في الأوساط الفنية والثقافية السورية بتركيبته الخاصة والفريدة، حيث جمع بين أسلوب الحياة الصاخب والشخصية المشاكسة، وبين التزامه السياسي والوطني حيث كان ناشطًا في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وذي حضور في الأوساط الشبابية في المخيمات الفلسطينية في سوريا.

عمل الراحل كمصمم أغلفة لصالح العديد من دور النشر السورية والفلسطينية، كما كان المشرف الفني في العديد من الصحف والمجلات.

أقام العديد من المعارض الفنية الفردية، إضافة إلى المشاركة في المعارض الجماعية.

أما على صعيد الكتابة فأصدر خمس مجموعات شعرية هي: "مرثية لسيدة الورد"، و"تخوم الوحشة"، و"خارطتي الخاصة جدًا"، و"نصف الحلم كل الحقيقة"، و"أرسم للوهم حقيقة". إلى جانب عدد من الدراسات الفكرية والسياسية نذكر منها: "وديع حدّاد.. لستُ إرهابيًّا"، "غسان كنفاني.. صور وشهادات".

 

من أشعاره

 

أخيرًا، نام الأولاد، ونامت لعب الأولاد

دخلت كل أواني المطبخ في حالة سلم

لا طنجرةٌ تلطم طنجرةً

أو ملعقةٌ تلكم صحنًا

أو كأسٌ تصفع كأسًا

كل الحنفيات امتثلت للصمت

لكن امرأتي ما زالت تقرأ في غرفتها

تحفظ أشعارًا، وتردد أفكارًا

وبين القصف وبين العصف

يجيء الصبح جميلًا

دمشق تلملم قتلاها وتقاوم.

*

 

ماذا غير هاوية

وتمتمة الجذور؟

لا شيء يأتي

والسماء سقيفة العين التي أطلقتها

فتكوكبت في سرة اللغة البغية

تستضيف الموت

في وله اكتمال القول

لكن

كلما أيقظت عيني

جاءت الكلمات حبلى بالسراب.

*

 

أسمع صمتًا

أسمع خفقًا

أسمع ليلًا يهرب في صدر يسمع ليلًا يحضر

مثل نهار يبدأ عبر فضاء يرحل عبر فضاء

يتقدم من بين جفون الوقت

فصولًا تأتي في موج ذهبي يأتي عبر سماء

تخرج من برقٍ لا يشبه برقًا

رمحًا يخترق الشمس إلى الشمس

أنا أسمع أسمع أسمع إلا أنت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عبد الله أبو راشد.. رحيل في المنفى

إنهم ينهشون أنقاض اليرموك