أعلن مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي ماوريسيو يوشيتينيو أن لاعبه السنغالي إدريسا غييه، غاب عن المباراة التي خاضها الفريق السبت الماضي ضد مونبلييه في الدوري الفرنسية لأسباب شخصية لم يكشف عنها، لتعود بعدها وكالة بي بي سي البريطانية، وتؤكّد أن بطل إفريقيا مع السنغال رفض المشاركة في المباراة لتجنّب ارتداء شعار ألوان قوس القزح الذي يدعم مجتمع المثليين.
الاتحاد الفرنسي لكرة القدم دعا للعام الثاني على التوالي، الأندية الفرنسية لارتداء قمصان عليها تصميم قوس قزح، إحياءً لليوم العالمي لمناهضة "رهاب المثلية" الذي يصادف الـ17 من أيار \ مايو ، مع العلم أن غييه لم يشارك في مباراة فريقه العام الماضي أيضًا للمناسبة نفسها، وقال يومها إنه كان يعاني من التهابات في المعدة.
مجلس الأخلاقيات في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم طلب الأربعاء من غييه تقديم تبريرات لغيابه عن مباراة فريقه، إشارةً إلى أن سلطات السنغال التي يمثل غييه منتخبها الوطني، تجرّم المثلية الجنسية وتعاقب بالسجن لمدة خمس سنوات كلّ من يمارسها أو يجاهر بها.
غياب إدريسا غييه عن مباراة مونبيلييه، ومطالبة الاتحاد الفرنسي له تبرير تصرفه، سرعان ما تحول لقضية رأي عام في فرنسا والسنغال، وفي الأوساط الكروية والحقوقية، فتعرّض اللاعب لحملة انتقادات واسعة في فرنسا، ما استدعى جملة ردود فعل من الناشطين في مختلف أنحاء العالم، وقد دافع كثيرون عن موقف غييه واعتبروا أنه يمتلك الحق باتخاذ الموقف الذي يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي الذي يعتنقه، في مقدمهم الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي غرّد على صفحته على تويتر قائلًا : " أنا أدعم موقف إدريسا غيييه. اعتقاداته الدينية يجب أن تكون محط الاحترام "
Je soutiens Idrissa Gana Gueye. Ses convictions religieuses doivent être respectées.
— Macky Sall (@Macky_Sall) May 17, 2022
وانضم رئيس الوزراء السنغالي السابق عبدول مبايي إلى قائمة المدافعين عن غييه فكتب على تويتر: " لا يجب الخلط بين المعتقدات وبين التحريض على الكراهية. غييه ليس معاديًا للمثلية، لكن يرفض أن تستخدم صورته في الترويج لها. دعوه لوحده."
Si le racisme était sanctionné en France peu ne le seraient pas. Il ne faut pas confondre convictions et incitation à la haine. Gana Guèye n’est pas homophobe. Il ne souhaite pas que son image serve à promouvoir l’homosexualité. Fichez lui la paix!
— Abdoul MBAYE (@AbdoulMBAYE2019) May 17, 2022
في المقابل، هاجمت فاليري بيكريس المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة اللاعب إدريسا غييه، حيث اعتبرت أن لاعبي كرة القدم وبالأخص لاعبي باريس سان جيرمان، هم مثل عليا بالنسبة للناشئة، ويجب عليهم أن يكونوا نموذجًا يحتذى. ورفضت أن يمرّ ما اعتبرته امتناع غييه عن الوقوف مع المثليين بدون عقاب.
الناشطون المتضامنون مع غييه أطلقوا وسم #Weareallidrissa بأكثر من لغة. الممثل المصري محمد هنيدي نشر صورة لغييه وعلّق بالقول :" من غير المقبول أن يفرض على أحد التصرف بعكس معتقداته، نحن جميعًا ندعم غيييه ".
No Body Should be forced to do thing against their beliefs
WE ALL SUPPORT IDRISSA#WeareallIdrissa pic.twitter.com/d5y1woptsb— Mohamed Henedy (@OfficialHenedy) May 19, 2022
أحد الحسابات استخدم الوسم نفسه، وكتب : "فقط في فرنسا، يُهان الأنبياء، تُهاجم النساء اللواتي يلبسن الحجاب، ويعامل المسلمون بتمييز، ويسمى هذا حرية تعبير، بينما يعد رفض التضامن مع قضية معينة حتى وإن لم تنبس بأية كلمة، تخطي للحدود".
Just in France :
Insulting prophets,attacking women who wear the hijab and discriminating Muslim=Freedom of speech ✅️
Not showing support to a specific category of people (without saying a single word) = Crossing the lines ❌️#WeareallIdrissa @IGanaGueye #WeareallIdrissa pic.twitter.com/sMXgCicwyu
— MoOoD (@iMo0o0D) May 18, 2022
وضمن السياق نفسه، كتب مدير تحرير صفحة يلا كورة كريم سعيد :" إهانة الأنبياء وصناعة النكت عنهم حرية، بينما رفض دعم المثلية التي يحرّمها الإنجيل، التوراة والقرآن هو تطرف! من يبحث عن حرية التعبير، عليه أن لا يحرم الآخرين منها."
Insulting and making fun of Allah Prophets is freedom, while rejecting Homosexualty, which is forbidden in Torah, The Bible and The Quran is extremism!!!
Who asks for freedom of speech, should not prevent it from others!!!
— Karim Said- كريم سعيد (@KarimSaid) May 19, 2022
واعتبر الإعلامي الرياضي العماني أحمد الحارثي، أن لا أحد على الأرض يحق له أن يفرض على أي شخص أن يدافع عن فكرة تتنافى مع دينه، المثلية تتعارض مع الطبيعة البشرية ولأي شخص الحق برفضها".
No one on earth has the right to force anyone to support ideas which are against religion.
Homosexuality is against human nature and everyone is free to deny it. pic.twitter.com/v2hCmRPAma— أحمد الحارثي (@asaharthi) May 18, 2022
يُذكر أن دعم المثليين أصبح في السنوات الأخيرة على قائمة اهتمامات الاتحادات الكروية في أوروبا، وباتت تخصّص جولات من مسابقة الدوري في أكثر من بلد من بينها إنجلترا وفرنسا لدعم المثليين، من خلال ارتداء اللاعبين لقمصان عليها شعار المثلية، ونشر العبارات المدافعة عن المثليين في الملاعب والمدرجات.