في المباراة الأخيرة التي خسرها تشيلسي أمام ضيفه مانشستر سيتي بهدف نظيف في الدوري الإنجليزي، دخل الجابوني أوباميانج صاحب الرقم 9 بديلًا لرحيم ستيرلينج الذي أصيب مطلع المباراة، وعاد المدرب جراهام بوتر وأخرجه منتصف الشوط الثاني بعد دقائق من تلقي الفريق هدف المباراة الوحيد، لترتسم علامات استفهام حول هذا التبديل، فمن غير المنطقي إخراج رأس الحربة الوحيد المتوفر في الفريق عندما تكون متأخرًا، إلا بحالة واحدة، وهي أن يكون المهاجم قد خرج نهائيًا من حسابات المدرب.

انتقل أوباميانج بداية الموسم قادمًا من برشلونة، بطلب من مدرب الفريق المُقال توماس توخيل، لتعويض روميلو لوكاكو الذي وصل إلى ستامفورد بريدج بصفقة قياسية قادمًا من إنتر ميلانو، وحمل بدوره القميص رقم 9، لكنه فشل في ترك أية بصمة ليعود إلى إنتر على سبيل الإعارة مع إمكانية تفعيل الشراء، ما يعني أن الفريق اللندني  خسر عشرات الملايين من الدولارات بهذه الصفقة.

في تسع مباريات لعبها في الدوري، اكتفى أوباميانج بتسجيل هدف واحد فقط، وهو أقل بكثير مما كانت تأمله منه جماهير النادي وإدارته التي بدأت بالفعل البحث عن مهاجم بديل، فيما أشارت بعض المصادر إلى أن مباراة السيتي قد تكون الأخيرة للجابوني مع الفريق.

 لينضم أوباميانج إلى لائحة طويلة من المهاجمين الذين ارتدوا القميص رقم 9 مع البلوز، ولم يصيبوا معه أي نجاح، ويمكن القول إن لعنة الرقم 9 بدأت مع المهاجم الصربي ماتيا كيزمان الذي استقدمه النادي في العام 2005 من أيندهوفن  بمبلغ كبير، لكنه اكتفى بتسجيل أربعة أهداف خلال موسم كامل وانتقل بعدها إلى أتلتيكو مدريد.

بعد كيزمان حمل النجم والهداف الأرجنتيني هرنان كريسبو الرقم 9، فاكتفى هو الآخر بتسجيل 13 هدفًا خلال موسم كامل ليغادر بعدها الفريق، ثم يتعاقب على الرقم 9 لاعبون غير مؤثرين، قبل أن يحمله فرناندو توريس القادم من ليفربول في العام 2011، في صفقة كبيرة يومها ( 50 مليون يورو ) عُقدت عليها آمال كبيرة، لكن النينو خيّب الآمال هو الآخر، ليغادر الفريق في العام 2015 متوجّهًا إلى ميلان. أفضل لحظاته مع الفريق كانت المساهمة بالتتويج بدوري أبطال 2012، لكن الصفقة بالمجمل فشلت إلى حد كبير.

بعد ذلك حمل الرقم 9 ثلاثة نجوم كبار هم رادميل فالكاو، غونزالو هيجوايين ثم ألفارو موراتا وكان الفشل مصيرًا مشتركًا لهم، قبل أن يحط الرقم الرحالَ عند تامي أبراهام ابن أكاديمية تشيلسي، الذي بقي حبيس مقاعد البدلاء في معظم فترته مع النادي، لينتقل بعدها إلى روما الإيطالي، ويأتي الدور على لوكاكو ثم أوباميانج، وهم أصحاب تجارب سيئة مع الرقم المنحوس كما ذكرنا.

في الخريف الماضي قال توماس توخيل إن لاعبي فريقه يرفضون حمل القميص رقم 9 بعد رحيل لوكاكو، لأنهم يؤمنون بأنه رقم "ملعون" في النادي، السؤال اليوم هو من سيتجرأ على حمل هذا الرقم بحال رحل أوباميانج؟