أندريه شديد (1920 -2011) ثاني امرأةٍ تحصل على جائزة الغونكور الفرنسيّة المرموقة، تجمع في دمها تراب سوريا ولبنان، أبصرت النور في القاهرة 20 آذار/مارس 1920، وتختار الفرنسيّة وسيلة بوحٍ وتعبير، أبدعت في الشّعر، كما في الرّواية والقصّة القصيرة، من أعمالها: "اليوم السّادس 1960"، "الطفل المتعدد1989"، "امرأة بالأحمر1994"، "طفل الركوب 1998"، "الرسالة 2000" ومؤلفات أخرى عديدة.

القصيدة هنا لم تُنشر قبل عام 2008، في مجلّة "ربيع الشّعراء"، في عدد بعنوان "مديح الآخر"، عاودت بعد ذلك الشّاعرة ونشرتها في مجموعتها "رداء الكون" 2010، ذلك قبل وفاتها بعام.


الآخر

 

لِكثرة ما أكتُبُني،

أكتشفُني شيئًا فشيئًا،

وأبحثُ في داخلي عن الآخر،

 

وألمحُ من بعيد

تلك المرأة الّتي كنتُها،

ألمحُ حركاتها،

وأتجاوز سيّئاتها،

وأتسرّب داخل ضميرٍ فارق وعيه،

أتفحّص نظراته

كما لياليه.

 

وأطارد سماء لا صوت لها

ولا إجابات حتّى

أُعرّيها،

ثمّ أعبر نحو أماكن أخرى

وأخترع لغةً لي

وأفُرُّ شِعرًا.

 

ثمّ أهوي مجدّدًا على أرضي

حيث أهمس وأعيد

كلَّ ما بوسعي أن أخترع

وأن أتذكّر.

 

لِكثرة ما أكتبُني،

أكتشفُني شيئًا فشيئًا،

وأعثر عليه،

الآخر.