كم مرّةً علينا أن نسدل الستائر على نوافذنا

حتى لا نرى صرخات الأطفال في الخارج وقد تحوّلت

إلى أعمدة دخان؟

*

ذات صباح نرحل وفي يدنا وصايا

نُعلِمُ فيها أبناءنا

أن العيش -في الأرض- كالعيش في السماء

كلاهما كاشير عملاق لندفع فيه

ثمن مجيئنا

*

جدّفنا في أرخبيلات الحرب عبر الظلمات الآسنة

بعدما ألقت بنا من قوارب الحبّ

جدّفنا طويلًا، معتقدين

أننا سبّاحون مَهَرة

في بحرٍ كبير يعود

لدموع غرقى سابقين.

*

متى سيلتهم الدّود أجسادنا مثل أشرطةِ الندم 

قبل أن نقول نحن الأحياء، بخشيةٍ بالغة،

العالمُ هو جحيمنا الأبديّ

جحيمنا العميق، المأهول بأحلامنا.

*

استجرنا بالرّب

لما انقطعتْ بنا سبلُ النجاة

استجرناه

مثل كلّ الفلاحين التعساء

الذين استباح الصقيعُ حقولهم

وجلسوا

يطالعُونها بكثيرٍ من الأسى.

*

ألقت بأعينها تحت أرجلنا

وصارت تتنزّه في المدن

بكامل عمائها

مُقادَةً بالرغبة والذاكرة

فقط

*

بعدما سال دمنا على مذابحهم

عبّؤوه في زجاجاتٍ فارغة

وضعوه إلى جانب أسرّتِهم

وظلّوا يحتسونه

ليلةً بليلة

قبل النوم كشرابِ الفودكا 

كانوا يفعلون هذا

ببهجةٍ شديدة

انتقامًا من ذاكرتهم.

*

جسدي العالم

فمي الحرب

وطعامي أولاد البسطاء

لكنّ طاولتي في فلسطين أيها الرّب

وملاعقي جميعها في سوريا.

*

في كلّ خطوةٍ نحو الحبّ ندهسُ آلافًا

من رغبات الحرب

*

انظروا إليّ

أنا أحمق، أنا مهرج، أنا بهلوان

انظروا جيدًا

أنا قبيح، وجهي جامد، أنا ضئيل

أنا مثلكم جميعًا

قد نهشت في لحمي الحرب.

اقرأ/ي أيضًا:

سمّوني قاتلًا مأجورًا

الحرب في خمس عشرة دقيقة