أحلم أن أقدامي تسير

وأن الطريق الذي أقطعه

يكرر نفسه مثل آلة رياضية

وأن صوتي لأماكن بالكاد أعرفها

يعود

وإنك هنا في مكان ما... أحلم

تحوطني كطيف

لا يُرى

كذلك أحلم أن أصرخ

أن يهرع الناس بهذا فارين أو مقبلين

أن تؤدي بي الخطوات إلى طرق حقيقية

أن أصحو

محتارة بالضوء

الذي يشرق من مكان ما

في وجهك.

*

 

أي شيء

يعنيه القلب

عندما نقصد به الأسرار

وبأي حد تحيط الجوارح

عندما نريد بها الاشتياق

تسألني كما لو أنني سكينك

كما لو كنت نجمة تحدث في أيامك

تؤجج انتظارك الطويل

بالضوء والحسرات

أنت الذي تطلق السؤال

ثم تنساه

راجيًا منه

القلق

لا هدأة الإجابات.

*

 

أكتب لنفسي

للآخر الذي أعرفني من خلاله

أقول مشاعري دون إرباك

وأطرح أسئلتي دون قلق

وهذا يجعلني على الدوام ممتنة

للغة التي منحتني هذا الرفق

وهذه الألفة المليئة بالخيارات الكافية

لملء فراغ لا يملؤه غيرها

بالحب والأصدقاء.

*

 

أحب معرفة أسماء النباتات

لكن حبيباتي منهن غريبات

تدلهن زيتونة قزمة

ماذا يفعلن بالضوء الوافر

وقلة الماء.

*

 

أُبذل ما شئت في نسياني

الحرائق

والحجارة

والدواء

ستجدني مقيمة في رأسك

أستعيد بقيتي

من أحلامك.

*

 

صَنعت الصدفة ذوقي

مزاجي الذي أعرفه

أشيائي المحببة

من روائح وأغنيات

حدثت الأشياء من تلقاء نفسها

في القلب

والحافلة

وفي كل مكان محتمل

من طرق وجبال

مرة تلو الأخرى

دون سعي وإصرار

تكدست الأشياء في رأسي جزافًا

وكان لي حرية أن أنحاز.

*

 

مشغولة بالصمت

أملأ فراغًا

- أحدثه سن سقط من فمي-

بلساني

*

 

ستأخذك الأيام

حيث كنا نغافل الخطيئة بالوقت

ونرتاب

كنت في قلبي ساكنًا

تعد احتياطي الكون من الدهشة

ولا تصرخ

مؤونته لأعوام طويلة من الاختلاف

ولا تفزع

قبل أن تعرفني

ماذا كان يعني لك

صرير الأبواب تتأرجح بانتظارك؟

وضوء الحشرات المقيمة على الطريق؟

*

 

حدثني عن مخاوفك

لأشعر بالأمان

وإن بدا ذلك عدائيًا وشائنًا

كنت تصحو فزعًا

من أحلامي

شيء يلاحقني

تقول

يعرف صوتي ولا يلتفت

وتدله رجفتي ولا يهتدي

معارك كثير تحدث حولي

وكل حجارة الطريق

صغيرة تصلح للرمي

وأكبرها

بعيد.

*

 

هذا وقت شائع

للحديث عن الحب

عن اشتعال الحنين الخافت

تشاء شمس الغروب

أن يحدث هذا

يشاء الهواء

والغبار الذي يضيء الرفوف

بالأشعة التي تفاقمه... يشاء

يشاء وجودك

مضيّك أكثر في دمي

وذهابك الدائم في إطراقتي

هذا وقت شائع للحنين

لائق للحديث عن أي شيء

يريد أن ينتهي

ولا يفعل.

*

 

أبتلع الماء كأنني

لم أُسقَ منذ الأزل

لا قطرات يُرجعها الارتواء

ولا خطوات تنطبع

كأن الماء يُدلف على صخرة شاسعة

لا على تراب

أو يصير تحت الضغط أجزاءه

ذرتين هيدروجين

وذرة أكسجين

وهذا حتما

لا يُحدث بللًا

ولا يُسكت ظمأ.

*

 

أتكلم العربية

بها

أجيء وأذهب

أجلب حوائجي

وأعبر المدن والطرقات

وعندما يشتد بي الحلم

أهون على نفسي بها

وبها أخلع الأبواب إن ضاقت

وأدق الأجراس

وأنادي

أحب اللغة العربية

ولا أعلم متى نما هذا الحب

الذي لا يتعلق برومانسيات الهوية

والمعتقد

ربما سحرني العمق وأخذتني الرحابة

التي تتيح لي أن

أهوي كنجم فتظنني أنفجر

وأخرّ كإنسان فتظنني أنتهي

وأنهمر كشلال فتظنني أبتدئ

مُحلقة كما يحلو لي أن أكون

آخذة فرصتي من كل سقوط ممكن.

*

 

لمّا أضاع الفتى أمه

سأل المارة:

هل رأيتموها؛

امرأة تسير بدوني؟

خطواتها على الدرب ناقصة

هل رأيتم مكاني قربها فارغًا

فقداني في وجهها جليًا

هل رأيتم... كيف هزمني الشعر

أقول النكات على أنها قصائد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وحيدًا كنت أو مع يدٍ

زهرة البوطونسيا