تتقوسُ أبراجُ الطوفان

المغروزةُ في لحمِ الأرضِ

على عُنقِك،

ويصبغُ وجهكَ صدأُ الشمسِ الغاربة.

أيها البربريُّ!

متى تستقيم الولادةُ؟

ومن يحصدُ النَّار في كبدِ البراءة؟

منهوبةٌ أسماؤكَ في الأسفارِ

ويداك طواويسُ مشلولة!

هلم إلينا

فلم يتبق لنا غيرُ لونِ الوساوسِ

خذ من النومِ سرَّ الفصاحةِ

واقذف به نحو بلادٍ ينخرُ في عظمها الهذرُ

لا تقفْ حيثما أنتَ

حطم جواميسَ من قتلوا النورَ في المهدِ

وأساحوا على البيدِ سمَّ الفضيلةِ،

لا تتأخر!

ولا تنسَ أَنَّ الجراحَ تخيطُ الزمان،

خذ بأفراسكَ السودِ واعبرْ

واملأْ أديمَ البلادِ توابيتَ أشباحها

لا تتركْ السُّمَّ يصعدُ فوقَ الصليب

ولا تحرقُ الحبرَ أو تغرقه

دعْ شهودًا تلوذُ إلى المذبحةِ

دعهم يسيلون كالزيتِ كي يشعلوا المذبحة

يترنحونَ بأجنحةٍ من السعفِ فوق اللهيب،

أنبئهمْ بأسمائهم واحدًا واحدًا

فلن يتوارى عن الموتِ غيرُ الجثثِ

خذْ من الأرضِ سرَّ العماءِ

واقذفْ بهِ نحو شموسِ الولادة

حيث العيونُ بياضٌ يخبّر بالدمِ والدخانْ

اجعل الأرضَ مقبرةً

واستطبْ ما تشاءُ من الدمعِ؛ كي تغسلَ المذبحة!

لكن تحذرْ 

سيحفظُ هذا الأديمُ دماءَ الأضاحي

وينمو على العظمِ لحمُ الوحوشِ

ولن يتسنى لنا أيها البربريُّ الأخير

نداءُ الغريقِ،

سنُدفنُ في الطوفانِ

ويعلو على الأرضِ شتاتٌ من الموجِ أحمر

حيث الجواميس تخورُ

والبلابلُ مخفَضةٌ أصواتُها كي تعيشَ

بينما العالمُ محمومٌ بالدوران كي لا يحرث نفسه...

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما بقيَ لنا أكثر مما مضى

خارج السّياق.. خارج النّفق