21-سبتمبر-2023
شهر على حراك السويداء

(السويداء24) وقفة في ساحة الكرامة

مع دخول الاحتجاجات الشعبية في مدينة السويداء، جنوبي سوريا، شهرها الثاني لوحظ اتساع في رقعة التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام وبشار الأسد.

واحتشد العشرات اليوم الخميس، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، للانطلاق في المظاهرات اليومية، وذلك قبل يوم الجمعة، الذي يشهد عادةً المظاهرات الأكبر منذ بداية الاحتجاجات.

ووصلت الوفود من قرى شهبا وحبران وغيرها، إلى ساحة الكرامة للمشاركة في الاحتجاجات التي تطالب في التغيير السياسي، اليوم الخميس.

وتميز اليوم الثاني والثلاثون للاحتجاجات، أمس الأربعاء، بوجود شعارات ولافتات كتبت بلغات مختلفة، بما فيها الصينية، وذلك إثر الإعلان عن زيارة رئيس النظام إلى الصين، لحضور افتتاح الألعاب الأولمبية الآسيوية.

بدأ الحراك الشعبي في السويداء ينتقل بشكل أفقي وسط الناس، وبدأت وجوه وفعاليات جديدة تلتحق بالشارع بشكل يومي، مع صقل أفضل للشعارات والهتافات في الساحات

وكانت مدينة السويداء قد شهدت الجمعة الماضية تظاهرة شارك فيها الآلاف، في أكبر مظاهرة شهدتها المدينة ضد النظام، وذلك بعد يومين من إطلاق النار على متظاهرين.

وشهدت ساحة الكرامة في السويداء مظاهرة مسائية، بالتزامن مع المظاهرات الشعبية المستمرة المطالبة برحيل رئيس النظام بشار الأسد.

كما شهدت بلدة مفعلة في ريف السويداء مظاهرة مسائية أيضًا، طالبت برحيل الأسد، ونُظمت الوقفة الاحتجاجية هناك "بحضور وفود من القرى المجاورة"، وفقا لتقارير محليّة.

ويحظى حراك السويداء بدعم المشيخة الروحية والفعاليات الاجتماعية الرئيسية في المحافظة، وفي هذا السياق نقلت صحيفة "العربي الجديد" من مصادر مقربة من الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، قولها إن الشيخ حكمت الهجري، "يتلقى الدعم الشعبي الكامل داخل المحافظة وخارجها ومن كل الشرائح التي تزور دارته في بلدة قنوات".

كما أكّدت ذات المصادر تلقيه اتصالات لم يعلن عنها. في إشارة إلى توسع مجال الالتفاف الشعبي حول حراك السويداء المطالب برحيل الأسد ونظامه.

كما نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن الناشط المدني منيف رشيد قوله إن "الحراك الشعبي بدأ ينتقل بشكل أفقي وسط الناس، وبدأت وجوه وفعاليات جديدة تلتحق بالشارع بشكل يومي، مع صقل أفضل للشعارات والهتافات في الساحات، وبات التركيز واضحًا على أهداف الثورة المتمثلة بالقرار الدولي وإسقاط النظام".

وذكر رشيد أن "أعداد المحتجين لا تختلف كمًّا عن الأيام السابقة بل نوعًا، بانضمام أعداد متزايدة من مثقفين ومحامين يضيفون مزيدًا من الزخم والقوة إلى الشارع، إضافة لوجود النساء بشكل كبير، ما يدفع باستمرارية الحراك في ساحات المحافظة".

في ذات السياق قالت ناشطة حقوقية، إنه فيما يتعلّق بالاتصالات التي يتلقاها الشيخ الهجري، إنه "لا يريد هذا النظام أن يفهم أن مثل هذه الاتصالات حالة طبيعية في الصراع السياسي، وليست خارجة عن السياق الوطني، وبخاصة عندما تتعلق برمز وطني أجمع عليه كثير من السوريين، كالشيخ الهجري".

وأضافت الناشطة المنحدرة من الساحل السوري للعربي الجديد: "النظام يحاول جاهدًا إحباط وتخوين أي شخصية يلتف حولها السوريون، ويسعى كعادته لتشويهها، وإطلاق التهم جزافًا بحقها، خوفا من تمدد أي حالة شعبية مناهضة له".

وفي الأثناء وبالتزامن مع الحراك الاحتجاجي واصلت وسائل النظام الإعلامية تشويه المظاهرات الشعبية، ونشر الشائعات عن تفجيرات مفتعلة في السويداء، وعن هجوم على حواجز عسكرية.