23-أبريل-2024
فلسطيني بين الركام في خانيونس

(epa) خلّف العدوان المتواصل منذ 200 يوم أكثر من 34 ألف شهيد

في اليوم الـ200 من العدوان، تواصل "إسرائيل" قصفها للمدنيين في قطاع غزة في ظل فشل المجتمع الدولي بإلزامها بوقف الحرب الأكثر تدميرًا في القرن الحادي والعشرين، ووسط استمرار عمليات انتشال جثامين الشهداء من المقابر الجماعية التي برهنت على بربرية "إسرائيل".

وبعد 200 يوم من الحرب، لم تعد قطاع غزة قابلًا للحياة نتيجة التدمير والخراب الهائل الذي لحق به بسبب القصف الإسرائيلي، الذي دمّر أكثر من 60 بالمئة من مباني القطاع بحسب "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان".

وتركّز القصف الإسرائيلي، منذ ما بعد منتصف الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الثلاثاء، على مدينة غزة والمحافظة الوسطى، حيث قصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته وزوارقه الحربية مخيم النصيرات ومحيط وادي غزة شمال المخيم نفسه، ومنطقة الزوايدة، ومدينة دير البلح، ومخيم البريج، ومخيم المغازي ووادي أبو رشيد في المخيم، وبلدتي المغراقة والزهراء.

خلّف العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ 200 يوم، 34.183 شهيدًا و77.143 مصابًا وآلاف المفقودين

وتعرّضت مدينتي خانيونس ورفح، في جنوب قطاع غزة، لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثّف، إضافةً إلى إطلاق نار كثيف تجاههما من قِبل آليات الاحتلال وزوارقه الحربية.

وشهدت مدينة غزة أيضًا قصفًا مدفعيًا وجويًا عنيفًا، استمر منذ ما بعد منتصف الليلة الماضية وحتى فجر اليوم الثلاثاء، استهدف حيي الشجاعية والزيتون حيث اندلع حريق كبير جراء القصف الوحشي.

وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت بيت حانون وعدة مناطق أخرى في شمال قطاع غزة. بينما فتحت آليات الاحتلال نيران رشاشاتها تجاه المناطق الشرقية من المحافظة، وذلك تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في محيط جبل الريس شمال قطاع غزة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، أمس الإثنين، بدء عملية عسكرية في الممر الذي أقامه في وسط قطاع غزة لفصل شمال غزة عن جنوبه، حيث قال في بيان إن الفرقة 162 أطلقت عملية في المنطقة دون توضيح تفاصيل هذه العملية.

وأدى القصف الوحشي الإسرائيلي إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة قد أعلنت، اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع إلى 34.183 شهيدًا، و77.143 مصابًا.

وأفادت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، بارتكاب الاحتلال، خلال الساعات الـ24 الماضية، 3 مجازر بحق المدنيين في القطاع، راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين، ووصل منهم إلى المستشفيات 32 شهيدًا و59 مصابًا.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي وقت سابق، أمس الإثنين، حذّرت الوزارة من أن تنفيذ الاحتلال لوعوده باجتياح لرفح: "يعني القضاء على القليل المتبقي من منظومة العمل الصحي، وحرمان السكان من أي خدمات صحية، بالإضافة إلى تعرض المئات من السكان لخطر الموت نتيجة لهذا الأمر".

241 جثمانًا مجهول الهوية بخانيونس

وتواصل فرق الدفاع المدني والطواقم الحكومية انتشال جثامين الشهداء من المقابر الجماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث تم يوم أمس الإثنين انتشال جثامين 73 شهيدًا.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فقد وصل عدد الجثامين التي تم انتشالها، منذ يوم الجمعة الماضي، إلى 283 جثمانًا قال المكتب إنه: "جرى التعرف وتحديد جثامين 42 شهيدًا، فيما لم يتم التعرف على البقية، علمًا أن جيش الاحتلال تعمّد إخفائها ودفنها عميقًا بالرمال وإلقاء النفايات عليها".

وأضاف أنه: "وجدت بعض الجثامين لنساء ومسنين وأيضًا لجرحى، فيما تم تكبيل أيدي بعضها وتجريدهم من ملابسهم، ما يشير إلى إعدامها بدم بارد". لافتًا إلى أنه: "ما زال مصير نحو 2000 شخص من المواطنين الذين كانوا يتواجدون بالمجمع عند اقتحامه من جيش الاحتلال مجهولًا، ولا يعرف مصيرهم إذا ما تم اعتقالهم أو قتلهم وإخفاء جثامينهم".

كارثة بيئية تهدِّد حياة الأهالي

أما على الصعيد الإنساني، فلا تزال الأزمة التي خلّفها العدوان ويفاقمها يومًا بعد آخر مستمرة تهدِّد حياة أكثر من مليوني شخص، يحاصرهم الموت والمرض والجوع.

وفي السياق، حذّر "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية والفتاكة في قطاع غزة، سيما بين الفئات الهشة وفي ظل الكارثة الصحية المتفاقمة نتيجة استمرار حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 200 يوم.

وقال المرصد إن الموت يلاحق سكان قطاع غزة بفعل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بسبب المياه الملوثة، والاكتظاظ، وارتفاع درجات الحرارة، وانهيار النظام الصحي ومحدودية خدماته، بما في ذلك عزل المرضى لمنع الانتشار، وشح الأدوية ومستلزمات التعقيم، وانتشار وتراكم النفايات الصلبة.

وأضاف المرصد، في بيان، أن انتشار الكارثة الصحية العامة وسرعة تفاقمها يقابلها: "استمرار الجيش الإسرائيلي بتدمير جميع مقومات الحياة في القطاع، بالهجمات العسكرية والحصار، بما في ذلك تدمير ما تبقى عاملًا من النظام الصحي، وحرمان السكان من تلقي الخدمات الطبية الأساسية والعلاج الضروري، واستمراره بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية اللازمة للتصدي للأوبئة والأمراض السارية والحد من آثارها على نحو فعّال وسريع".

أسطول لكسر الحصار عن غزة

عالميًا، يواصل الطلاب تمردهم في الجامعات الأمريكية تضامنًا مع فلسطين، فيما تواصل الشرطة الأمريكية قمعهم واعتقالهم مع المدرسين المتضامنين معهم.

وفي الأثناء، يستمر النشطاء بالإعداد لإطلاق أسطول جديد تحت مسمى "أسطول الحرية" لكسر الحصار عن غزة وسط معارضة أمريكية إسرائيلية.

ويتألف الأسطول من 3 سفن ترسو في ميناء توزلا، غرب تركيا، ومحملة بـ5 آلاف طن من المواد الغذائية ومياه الشرب والمساعدات الطبية، على أن تُبحر باتجاه القطاع خلال الأسبوع المقبل.

ومن المتوقع أن يصعد على متن السفينة 280 ناشطًا ومدافعًا عن حقوق الإنسان ومحاميًا وطبيبًا من أكثر من 30 دولة، بينها الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا والنرويج وإسبانيا وماليزيا.