لو يعرف المتبرعون أن نصف إجمالي تبرعاتهم ضمن مبادرة "لنجعل شتاءهم أدفأ" التي أطلقها اليوتيوبر الكويتي حسن سليمان الملقّب بأبو فلة، وحصدت قرابة 11 مليون دولار، ستذهب إلى مفوضية اللاجئين، هل كانوا تبرعوا فعلًا؟ الإجابة ربما نعم وربما لا، لكن الهجوم الواسع على إعلان المفوضية كسبها قرابة 5.5 مليون دولار، يشي بالاحتمال الأخير، لا.
نجحت مبادرة "لنجعل شتاءهم أدفأ" التي أثارت تضامنًا واحتضانًا عربيًا منذ إعلان إطلاقها في السابع من الشهر الجاري، بتجاوزها رقم 10 ملايين دولار المستهدف، وجمعها تبرعات تخطت 11 مليون دولار، لفائدة أكثر من 100 ألف عائلة في المنطقة العربية وأفريقيا، عقب بث مباشر متواصل استمر 11 يومًا، في غرفة زجاجية أمام مبنى برج خليفة في مدينة دبي الإماراتية، بهدف مساعدة ودعم اللاجئين بتخطي برد الشتاء القارس وتأمين احتياجاتها الأساسية.
المبادرة جاءت بشراكة بين "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم"، و"المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" و"شبكة بنوك الطعام الإقليمية"، الأمر الذي عرّض اليوتيوبر الكويتي لبعض الانتقادات لتعاونه مع جهات دولية قد تسيّس من حملته أو تستغل اسمه وثقة الجمهور به لأغراض خاصة.
ولا تعدّ هذه المبادرة الأولى لـ"أبو فلة" بجمع تبرعات لحساب دعم اللاجئين، إذ أطلق قبل أشهر مبادرة جمع مليون دولار من داخل غرفته، والتي نجح أيضًا بتحقيق هدفها والوصول للمبلغ المنشود خلال 27 ساعة بث مباشر، شارك فيها المتابعين لحظات بلوغ الهدف لحظة بلحظة، وهذا ما أكسبه ثقة ومحبة كبيرتين من قبل الشعب العربي، الذي رأى فيه نموذجًا للشاب الناجح عربيًا والقادر على إحداث تغيير على مستوى العالم، ورصد موقع ألترا صوت كيف خطف "أبو فلة" قلوب العرب والمتابعين، فدعوا إلى تعميم وتفعيل هذا النوع من الحملات ذات الأهداف الإنسانية، فكان لحملة "أبو فلة" تأثير كبير وتفاعل قوي على مواقع التواصل، ويمكنكم قراءة بعض التفاصيل هنا.
أزمة ثقة
تعرّضت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لهجوم واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وأبدى آلاف المتفاعلين غضبهم واستنكارهم بعد إعلان المفوضية حصولها على نصف المبلغ المجموع من المتبرعين لحملة أبو فلة "اجعل شتاءهم أدفأ"، فيما تحدث مغرّدون عن أزمة ثقة تشكّلت بعد اليوم تجاه اليوتيوبر الكويتي أبو فلة.
المغرّد السوري زيد حسن، اعتبر أن أبو فلة "كرت تم حرقه في الإمارات"، داعيًا إلى عدم التبرع مجددًا عن طريقه، خصوصًا أن التبرعات لن تصل عبر المفوضية إلى المحتاجين حتى انقضاء فصل الشتاء، وفق تصوّره.
من جهته، حمّل الصحفي أحمد رحال مسؤولية عدم وصول كامل التبرعات للاجئين لأبو فلة قائلًا: " أخي نثمن جهودك وطيب قلبك، لكن بذات الوقت للأسف أنت مسؤول عن كل دولار ساعدوا فيه المتبرعين، لأنهم ساعدوا وهم واثقين فيك".
أما فداء الدين فكتب في تغريدة "نصف المبلغ الذي تم جمعه سيذهب لجهود المنظمة.. نقول مبروك للمنظمة.. ومواساتنا للاجئين الذين استغلت معاناتهم ولن يصلهم سوى الفتات"، مردفًا "هذه إحدى إجابات سؤال وين الفلوس؟".
وعلّق على المسألة الإعلامي الكويتي شعيب راشد، عبر تغريدة على حسابه في تويتر، بأن المفوضية "استغلت شهرة أبو فلّة الذي كان صادقًا بدعم الأسر فعلًا، ووجدته صيدًا سهلًا لدفع رواتب عامليها"، مشيرًا إلى أن المنظمات الخيرية في الكويت، تتقاضى ما نسبته ١٢.٥٪ وليس ٥٠٪.
بدوره، قال المصوّر الفوتوغرافي كنان عز الدين، "أبو فلة أخطأ عندما وثق بهيك أشكال مفوضية اللاجئين، أبو فلة ما كان عم يجمع منشان رواتب الأمم المتحدة"، مستنكرًا تقاسم المفوضية نصف مجموع التبرعات.
"مفوضية اللاجئين تشكر اللاجئين على دعمهم السخي لموظفي المفوضية"، علّق ساخرًا المغرّد بسام عبد الوهاب.
وعن طريقة التبرّع، تقول سوسن: "إذا أردت مساعدة إنسان عربي يرتجف من البرد اعطه المال بيده مباشرة، وليس عن طريق مؤسسات أو أفراد".
فيما دعا مغرّدون آخرون أبو فلة إلى الضغط على المفوضية، من أجل خفض نسبتها من التبرعات المحصلّة دعمًا للاجئين، محذرين من فقدان المتبرعين ثقتهم بالتبرّع وعملية توزيع الأموال لمستحقيها.
ووفقًا لقناة سكاي نيوز، فإن "أبو فلة" أعلن نيته إطلاق حملة جديدة لجمع التبرعات، لكن هذه المرة من داخل مخيمات اللاجئين، عبر بث مباشر على قناته في يوتيوب، ما يثير تساؤلًا حول مدى نجاح حملته المقبلة، خصوصًا بعد الجدل الذي أحدثته المبادرة الأخيرة حول وصول المساعدات إلى مستحقيها.
اقرأ/ي أيضًا:
أبو فلة يخطف قلوب العرب.. جمع مليون دولار للاجئي الشرق الأوسط
قنوات يوتيوب الأعلى دخلًا في 2019.. الأطفال في المراتب الأولى!