01-ديسمبر-2023
تهجير غزة إلى الجنوب

جاءت مخاوف ألبانيز، مع استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بعد أسبوع من الهدنة (Getty)

اعتبرت المقررة الأممية الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، دعوات جيش الاحتلال، إلى سكان منطقة القرارة وخزاعة وعبسان وبني سهيلا، بالنزوح إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بـ"المثيرة للقلق".

وجاءت مخاوف ألبانيز، مع استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بعد أسبوع من الهدنة.

قالت المقررة الأممية: "المرحلة الثانية من حرب غزة؛ فيها مخاطر دفع سكان غزة المنهكين إلى الحدود مع مصر والترحيل إلى سيناء"

ومع استئناف جيش الاحتلال العدوان على غزة، قام بإلقاء منشورات على مناطق خانيونس وشرق القطاع، كما قام بنشر خريطة، يقسم في قطاع غزة إلى حوالي 2280 مقطعًا (بلوكات)، وذلك من أجل إبلاغ سكان غزة بالمقطع الذي ينفذ فيه جيش الاحتلال عدوانه، من أجل "مغادرتها".

وأضافت ألبانيز: "المرحلة الثانية من حرب غزة؛ فيها مخاطر دفع سكان غزة المنهكين إلى الحدود مع مصر والترحيل إلى سيناء".

وتابعت القول: "قد يؤدي ذلك إلى أكبر عملية نقل قسري للفلسطينيين في تاريخ طويل من عمليات النقل القسري للفلسطينيين".

استئناف الحرب بموافقة وشروط واشنطن

وجاء استئناف الحرب، بعد انتهاء زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى تل أبيب، إذ لم يعارض استكمال العدوان الإسرائيلي على غزة، ولكنه طالب إسرائيل باتخاذ آليات للتقليل من عدد الضحايا وعدم تكرار مشاهد النزوح الواسعة.

وقال أنتوني بلينكن في مؤتمر بتل أبيب: "لقد أكدت على ألا تتكرر الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين والنزوح بالحجم الذي رأيناه في شمال غزة بالجنوب".

وأضاف بلينكن: "لقد أوضحت أنه قبل أن تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية الكبرى، يجب عليها أن تضع خططًا إنسانية لحماية المدنيين تقلل من وقوع المزيد من الضحايا بين الفلسطينيين الأبرياء"، مشيراً على وجه التحديد إلى الحاجة إلى حماية المستشفيات ومحطات الطاقة والمرافق. وقال إن نتنياهو وافق على اتخاذ خطوات لحماية المدنيين.

ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، كان لقاء وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، أمس الخميس، مشحوناً للغاية، خاصة فيما يتعلق بموضوع "اليوم التالي من سيحكم قطاع غزة في اليوم التالي للحرب". 

وقال بلينكن، إن "أفضل طريقة لقتل فكرة هي طرح فكرة أخرى". ورد نتنياهو، بالقول: "إنه لا يمكن أن يكون هناك وضع تعود فيه السلطة الفلسطينية، التي تدعم الإرهاب وتعلم الإرهاب وتمول الإرهاب، وتحكم قطاع غزة".

وسأل بلينكن الحاضرين إلى متى ستستمر الحرب. وأجاب وزير الأمن يوآف غالانت: "إن التزامنا بالنصر لا يعتمد على الوقت. النصر هو عودة الرهائن والتفكيك الكامل لقدرات حماس العسكرية والحكومية. لن يستغرق الأمر أسابيع بل أشهر". ورد بلينكن، قائلًا: "لست متأكدًا من أن أمامك أشهرًا ولكن أقل".

وبحسب موقع "يديعوت أحرونوت"، فإن بلينكن عبّر "عن تفهمه لضرورة إسقاط حماس، لكن اللقاء كشف عن خلاف حول كيفية الوصول إلى هذا الهدف. إذ أراد بلينكن تقليل الضرر الذي يلحق بغير المشاركين، وقال إن ذلك في مصلحة الجميع. وطالب بتجنب العودة إلى مشاهد الإخلاء الجماعي جنوب قطاع غزة. وطالب بحصر عدد المواطنين الذين سيتم إجلاؤهم من منازلهم في جنوب قطاع غزة. وأضاف: لن تتمكنوا من تكرار ما فعلتموه في الشمال".

كما طلب بلينكن من إسرائيل تجنب الغارات الجوية المكثفة في القطاع، وتجنب الإضرار بمنشآت الأمم المتحدة، وزيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع. وأوضح أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدنيين والكارثة الإنسانية ستقلل من "مقدار الوقت الذي سيسمح فيه لإسرائيل بالاستمرار بالقصف".

هل تستجيب إسرائيل لطلب بايدن؟

ووفق "سي إن إن"، قال بلينكن على وجه التحديد إن واشنطن تريد من إسرائيل أن تسمح للمدنيين الذين نزحوا إلى جنوب غزة "في الموجة الأولى من القتال بالعودة إلى الشمال قبل أن تستأنف إسرائيل عملياتها". ودعا إلى توفير مناطق آمنة في الجنوب المكتظ بالسكان للسماح للفلسطينيين بالهروب من القصف الإسرائيلي.

أضافت القناة الأمريكية: "سوف تراقب واشنطن عن كثب كيف تتصرف إسرائيل، حيث أن معاييرها في الماضي لحماية المدنيين كانت أقل مما يمكن أن يقبله بقية العالم".