14-يناير-2021

وصفت صحف أمريكية ترامب بالمعزول والوحيد (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أصبح دونالد ترامب، يوم الأربعاء، أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة تتم مساءلته مرتين، حيث انضم 10 من النواب الجمهوريين إلى المشرعين الديمقراطيين في مجلس النواب في جلسة مساءلة تضمنت اتهامه بالتحريض على الهجوم الذي قام به الأسبوع الماضي مناصروه على مبنى الكابيتول هيل في العاصمة واشنطن. فيما وصفت صحف أمريكية  ترامب بـ"الوحيد والمعزول" و"الخاسر الأكبر" في عناوينها يوم الخميس، حيث أكدت أن دائرة مؤيديه والموظفين المقربين منه تصبح أضيق يومًا بعد آخر.

أصبح دونالد ترامب، يوم الأربعاء، أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة تتم مساءلته مرتين، حيث انضم 10 من النواب الجمهوريين إلى المشرعين الديمقراطيين في مجلس النواب في جلسة مساءلة

وكانت نتائج التصويت في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون 232 مقابل 197 لصالح المساءلة على الرغم من أنه من غير المرجح أن تؤدي إجراءات العزل السريعة إلى الإطاحة بترامب قبل انتهاء ولايته التي استمرت أربع سنوات.

اقرأ/ي أيضًا: تقدير موقف: سيناريوهات إقالة ترامب ومستقبل الحزب الجمهوري

وحسب وكالة رويترز، فقد رفض ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ دعوات الديمقراطيين لمحاكمة سريعة، قائلًا إنه لا توجد طريقة لإنهائها قبل مغادرة ترامب لمنصبه. لكن الديمقراطيين يؤكدون حسب الوكالة، أنه حتى لو غادر ترامب البيت الأبيض، فإن إدانة مجلس الشيوخ قد تؤدي إلى التصويت على منعه من الترشح لمنصب الرئاسة مرة أخرى.

بدوره، قال الرئيس المنتخب جو بايدن إنه من المهم ألا تؤخر محاكمة مجلس الشيوخ في الأيام الأولى من ولايته العمل على أولوياته التشريعية، بما في ذلك تعيينات الوزراء، وحث قادة مجلس الشيوخ على إيجاد طريقة للقيام بالأمرين في نفس الوقت. ومرر مجلس النواب مادة واحدة تتضمن اتهامًا رسميًا لترامب بـ "التحريض على التمرد"، في استشهاد  بالخطاب الذي ألقاه قبل أسبوع محرضًا آلاف المؤيدين من أجل التجمع قبل وقت قصير من الهجوم على الكابيتول. وخلال خطابه، كرر ترامب مزاعم كاذبة بأن الانتخابات كانت مزورة وحث أنصاره على السير في مبنى الكابيتول، وطلب منهم "وقف السرقة" ، و"إظهار القوة"، و "القتال بقوة أكبر" واستخدام "قواعد مختلفة".

يعتقد ترامب أن مؤيديه تركوه وحيدًا في وجه حملة المساءلة (Getty)

وفي بيان بالفيديو صدر بعد إجراء مجلس النواب يوم الأربعاء ، لم يشر ترامب إلى التصويت على الإقالة ولم يتحمل مسؤولية تصريحاته لأنصاره الأسبوع الماضي ، لكنه أدان العنف الذي "يتعارض مع كل ما أؤمن به وكل ما تمثله حركتنا. لا يمكن لأي مؤيد حقيقي لي أن يؤيد العنف السياسي. لا يمكن لأي مؤيد حقيقي لي أن يقلل من احترام القانون والنظام على الإطلاق".

وفي حين أيد عدد كبير من الديمقراطيين خطوات مساءلة ترامب، فإن عددًا من النواب الجمهوريين اعتبروا أنه لا طائل من الخطوة، وأنه يجب تجاوزها وانتظار انتقال سلمي للسلطة بعد انتهاء ولاية ترامب خلال أيام. وحسب وكالة رويترز، وصف عضو الكونجرس الديمقراطي خواكين كاسترو ترامب بأنه "أخطر رجل يشغل المكتب البيضاوي على الإطلاق"، كما اتهمت عضو الكونجرس ماكسين ووترز ترامب بالرغبة في حرب أهلية وقال زميلها الديمقراطي جيم ماكغفرن إن الرئيس "حرض على محاولة انقلاب". لكن بعض المشرعين الجمهوريين أكدوا على اعتقادهم بأن حملة المساءلة من أجل الإقالة كانت بمثابة خطوة اندفاعية، ودعوا الديمقراطيين إلى التخلي عن هذه الحملة من أجل الوحدة الوطنية وتضميد الجراح.

على سبيل المثال، قال كيفن مكارثي، أكبر الجمهوريين في مجلس النواب: "إن عزل الرئيس في مثل هذا الإطار الزمني القصير سيكون خطأ". رغم تأكيده أن "هذا لا يعني أن الرئيس خال من العيوب، فهو يتحمل المسؤولية عن هجوم الأربعاء على الكابيتول من قبل مثيري الشغب". فيما اتهم الجمهوري جيم جوردان من ولاية أوهايو الديمقراطيين بالتصرف بتهور بدافع المصلحة السياسية البحتة. لكن بعض النواب الجمهوريين أيدوا خطوة المساءلة، مثل جيمي هيريرا بيوتلر التي قالت في إعلانها عن دعمها للمساءلة، "أنا لا أختار جانبًا، أنا أختار الحقيقة".

صحف أمريكية: دائرة ترامب تضيق

في السياق، وصفت صحف أمريكية مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز ترامب بـ"الوحيد والمعزول" و"الخاسر الأكبر" في عناوينها يوم الخميس، حيث أكدت أن دائرة مؤيديه حتى داخل الحزب الجمهوري تصبح أضيق.

وحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" صباح الخميس، فإنّ الرئيس الجمهوري غاضب لأن حلفاءه لم يدافعوا عنه "كما ينبغي"، فيما أشار مستشارون ومساعدون سابقون وحاليون للرئيس الجمهوري، فإن عزلته تتوسع وحقده يزيد، خاصة مع الحملة التي خاضتها ضده وسائل التواصل الاجتماعي، وخسارته للمنبر الأساسي الذي كان يخاطب من خلاله مناصريه.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن العلاقة بدأت تسوء بين ترامب ومحاميه الخاص، رودولف جولياني، حيث وجه الرئيس الجمهوري تعليمات بعدم سداد مستحقات جولياني، كما أبدى شكًا بتصرفاته. وحسب الصحيفة الأمريكية فإن التصدع في علاقة ترامب مع حلفائه الأساسيين، يشمل المتحدثة باسم البيت الأبيض ومستشاريه بمن فيه صهره جاريد كوشنر، ومستشاريه الأساسيين في الاقتصاد والأمن القومي، وكبار موظفي البيت الأبيض، حيث إنه يعتقد أنهم لم يدافعوا عنهم كما ينبغي، وتركوه في وجه العاصفة، وحملة المساءلة التي أخذت إجراءاتها منحى سريعًا.

كما تشمل خيبة أمل ترامب من حلفائه حسب مصادر تحدثت للصحيفة، كل من الصحافيين الذين طالما أبدوا تأييدهم له، مثل كيمبرلي ستراسل من "وول ستريت جورنال" ولورا إنغراهام من "فوكس نيوز"، حيث قال أحد المصادر إن ترامب يشعر أكثر من أي وقت مضى بأنه "وحيد ومعزول ومحبط"

مخاوف أمنية

وكانت مصادر فدرالية مساء الاثنين الماضي، قد قالت إن مكتب التحقيقات الفدرالي وجه تحذيرات تتعلق بوجود مخططات لأحداث شغب مسلحة في العاصمة الأمريكية واشنطن وجميع عواصم الولايات الأمريكية الخمسين في الفترة ما قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 كانون الثاني/يناير الجاري.

وحسب ما نشرت شبكة إيه.بي.سي نيوز الأمريكية، فإنه تم التخطيط لاحتجاجات وأعمال شغب مسلحة في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك في مبنى الكابيتول، وفقًا لنشرة داخلية لمكتب التحقيقات الفيدرالي حصلت عليها.

كما تلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) معلومات في الأيام الأخيرة حول مجموعة تدعو إلى "اقتحام" المحاكم الحكومية والمحلية والاتحادية والمباني الإدارية في حالة عزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه قبل يوم التنصيب. وتخطط المجموعة أيضًا لاقتحام المكاتب الحكومية في عموم البلاد في اليوم الذي سيتم فيه تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.

اقرأ/ي أيضًا: مجلس النواب الأمريكي يبدأ جولة مساءلة ثانية لترامب

وقال رئيس مكتب الحرس الوطني الجنرال دانيال هوكانسون للصحفيين، في تصريح نقلته رويترز، إنه يتوقع وصول حوالي 10 آلاف جندي إلى واشنطن بحلول يوم السبت للمساعدة في توفير الأمن واللوجستيات والاتصالات، مضيفًا أن العدد قد يرتفع إلى 15000 إذا طلبت السلطات المحلية ذلك. فيما طلب السيناتور كريس مورفي من البنتاغون فعل المزيد، حيث "إنه من غير الواضح ما إذا كان الحرس الوطني سيكون كافيًا لحماية العاصمة".

وصفت صحف أمريكية مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز ترامب بـ"الوحيد والمعزول" و"الخاسر الأكبر" في عناوينها يوم الخميس، حيث أكدت أن دائرة مؤيديه حتى داخل الحزب الجمهوري تصبح أضيق

وكان بايدن قد قال للصحفيين "لست خائفًا من أداء اليمين في الخارج"، في إشارة إلى المكان المعتاد لحفل أداء اليمين في مبنى الكابيتول. لكنه قال إنه من المهم محاسبة الأشخاص "الذين انخرطوا في أحداث الشغب وهددوا حياة الناس وشوهوا الممتلكات العامة وألحقوا أضرارًا جسيمة".