28-أبريل-2016

المقال التالي ترجمة لتقرير صحيفة التليجراف البريطانية عن صفقة تنظيم داعش ونظام الأسد بخصوص بيع النفط في سوريا

___

أبرمت الحكومة السورية صفقاتٍ مع تنظيم الدولة الإسلامية لمساعدة الجهاديين في جني أكثر من 40 مليون دولار شهريًا من بيع النفط، حسبما كشفت وثائق تم العثور عليها في مداهمةٍ أمريكية بريطانية مشتركة استهدفت أحد قادة التنظيم الرئيسيين.

أبرمت الحكومة السورية صفقاتٍ مع تنظيم الدولة الإسلامية يسمح له بكسب أكثر من 40 مليون دولار شهريًا من بيع النفط، حسبما كشفت وثائق حديثة

تظهر الآلاف من جداول البيانات والحسابات التي كان يحتفظ بها أبو سياف، مدير العمليات النفطية بالتنظيم -وتم العثور عليها في أكبر عملية مداهمة استخباراتية في تاريخ القوات الخاصة الأمريكية العام الماضي- أن الطرفين قد أقاما اتفاق تبادل منفعة رغم كونهما في حالة حرب مع بعضهما البعض.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا بعد هزيمة داعش؟

وقد استولى مقاتلو داعش على بعض أفضل الحقول النفطية إنتاجا في شمال شرقي سوريا في 2013.

وأوردت التلجراف منذ عامين مزاعم بأن النظام يشتري النفط من الجهاديين، لكن الوثائق التي رأتها صحيفة وول ستريت جورنال تظهر مدى التواطؤ. وخلال أعلى مستوى إنتاج في أواخر 2014 وأوائل 2015، سجلت داعش أرباحًا قيمتها 40.7 مليون دولار شهريًا – أتى نصيب الأسد منها من مبيعات النفط إلى الحكومة السورية، حسب وزارة الخزانة الأمريكية.

طلبت إحدى المذكرات، والتي تحمل رقم 156 ومؤرخة بتاريخ 11 فبراير 2015، والمرسلة من خزانة التنظيم إلى مكتب أبو سياف، التوجيه بشأن إقامة علاقات استثمار مع رجال أعمال مرتبطين بنظام الأسد. وذكرت الوثيقة اتفاقيات قائمة تسمح بالنقل من خلال الشاحنات وأنابيب النقل من الحقول التي تسيطر عليها الحكومة عبر المناطق التي تسيطر عليها داعش.

أصبح أبو سياف، المعروف فقط باسمه الحركي، وهو تونسي انتقل إلى العراق عقب سقوط صدام، مقربّا من عددٍ من كبار المسلحين السنة خلال الغزو الأمريكي، من بينهم مؤسس داعش أبو بكر البغدادي. وبعد أن أعلن البغدادي الخلافة في يونيو 2014، تولى أبو سياف مهمة إدارة الأعمال النفطية للتنظيم من مقرٍ بحقل العمر في دير الزور بالقرب من الحدود العراقية، كانت تديره من قبلٍ شركة رويال داتش شل الإنجليزية الهولندية.

تكشف الوثائق كيف أنه بدلًا من التخلص من موظفي الدولة بالحقول عقب الاستيلاء عليها، عرض أبو سياف عليهم رواتب مغرية للبقاء، بلغت في بعض الأحيان أربعة أضعاف الراتب الحكومي. وحسب شهادات أشخاص عملوا لديه، كان أبو سياف مديرًا يهابه موظفوه البالغ عددهم 152 والذين كان يهددهم بالذبح أو النفي إلى العراق إذا خالفوا أوامره.

لكن يبدو أن عمله قد أثمر عن نتائج ليصبح عاملًا مهما في أن تتحول داعش إلى أغنى تنظيم إرهابي في العالم. أوردت إدارته عوائد بلغت قيمتها 40.7 مليون دولار فيما بين شهري أكتوبر ونوفمبر 2014، بارتفاعٍ حوالي 60% عن الشهر السابق. وتظهر جداول البيانات التي تم العثور عليها أن إيرادات داعش في الأشهر الستة التي انتهت في فبراير 2015 بلغ قدرها 289.5 مليون دولار، أتى أكثر من 70% منها من حقول النفط التي يديرها أبو سياف.

عندما أصبحت الولايات المتحدة على علمٍ بعملية جني الأرباح الضخمة التي تجري، بدأت في القيام بضرباتٍ جوية على مصافي النفط البدائية الخاصة بالتنظيم. لكن الملفات تظهر أن التنظيم كان عادةً قادرًا على العودة من جديد سريعًا. في إحدى المذكرات، يعد التنظيم المشترين منه بأنه سوف يتم استئناف الإنتاج بعد 14 يومًا من الإصلاحات. واستمرت الأرباح الضحمة حتى مقتل أبو سياف في عملية مداهمة قامت بها القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية لمنزله في دير الزور في مايو 2015.

"لدينا الآن كمية هائلة من البيانات المتعلقة بكيفية عمل داعش وتواصلها وجنيها الأموال"، قال مسؤولٌ أمريكي عقب المداهمة. وأضاف: "إنهم يسجلون كل شيءٍ بدقة".

اقرأ/ي أيضًا: تيار الجربا..معارضة بأسعار مخفضة

حسب صحيفة وول ستريت جورنال، تولى الجهادي الفرنسي أبو محمد الفرنسي بعض مسؤوليات أبو سياف في مارس. وبينما تسببت الضربات الجوية الدولية في تضرر داخل تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أنه لم يتم القضاء عليه. لكنه تحت التهديد بينما تجد داعش نفسها محاصرة في شمال شرقي سوريا بين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة ومتمردي الجيش السوري الحر الذين تدعمهم تركيا وفي جنوب خلافتها من قِبل قوات النظام التي تدعمها روسيا وإيران. خسر التنظيم بالفعل بعض حقوله النفطية.

أثناء زيارةٍ له إلى ألمانيا، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه سيزيد عدد الجنود الأمريكيين، ومن بينهم القوات الخاصة، الموجودين مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا، وهو تحالفٌ يضم أيضًا بعض المقاتلين العرب من الجيش السوري الحر، من 50 إلى 300 جندي. وتدرب القوات مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية على محاربة داعش، ويتضمن ذلك استدعاء ضرباتٍ جوية. كما بدأت الولايات المتحدة مؤخرًا استخدام القيادة الإلكترونية -وهي تتكون من مجموعة من خبراء الحرب الإلكترونية تهدف بالأساس إلى مواجهة روسيا والصين وكوريا الشمالية- ضد التنظيم.

اقرأ/ي أيضًا:

لبنان..ولاية الفراغ

في تونس..رئيس الجمهورية يعطل أحكام القضاء

دلالات: