لا تستبعد باريس قيام "قراصنة" روس بالاعتداء إلكترونيًا على البنى التحتية الفرنسية. وفي تصريح بالغ الجدية، أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان بأن بلاده "أقل عرضة من الولايات المتحدة لهجمات إلكترونية من دول أجنبية. لكن الجيش الفرنسي سيعزز موارده للتصدي لهذه الهجمات، وشن ضربات بنفسه إذا دعت الحاجة". ويأتي هذا التصريح في وقت يزداد فيه الجدل حول الدور الروسي في دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبعد يومين على نشر وكالات الاستخبارات الأمريكية تقريرًا عن إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيهات بشن حملة إلكترونية لمساعدة ترامب خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي كسبها نهاية العام الماضي.
وزارة الدفاع الفرنسية تعلن ضم 600 خبير إلكتروني لمحاربة هجمات روسية على البنى التحتية الفرنسية
وقال لودريان لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش" "يجب ألا نكون ساذجين. هناك خطر حقيقي بشن هجمات إلكترونية على البنية الأساسية المدنية الفرنسية، مثل شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والنقل، إضافة إلى هجمات ضد الديمقراطية ووسائل الإعلام، لذا سنضاعف عدد المقاتلين الرقميين في الجيش الفرنسي إلى 2600 بحلول 2019 يدعمهم 600 خبير إلكتروني إضافي".
قرأ/ي: "بريتبارت نيوز".. ترامب صحافيًا
وأشار إلى أن هجومًا إلكترونيًا أوقف بث محطة "تي في 5 موند" التلفزيونية الفرنسية في نيسان /أبريل 2015، والذي حمّلت مصادر قضائية فرنسية مسؤوليته إلى "متسللين روس لهم صلة بالكرملين". وكشف أيضًا أن عدد الهجمات الإلكترونية ضد وزارته تضاعف سنويًا، وأن الأنظمة الأمنية أحبطت العام الماضي 24 ألف هجوم خارجي تضمنت محاولات لتعطيل أنظمة الطائرات الفرنسية من دون طيار. وستُنظم فرنسا انتخابات رئاسية في نيسان وأيار/مايو المقبلين. وأعلن المرشح المحافظ فرنسوا فيون أنه يريد تحسين العلاقات مع روسيا وأشاد به بوتين، كما تؤيد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان تعزيز العلاقات مع روسيا.
وتوترت العلاقات بين باريس وموسكو بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 ودورها في الحرب في سوريا. وألغى الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند بيع سفن حربية لروسيا، ولعب دورًا رئيسًا في فرض عقوبات على روسيا في شأن القرم.
وفيما خص العلاقة مع روسيا، رفض لودريان مقولة العودة إلى الحرب الباردة ورأى في بروز روسيا "إثباتًا للذات ما ينطبق أيضا على الصين وإيران". واعتبر أن "حوار فرنسا مع روسيا لم ينقطع يومًا وأنه كان يأمل منها أن تفعل المزيد من أجل القضاء على داعش لكن روسيا كانت منكبة على حلب إلى حد جعلها تخسر تدمر وهي المدينة التي كانت قد انتزعتها من داعش".
وذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية فى تقرير لها أن لودريان سيطلق على فرق معلوماتية لمكافحة القرصنة الإلكترونية اسم "الجيش الرابع" (بعد البرية والبحرية والجوية).
اقرأ/ي أيضًا: