يفضل الكثير من مالكي السيارات تغيير محرك السيارة أو استبداله بآخر جديد عن صيانته، برغم أن التغيير لا يخلو من العيوب. وهناك بعض الإشارات التي تدل على ضرورة تغيير محرك السيارة، لكن الأهم عدم تجاهل مشاكل المحرك لأنها تعرض السائق للكثير من الأخطار وربما الحوادث، وعند الاضطرار لتغيير محرك السيارة، يجب أن تتم تلك العملية وفقًا للإجراءات القانونية تفاديًا للمساءلة القانونية، لأن عدم التأكد من أوراق المحرك الجديد للسيارة والجهة البائعة له، قد يُعرض مالك السيارة للحبس حال معرفة أن المحرك مسروق مثلاً، وتلك توصية من الخبير القانوني حازم محمد المحامي بالنقض.
أسباب تغيير المحرك
- عندما تكون تكلفة صيانة محرك السيارة أعلى من التكلفة اللازمة لاستبداله.
- لإعادة إحياء السيارات القديمة والمتوقفة عن العمل مدة طويلة.
- بهدف زيادة قوة السحب ورفع أداء السيارة.
- لارتفاع تكلفة تزويد المحرك، في حين يمكن تركيب آخر أكثر قوة بثمن أقل.
عيوب تغيير المحرك
توجد عيوب لعملية تغيير محرك السيارة، مجمعة في عدة نقاط، من الضروري معرفتها ليتم الانتباه لها عند اتخاذ قرار تغيير محرك السيارة. هذه العيوب هي:
- ارتفاع التكلفة.
- اختلاف قواعد المحرك.
- كبر حجم المحرك عن شاسيه السيارة.
- صعوبة إيجاد المحرك المناسب.
- طول الفترة اللازمة لتغيير المحرك.
- التأثير البيئي.
-
ارتفاع التكلفة
مقارنة بإجراء عملية صيانة أو إصلاح لمحرك السيارة، وذلك في حالة وجود تلفيات بسيطة قد لا تستدعي تغيير محرك السيارة، فإن الأخيرة ذات تكلفة مرتفعة للغاية.
تزداد تكلفة تغيير محرك السيارة مقارنةً بصيانته لعدة أسباب، أهمها بالطبع هو استبدال كافة أجزاء المحرك وليس قطعة أو قطعتين تالفتين، مما يعني جمع تكلفة كافة القطع. بالإضافة إلى تكلفة تصنيع المحركات، خاصة عالية الجودة منها، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى نسبة كبيرة من سعر السيارة ذاتها.
أخيرًا، فإن تكلفة عملية الصيانة تقل كثيرًا مقارنة بتكلفة إزالة وتركيب وتغيير محرك السيارة التي تتطلب بكل تأكيد قدرًا عاليًا من الخبرة والاحترافية والمهارة، على عكس عملية الصيانة التي يجريها المتخصصون المنتشرون في أي مكان.
-
اختلاف قواعد المحرك
يوجد لأي محرك ما بين قاعدتين إلى أربعة قواعد، ويحدد عدد القواعد المصنعين وِفقًا لحجم المحرك والقوة التي تنتج عنه، وتصنع قواعد المحرك هذه في الأغلب من الكوتش لتمنحها قدرة أكبر على امتصاص الاهتزازات الناتجة من تشغيل المحرك، وتساهم قواعد المحرك في الحفاظ على توازن المحرك.
حين يحدث اختلاف في قواعد المحرك ينتج عنها عدة تأثيرات سلبية مثل:
- الشعور بصدمات عنيفة في المحرك أثناء نقل الغيارات أو فصل المحرك.
- اهتزاز زائد وحركة زائدة لمحرك السيارة لدرجة أنها تسمع داخل مقصورة السيارة، وفي الحالات الأشد خطورة تهتز السيارة لليمين واليسار عند الضغط على دواسة الوقود.
- يمكن أن يؤدي اختلاف القواعد إلى تلف أو انقطاع أو انفصال الخراطيم الخاصة بوحدة التبريد للمحرك لاختلاف المسافات.
- يتم سماع أصوات قوية تنتج بسبب عدم ثبات المحرك من إحدى الجهات وبالتالي يحدث اهتزاز قوي واصطدام بالأجزاء المجاورة له.
يؤدى إهمال قواعد تثبيت المحرك أو الكراسي إلى تلف جزئي في المحرك وتتفكك المسامير الصغيرة الموجودة به نتيجة حركته واصطدامه الدائم بالأجزاء التي تجاوره وتلفها أيضًا والأخطر من ذلك هو عندما تكسر قواعد تثبيت علبة السرعة بسبب الثقل على باقي الكراسي لذا يلزم عدم إهمالها أبدًا.
ويحث الخبراء على ضرورة تغيير كراسي المحرك أو القواعد لتجنب أعطال في السيارة ومنها تلف كرسي علبة السرعة (قواعد الفتيس).
-
كبر حجم المحرك عن شاسيه السيارة
يجب أن يكون ناقل الحركة والشاسيه والتعليق في السيارة أكثر متانة كلما ازداد حجم المحرك، لأن هذه الأنظمة ستتأثر بالفعل بحجم المحرك، وإذا لم يناسب حجم المحرك حجم الشاسيه فبالتأكيد سوف يحدث تلف بالشاسيه أو ناقل الحركة وتكلفة صيانة هذه الأجزاء أعلى بكثير من تكلفة تغيير المحرك.
-
صعوبة إيجاد المحرك المناسب
يكون من الصعب أحيانًا العثور على المحركات لبعض السيارات مثل السيارات القديمة أو السيارات النادرة، وهذا يؤدي إما إلى ترك السيارة بعد أن لا يتم العثور على المحرك المناسب لها، أو قد يتم اللجوء إلى محرك آخر ويتم التعديل عليه وبالطبع هذا يؤثر على أجزاء السيارة بالسلب وقد يحدث تلفًا بها، كما أنه سوف يكون من المكلف صيانة الأجزاء التالفة، ولا يستمر عمل المحرك في السيارة فترة طويلة.
-
طول الوقت اللازم للتغيير
يلزم لتغيير المحرك في السيارة وقت طويل فقد يستغرق عدة أيام بسبب عدة أسباب مثل البحث عن نوع المحرك المناسب أو عدة أسباب أخرى.
عوادم السيارات ذات دور كبير في التلوث البيئي
-
التأثير البيئي
عند تغيير محرك السيارات واستبداله بآخر أكبر في السعة ففي حال القيادة بسرعات عالية في الطرق الخارجية والسريعة، فإن هذه المحركات الأكبر في السعة تستهلك وقودًا أكثر، ذلك لكونها قادرة على تقديم أداء وسرعة أقوى وتحمل المزيد من الأحمال، وهو ما يؤدي إلى زيادة التأثير السلبي على البيئة، فتنتج عوادم السيارات عن عملية احتراق وقود السيارات سواء كان بنزين أو ديزل فى محرك السيارة بكميات أكبر، والتي سوف تسبب انبعاث الكربون أثناء حركة السيارة، وفى حالة وجود أخطاء ناتجة عن عطل بأحد أجزاء السيارة فينتج الكربون مختلطًا بأكاسيد أخرى ضارة وغير محترقة مثل ثاني أكسيد الكربون، أول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، والهيدروكربونات غير المحترقة.
متى يجب تغيير محرك السيارة؟
بعد ذكر عيوب عيوب تغيير المحرك، سنتطرق هنا للإجابة عن سؤال متى يجب تغيير محرك السيارة؟ ويكون ذلك عند ظهور أي من المشكلات التالية:
-
ضوضاء المحرك
عند سماع صوت طقطقة يأتي من تحت غطاء المحرك فيكون هناك مشكلة كبيرة في المحرك، خاصةً إذا كانت هذه الاهتزازات صادرة من الجانب السفلي للمحرك، فهذه تعتبر إشارة لضعف المحرك وحاملاته، وفي حالة تلفها أو تشحيمها بشكل خاطئ يؤدي للتلف الكامل للمحرك، وفي هذا النوع من المشاكل في محرك السيارة يلزم استبدال المحرك في أسرع وقت ممكن.
-
فقدان القوة
يؤدي الاستهلاك الثقيل وتلف أجزاء السيارة إلى فقدان الطاقة على مر السنين، ولكن إذا فقدت السيارة أو الشاحنة الكثير من طاقتها، وأصبحت أبطأ مما كانت عليه، فقد تكون هذه إشارة إلى وجود مشاكل داخلية في السيارة، وفي هذه الحالة يلزم استبدال المحرك.
-
دخان بشكل مفرط
عند تفحص لون الدخان الخارج من عادم السيارة وكان الدخان الذي يخرج منها أسود اللون فهذا دليل على أن السيارة تحرق الكثير من البنزين، أما في حالة أن الدخان لونه كان مائلًا للون الأزرق فهذا بسبب احتراق زيت السيارة، وربما لا يلزم تغيير المُحرك، لكن في حالة كان الدُخان صاعدًا بشكل مُفرط ومتكرر، فهذا يدل على ضرورة تغيير مُحرك سيارتك.
يجب شراء المحرك جديد من تاجر معتمد وتقدم فاتورة الشراء والإفراج الجمركي الخاص بالمحرك
أهم الخطوات التي يجب اتباعها عند تغيير المحرك
لتجنب عيوب التغيير يجب مراعاة الخطوات التالية قبل الشروع في تغيير محرك السيارة:
-
اختيار المحرك المناسب
تُعتبر خطوة اختيار المحرك المناسب هي أهم جزء في عملية تغيير محرك السيارة، فهي الخطوة التي تُحدد مقدار التكاليف التي سوف تترتب على التغيير، لذلك يجب الحرص على الاستعانة بكتيب السيارة، فهو الذي سوف يُساعد بإجراء مقارنة بين المحرك القديم والجديد من حيث القوة والعزم وغيرها من النقاط التي تحدد ملاءمة المحرك الجديد، ويمكن الاستعانة بشخص متخصص حتى يُساعد على اتخاذ انسب قرار، إذ سيتوفر مجموعة محركات إما من الشركة نفسها المصنعة للسيارة المراد تغيير المحرك بها أو شركات أخرى، فيتعين اختيار المحرك الذي يتناسب مع قطع السيارة الأخرى، ويجب أن لا يُهمل الهدف الرئيس من تغيير محرك السيارة كما ذكرنا في البداية.
-
شراء المحرك
يجب شراء المحرك جديد من تاجر معتمد وتقدم فاتورة الشراء والإفراج الجمركي الخاص بالمحرك، ويتم إرسالها للإدارة العامة للمرور عن طريق ظرف مغلق بالبريد ويتضمن رقم المحرك.
-
فحص أنظمة وقطع السيارة
بعد الانتهاء من اختيار المحرك وتركيبه في السيارة، يلزم اختبار جميع القطع والأنظمة التي تتصل بالمحرك كي يتم التأكد من توافقها مع المحرك وعملها بكفاءة عالية مثل البواجي والكويلات وغيرها من الأجزاء، ويجب أن يشمل هذا الفحص أيضًا التأكد من استجابة المقود وقدرته على التوجيه، ويلزم أيضًا فحص كل من دواستي الفرامل والوقود، وفحص كمبيوتر السيارة الذي يعتبر إحدى الركائز الأساسية التي تُشغل السيارة وأنظمتها.
-
إجراءات المرور
بعد استلام الإدارة العامة للمرور لرقم المحرك الجديد عن طريق البريد، فيرسل إلى وحدة المرور المختصة بإصدار الترخيص الجديد، وعلى الشخص المستفيد من ذلك، متابعة وصول رقم المحرك الجديد إلى وحدة التراخيص التابع لها في محافظته ثم يتوجه إليها لإتمام باقي الإجراءات.
في ختام هذا المقال، يمكننا القول إن تغيير محرك السيارة هو إجراء مكلف وصعب، وينطوي على العديد من العيوب، لذلك من المهم التفكير جيدًا في قرار تغيير محرك السيارة قبل اتخاذه.
