21-يوليو-2022
Rishi Sunak and Liz Truss

سوناك وتراس (Guardian)

اختار نواب حزب المحافظين في بريطانيا كلًا من وزير الخزانة السابق ريشي سوناك ووزيرة الخارجية ليز تراس لخوض الانتخابات لمنصب زعيم الحزب والذي سيتولى مهام رئاسة الوزراء بحسب النظام البرلماني المعتمد في بريطانيا.

سيتواجه سوناك وتراس خلال الاقتراع الذي سيشارك فيه أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم أكثر من 160 ألف عضو في الفترة ما بين 1 إلى 5 من شهر آب/أغسطس القادم

وسيتواجه ريشي سوناك وتراس خلال الاقتراع الذي سيشارك فيه أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم أكثر من 160 ألف عضو في الفترة ما بين 1 إلى 5 من شهر آب/أغسطس القادم لاختيار مرشح واحد على أن تعلن النتيجة في 5 أيلول/سبتمبر.

وتقدم وزير الخزانة السابق ريشي سوناك في الاقتراع الخامس والأخير الذي جرى الاربعاء بحصوله على 137 صوتًا، تليه في المرتبة الثانية وزير الخارجية ليز تراس بـ 113 صوتًا متقدمة بفارق ضئيل عن وزيرة الدولة للتجارة الخارجية بيني موردنت التي تحصلت على 105 من الأصوات، وفق النتائج التي أعلنها مسؤول تنظيم الانتخابات الداخلية غراهام برادي.

Rishi Sunak v Liz Truss

واستُبعدت من السباق وزيرة الدولة السابقة لشؤون المساواة كيمي بادينوك التي تمثل الجناح اليميني للحزب بعد حصولها على 59 صوتًا في الاقتراع الرابع الذي جرى يوم الثلاثاء.

هذا واتهمت حملات المترشحين الخاسرين بتحويل حملات أخرى لأصوات بعض داعميها إلى منافسيها كجزء من استراتيجية لتحسين موقفها.

وقال وزير الحكومة السابق ديفيد ديفيز الذي دعم ترشيح موردانت لإذاعة "آل بي سي" إنها كانت "أقذر حملة شهدها على الإطلاق"، واتهم الوزير السابق حملة سوناك بتجيير أصوات لتراس لمواجهتها في الاقتراع النهائي قائلًا "يريد مقارعة ليز لأنها ستخسر المناظرة معه".

وكان استطلاع لمركز يوغوف نشر قبل التصويت أشار إلى أن سوناك وعلى الرغم من الشعبية التي يحظى بها لدى نواب الحزب، فهو المرشح الأقل شعبية بين أعضائه، فقد تراجعت شعبيته لدى أعضاء الحزب منذ أن طرحت مسالة الترتيبات الضريبية الخاصة بزوجته، وتسارع وتيرة التضخم الذي ارتفع الأربعاء إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا ليبلغ 9,4% في فترة توليه منصب وزير الخزانة.

وسبق أن تصدّرت وزيرة الدولة للتجارة الخارجية بيني موردنت التي خرجت من السباق استطلاعًا أجراه مركز يوغوف بين صفوف أعضاء الحزب، لكن شعبية موردنت تراجعت وتقدّمت عليها تراس على خلفية انتقادات وجهها مديرها السابق ووزير الدولة السابق لشؤون بريكست ديفيد فروست مست أخلاقياتها المهنية، كما طُرحت تساؤلات حول موقفها من حقوق المتحولين جنسيًا.

وفي معرض إعلانه عن توجّهاته السياسية الجديدة تعهد سوناك بوضع "خطة طموحة جديدة لضمان استقلالية بريطانيا على صعيد الطاقة بحلول العام 2045"، لتجنّب أي تسارع للتضخم في المستقبل على صلة بملف الطاقة، بعدما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود، فيما أكدت حملة ريشي الانتخابية انه الوحيد القادر على هزيمة حزب العمال، كما أن استقالته من منصبه كوزير للمالية فتحت الباب لجملة من الاستقالات في حكومة بوريس جونسون والتي ادت في الأخير إلى الإطاحة به.

تحديّات هائلة وانتقادات مرصودة

ولكن في حال وصول سوناك إلى منصب رئاسة الوزراء فسيتعين عليه مواجهة انتقادات خصومه السياسيين من جميع الأطياف،  إذ سيسارع منتقدوه على الأرجح إلى تذكيره بأنه تم تغريمه في نفس فضيحة "بارتي جيت" مع رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون. كما ستكون مسألة بقائه إلى جانب جونسون لفترة طويلة مؤخرًا مثارًا للسؤال عن سببه عدم إقدامه على الاستقالة إلا بعد الفضيحة التي تورط فيها كريس بينشر؟

وستزداد الأمور سوءًا عندما تأخذ في الاعتبار أن الموالين لجونسون الذين يعتقدون أن استقالة سوناك كانت اللحظة التي بدأت فيها رئاسة جونسون بالانهيار، وهو ما سيجعله محاطًا طوال الوقت بالكثير من الأعداء. 

بالمقابل تعهدت تراس بخفض الضرائب وإزالة القيود والإصلاحات الصارمة، وغردت بعد الإعلان عن نتائج التصويت قائلة "شكرًا لكم على ثقتكم بي.. أنا مستعدة للانطلاق اعتبارًا من اليوم الأول".

كما كتبت مقالة في صحيفة التلغراف قالت إنها "الشخص الوحيد القادر على إحداث التغيير بما يتماشى مع مبادئ المحافظين الحقيقية".

لكن تراس تعاني أيضًا من مشكلة علاقتها بجونسون، فهي لا تزال تشغل منصب وزيرة الخارجية في حكومة جونسون ولم تستقل في حملة استقالات الوزراء التي ادت لسقوط جونسون، مبررة ذلك بأنها كانت تنسق رد بريطانيا على الغزو الروسي لأوكرانيا. كما كانت تراس من أشد المؤيدين لخطة جونسون لإعادة كتابة جزء مثير للجدل من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهو بروتوكول إيرلندا الشمالية.

وعلى الرغم من فضائحه، بقيت تراس وفية لزعيمها، ويعتقد المحافظون أن وصول تراس لرئاسة الحكومة هو استمرار لحكومة جونسون، باعتبارها من أكثر حلفاء جونسون ولاءً، الأمر الذي قد يجعل الفصل بينها وبين جونسون أمرًا صعبًا.

هذا وتعتزم هيئة البث البريطانية "بي بي سي" تنظيم مناظرة تلفزيونية الإثنين القادم بين المرشحين اللذين سيخوضان المنافسة النهائية، وقد أظهرت الاستطلاعات التي جرت بعد المناظرتين السابقتين تقدم ريشي سوناك.

تعتزم هيئة البث البريطانية "بي بي سي" تنظيم مناظرة تلفزيونية الإثنين القادم بين المرشحين اللذين سيخوضان المنافسة النهائية

وفي سياق متصل حث رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون خليفته في جلسة لمجلس العموم البريطاني لمساءلة حكومته   على "خفض الضرائب وتحرير الاقتصاد حيث أمكن لجعل هذا المكان أعظم مكان للعيش والاستثمار"، وحض على "الحفاظ على التقارب مع الأمريكيين، ودعم الأوكرانيين والحرية والديموقراطية في كل مكان".