29-أغسطس-2023
gettyimages

اللقاء سيحاول تجاوز الأزمة الناتجة عن انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب (ألترا صوت)

يتجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قريبًا إلى روسيا لبحث موضوع إعادة إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، بحسب ما أعلن عن ذلك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جيليك، أمس الاثنين.

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء، عن المتحدث باسم الحزب، قوله: "اتخذ رئيسنا مبادرة إجراء محادثات لإحياء الاتفاق، لتجنب إن يواجه العالم أزمة غذائية. سيزور سوتشي قريبًا"، وأضاف "نعتقد أن تطورات جديدة يمكن أن تحصل بعد هذه الزيارة".

ولم يحدد جليك، ما إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مصادر لم تكشفها، أن الرئيس التركي من المتوقع أن يجتمع مع نظيره الروسي الأسبوع المقبل في روسيا، ويحتمل أن يكون الموعد في 8 أيلول/ سبتمبر القادم

الكرملين يؤكد اللقاء

وكان الكرملين، قد كشف يوم الجمعة الماضية، أن "هناك تفاهمًا بين الزعيمين على أن يجمعهما اللقاء وجهًا لوجه في وقتٍ قريب".

وردًا على سؤال حول دعوة أردوغان لبوتين لزيارة تركيا لمناقشة الصفقة وغيرها من القضايا الملحة، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "هناك تفاهم على إن هذا الاجتماع سيعقد قريبًا"، وأضاف "عادةً ما نقوم بمزامنة الإعلانات عن مثل هذه الزيارات مع الدول الشريكة لنا"، ولم يحدد بيسكوف، موعدًا للقاء، قائلًا: "سنعلن قريبًا متى وأين سيعقد الاجتماع، ويجري الإعداد له بدقة شديدة".

لقاء الأسبوع القادم

بدورها، نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مصادر لم تكشفها، أن الرئيس التركي من المتوقع أن يجتمع مع نظيره الروسي الأسبوع المقبل في روسيا، ويحتمل أن يكون الموعد في 8 أيلول/ سبتمبر القادم، قبل  موعد سفر أردوغان إلى الهند لحضور قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في الفترة الممتدة من 9 إلى 10 أيلول/ سبتمبر.

بودكاست مسموعة

من جهتها، قالت قناة "NTV" التركية، إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سيتوجه إلى موسكو، للاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وذلك بعد زيارة قام بها إلى كييف، التقى خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس المكتب الرئاسي أندريه يريماك، ورئيس الوزراء دينيس شميهال، ووزير الخارجية دميترو كوليبا.

لا بديل عن الاتفاق مع روسيا

وفي مقابلة مع القناة التركية، أكد كبير مستشاري الرئيس التركي السفير عاكف تشاغاطاي قليج، أن لدى أنقرة شكوكًا حول إمكانية استمرار اتفاقية الحبوب عبر البحر الأسود بدون روسيا.

ولفت قليج إلى أن الجانب الروسي رغم انسحابه من الاتفاقية، إلا أنه أكد قدرته الاستمرار إذا تم استيفاء شروط معينة ينتظرها، موضحًا أن الجانب الأوكراني لم يظهر موقفًا سلبيًا بشأن استمرار المفاوضات.

ووضعت روسيا شروطًا للعودة إلى اتفاقية الحبوب، وهي: عودة البنك الزراعي الروسي إلى نظام سويفت، واستئناف تصدير الآلات الزراعية وقطع الغيار إلى روسيا، وإزالة القيود المفروضة على التأمين ووصول السفن والبضائع الروسية إلى الموانئ، وإصلاح خط أنابيب تصدير الأمونيا المتضرر من توجلياتي إلى أوديسا، وإلغاء الحظر على الحسابات والأنشطة المالية لشركات الأسمدة الروسية.

getty

وشدد كبير مستشاري الرئيس التركي، أن أولوياتهم تتمثل في "مواصلة النموذج الحالي لممر الحبوب"، مضيفًا "حاليًا لا نفكر ببديل أو طريق آخر، ولدينا شكوك بشأن إمكانية استمرار الاتفاقية بدون روسيا لذلك فإن جهودنا منصبة حول إعادة عمل الاتفاقية مجددًا".

وكانت القناة التركية قد كشفت  الأسبوع الماضي، أن الرئيس أردوغان قد يتوجه إلى روسيا للقاء الرئيس بوتين، من أجل إقناعه للعودة إلى اتفاق الحبوب.

ونقلت القناة، عن مصادر في الرئاسة التركية، أن زيارة أردوغان ستكون لها أهمية حاسمة من أجل العودة لاتفاقية نقل الحبوب عبر البحر الأسود.

تصعيد الهجمات بعد اتفاق الحبوب

وبعد انسحابها من اتفاق الحبوب، الشهر الماضي، هددت روسيا بالتعامل مع جميع السفن على أنها أهداف عسكرية محتملة، وصعّدت من هجماتها على البنى التحتية لموانئ أوديسا الثلاثة البحر الأسود الأوكراني، والمرافق التي تستخدمها كييف لتصدير الحبوب.

 وردًا على ذلك، قامت أوكرانيا بفتح "ممر إنساني" عبر نهر الدانوب المتاخم للساحل الشمالي الغربي للبحر الأسود قرب رومانيا ومولدافيا، لاستخدامه في تصدير الحبوب. 

زكي وزكية الصناعي

وتوسطت تركيا والأمم المتحدة بين روسيا وأوكرانيا لإبرام اتفاق الحبوب في صيف عام 2022، أتاح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممرات آمنة في البحر الأسود، سعيًا لتفادي ارتفاعات إضافية في أسعار المواد الغذائية عالميًا، وتفادي نقص التموين في إفريقيا ومناطق أخرى من العالم جراء النزاع.

رفض أوكراني 

في سياق السياق، أعرب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، عن معارضة بلاده  بشدة فرض أي قيود من دول الجوار على واردات الحبوب الأوكرانية بعد انتهاء قيود الاتحاد الأوروبي في 15 أيلول/سبتمبر القادم.

وكانت وزارة الزراعة في أوكرانيا قد اعتبرت، الأربعاء الماضي، أن تمديد القيود على وارداتها الغذائية "غير مناسب".

بعد انسحابها من اتفاق الحبوب، الشهر الماضي، هددت روسيا بالتعامل مع جميع السفن على أنها أهداف عسكرية محتملة

وأعلنت بولندا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وبلغاريا (وهي ليست جارة مباشرة لأوكرانيا) الأسبوع الماضي، أنها تريد من الاتحاد الأوروبي تمديد الحظر حتى نهاية العام حفاظًا على حقوق مزارعيها.

وكان الاتحاد الأوروبي قد سمح في شهر أيار/ مايو الماضي، للدول الخمس بحظر بيع القمح والذرة وبذور اللفت وعباد الشمس الأوكرانية محليًا، مع السماح بعبور هذه الصادرات إلى أماكن أخرى بما في ذلك دول أخرى بالاتحاد الأوروبي.

وعلق الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية على مرور جميع الواردات من أوكرانيا لمدة 12 شهرًا مبدئيًا، اعتبارًا من حزيران/يونيو 2022، لدعم جهود كييف  في الدفاع عن أراضيها في مواجهة الغزو الروسي.