11-أبريل-2017

الساعدي القذافي في إحدى جلسات محاكمته (حازم تركيا/ الأناضول)

هل السّجين الساعدي القذافي في حالة صحية حرجة تستوجب الإفراج عنه أم لا؟ الإجابة محلّ خلاف بين الفاعلين السياسيين في ليبيا مؤخرًا، بخاصة وأن الساعدي القذافي، وهو ثالث أبناء القذافي سنًا، متواجد في سجن الهضبة بطرابلس التابع لحكومة الإنقاذ.

وقد دعت قبيلة القذاذفة، الأحد 9 نيسان/أبريل الجاري، بالإفراج عن الساعدي القذافي، مؤكدة أنها "لن تتهاون حيال مصيره". وتأتي الدعوة للإفراج عن الساعدي القذافي على ضوء الحديث المتواتر حول حالته الصحية، وذلك في ظل وجود تقارير طبية متناقضة، نشرتها وسائل إعلام محلّية، طوال الفترة الماضية.

صحة الساعدي القذافي أصبحت محل خلاف بين الفاعلين السياسيين في ليبيا مُؤخرًا

وكان الساعدي القذافي قد لجأ هاربًا نحو النيجر في أيلول/سبتمبر 2011، بالتزامن مع سقوط النظام وقبل مقتل والده معمر القذافي بشهر واحد. ثم تسلمته لاحقًا حكومة طرابلس في آذار/مارس 2014، في عملية تصفها مصادر متعددة بأنها موضوع صفقة مالية بين الحكومتين الليبية والنيجرية. وقد ظهر السّاعدي القذافي بعد عشرين يومًا من تسليمه في شريط مصّور، قال فيه الساعدي إنه "يعتذر من الشعب الليبي والإخوة الكرام في الدولة الليبية"، وأشاد فيه كذلك بحسن المعاملة داخل السجن.

اقرأ/ي أيضًا: الإفراج عن سيف الإسلام القذافي.. حقيقة أم إشاعة؟

ومرّة أُخرى في أيار/مايو 2015، ظهر الساعدي القذافي في مقطع مُصور مُسرّب، وهو يتعرّض لإهانات وإساءة معاملة من الحرّاس، الأمر الذي وصفته حينها منظمات حقوقية بـ"التعذيب النفسي". 

ويواجه الساعدي القذافي، الذي قاد سنة 2011 كتيبة عُرفت باسمه إبان حرب التحرير، عديد التهم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي، إضافة لاتهامه في قضية قتل اللاعب الشهير بشير الغرياني.

خلاف حول صحّة ابن القذافي

وانطلق الجدل مؤخرًا حول حالة الساعدي القذافي الصحيّة بتصريحات لمحامين ليبيين، بأن الساعدي يعيش حالة صحية حرجة نتيجة إصابته بورم فى الكبد. واتهم المحامون إدارة السجن بعدم تقديم الرعاية الصحية المستعجلة، ومنعه من تلقي العلاج، والامتناع عن الافراج عنه وفق توصية لتقرير طبّي سابق، إذ استشهد المحامون بتقرير أصدرته لجنة طبيّة مكلّفة من الشرطة القضائية، يعود تاريخه لشهر شباط/فبراير الماضي.

واستهلّت هذه اللجنة في تقريرها، الذي نشرته بداية شهر نيسان/أبريل الجاري صحيفة "المرصد" المحليّة، بأن السّجين الساعدي القذافي لم يكن يقوى على المشي إلا بمساعدة حارس، وكشفت بأنه "يعاني من مرض خطير بالكبد مع التقرحات التى قد تؤدي إلى تسمم جسمه بالكامل ووفاته".

وخلص أعضاء اللجنة الطبية، وفق نصّ التقرير المنشور، إلى أنّ "الوضع الصحّي للساعدي القذافي سيئ وقابل للتدهور للأسوأ، ما يستدعي الإفراج عنه للعلاج، لعدم توفر الرعاية الصحية المطلوبة، والعلاج الطبي داخل السجن".

وفي نفس السياق، صرّح المحامي خالد الغويل بأن الساعدي القذافي يتعرّض للتعذيب في سجنه، مُطالبًا بتشكيل لجنة حقوقية دولية لمتابعة ملفه.

عودٌ جديد إلى خلافٍ شكلاني على صحة ابن القذافي، على هامش الصراع بين الأطياف الليبية

في المقابل، أكد رئيس مؤسسة الإصلاح والتأهيل بسجن الهضبة خالد الشريف، لوسائل إعلام محليّة، بأن الساعدي القذافي بوضعية صحيّة جيّدة، نافيًا إصابته بمرض السرطان، ومشيرًا لمعالجته سابقًا من إصابته بالملاريا، كان قد أصيب بها أثناء تواجده في النيجر. كما اعتبر المسؤول الليبي أن مطالبة بعض المنظمات بالإفراج عنه "ليست في محلها"، مستشهدا بتقرير طبّي آخر.

اقرأ/ي أيضًا: طرابلس.. حلبة لصراع لم ينته بعد

وكانت المؤسسة السجنية التابعة لوزارة العدل في حكومة الإنقاذ، قد نشرت على صفحتها بفيسبوك في 6 نيسان/أبريل الجاري، تقريرًا للجنة طبية شكلتها لفحص الساعدي القذافي. وانتهى التقرير إلى أن "الفحوصات بينّت بأن المريض بوضع صحي ممتاز حاليًا"، وذلك وفق نصهّ المنشور والمصاحب بصورة للساعدي دون ذكر تاريخها.

ويكشف التقريران الطبيان عن اختلاف جوهري بينهما بخصوص تقييم الحالة الصحية لدى الساعدي القذافي، وبالتتابع فيما يتعلّق بوجوب الإفراج عنه أو إبقائه في السجن. وطالبت، في هذا السياق، فاطمة الحمروش، وزيرة الصحة في حكومة الانتقالية سنة 2011، بضرورة تكوين لجنة طبية محايدة، لإعادة فحص نتائج تشخيص الورم في كبد السّجين الساعدي القذافي، وذلك لإنهاء الجدل بخصوص تعارض محتوى التقريرين الطبيين المنشورين، وعودٌ جديد إلى خلاف شكلاني على هامش صراع الأطياف الليبية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ليبيا.. الصراع على الهلال النفطي وأثره في الأزمة

العلم الليبي.. صراع الشرعية بين الثورة وأعدائها