لو لم تكن الحياة ألمًا مزمنًا
لما صنعوا المسكنات، موسيقى وشعرًا،
لو لم تكن الحياة قلقًا وجوديًا
لما كان المرء مبدعًا
لو لم تكن الحياة قفصًا كبيرًا
لما كان الإنسان محبًا.
حبيبان في الشوارع الخائفة
عصفوران في قفص،
يملكان حرية التغريد
وتمتلك المدينة حرية أكلهما،
ولأن الحياة حفلة شواء صاخبة،
نريد أن نموت مسلوقين على نار هادئة.
يا حبيبي؛
الحب في بغداد مثل خطأ شائع
وكلانا متوغل بالآخر،
لنا عيون ملتصقة بوجه العالم
وللآخرين لوعة التيه في الطرقات،
لهم جمع الرمال
ولنا قدرة السير فوقها،
لا شيء أصعب من ترك أثر
في الطرقات،
لأن الظلام يسرق الظل من المرء
لكن الحب يحوّل اللحظة لندبة حسنة،
يا حبيبي
أودّ أن يخرج الكلام وكأنه يملك جناحين،
وأريد من الناس أن يطشوا أنفسهم
في الشارع الذي أجيء لك منه،
وأريدك رغم خشيتي من الوصول،
فالوصول منهك أكثر من الترقب،
من القلق، ومن التلاشي،
لا أحب التوهج يا حبيبي
ولا أحب الانطفاء،
أفضّل أن آخذ مكانًا بينهما،
وأحبك في الظهيرة
وأنت متذمر من زحمة الطرق
وخواء الأمكنة،
لكنني أخشى أن يأتي الليل معك فنتحول لخطأ شائع
في فم بغداد!
اقرأ/ي أيضًا: