إخفاق جديد للنظام الأمني الإسرائيلي يتصدر المشهد داخل "إسرائيل" بعد الكشف عن التفعيل المتكرر لشرائح اتصالات إسرائيلية في الليلة السادسة من تشرين الأول/أكتوبر الماضي من داخل قطاع غزة، حيث تبيّن تفعيل مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حوالي 1000 شريحة هاتف قاموا باستخدامها خلال عملية "طوفان الأقصى".
في البداية أثار تفعيل تلك الشرائح قلقًا بين المسؤولين الإسرائيليين، وعُقد اجتماع طارئ لمؤسسة الدفاع لتقييم الوضع.
وأجرى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي مداولات مساء 6 تشرين الأول/أكتوبر بعد رصد هذا الكم الواسع من الشرائح المفعلة من غزة. جرت الأولى من خلال اتصالات هاتفية جرت قبيل منتصف الليل، وشارك فيها مسؤولون في جهاز "الشاباك" وشعبة الاستخبارات العسكرية، ورئيس شعبة العمليات في الجيش عوديد بسيوك، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان، وعدد من كبار الضباط. وتم إطلاع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي على المعلومات الواردة.
وفي المداولات الثانية، شارك رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار، والتي جرت عند الثالثة من صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر. واستنتج التقييم أنه قد يكون تدريبًا لعناصر حماس أو استعدادًا لمحاولة احتجاز رهائن.
كشفت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية عن تفعيل حماس لشرائح اتصال إسرائيلية قبل ساعات من هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر
وقدر رؤساء هيئة الأركان وجهاز "الشاباك" أن مقاتلي حماس قد يتجهون إلى تنفيذ محاولات أسر إسرائيليين، وقد يتسلل العشرات منهم داخل مستوطنة واحدة. لكن لم تتخذ توصية برفع حالة الاستنفار.
من جهتها، كشفت وسائل الإعلام العبرية أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت تفعيل الشرائح، ووصلت هذه المعلومات لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لكنها لم تتعامل معها بجدية، بل اعتبرت أنها مناورة جديدة من حركة "حماس". كما أن وجود كميات كبيرة من شرائح الاتصال الإسرائيلية في قطاع غزة يعتبر أمرًا معروفًا، وذلك لأسباب مختلفة، بما في ذلك تواجد عمال يعملون في "إسرائيل".
وبحسب القناة "12" العبرية أرسل جهاز الشاباك فريق "تيكيلا"، وهي وحدة عمليات متخصصة بالتصفية، والتي يتم نشرها لإحباط عمليات قبل تنفيذها، إلى الجنوب للتعامل مع أي سيناريو محتمل، كتسلل مقاتلين، لكن "فرقة غزة" لم تقم بواجباتها ولم ترفع درجة التأهب، بل استمر الجنود الذين كانوا في الغرف في النوم.
بدوره، أكد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرنوت" بأن هذه المعلومات كانت معروفة لديه، لكن الرقابة العسكرية الإسرائيلية رفضت لفترة طويلة النشر عنها.
وردًّا على هذه التقارير، وصف جيش الاحتلال والاستخبارات الداخلية هذه الادعاءات بأنها "خاطئة وبعيدة عن الحقيقة"، وأشار إلى سابقة تفعيل حماس للشرائح في الماضي، مما جعل أجهزة الاستخبارات تعتبر ذلك تمرينًا لعناصر الحركة بدلًا من مؤشر على هجوم محتمل.
وتم تبرير ذلك بأن هذه المؤشرات التحذيرية مرتبطة بـ"مجموعة متنوعة من الأدوات والقدرات، بما في ذلك الأدوات التكنولوجية التي لا يمكن تحديد طريقة عملها".
وشدد بيان الجيش على أنه "سيتم التحقيق في جميع الأحداث والمعلومات المتعلقة في تلك الليلة كجزء من التحقيقات التي يجريها الشاباك والجيش الإسرائيلي".
أما مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فقال في بيان: "نتنياهو علم أمس فقط برصد استخدام مقاتلي حماس لشرائح سيم إسرائيلية".
واعتبر استخدام هذا العدد الكبير من الشرائح دليل على "استعدادات غير مألوفة. لكن جهاز الأمن لم يتوقع حجم التسلل الذي قامت به حماس.
وفي 9 شباط/فبراير الحالي، بدأ مراقب الدولة في إسرائيل ماتانياهو إنغلمان التحقيق في "فشل" 7 أكتوبر، حيث طلب محاضر اجتماع 8 مسؤولين وعسكريين كبار، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت.