19-ديسمبر-2023
وقف إطلاق النار في قطاع غزة

تزايدت الانقسامات داخل الإدارة الأمريكية، بشأن الحرب في غزة (Getty)

أرجأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التصويت على الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بعد اعتراض الولايات المتحدة على صيغة النص المطروح.

وكان من المقرر التصويت يوم الإثنين في نيويورك على قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، لكن الولايات المتحدة قالت إنها لا تستطيع تأييد الإشارة إلى "وقف الأعمال العدائية" لكنها قد تقبل دعوة إلى "تعليق الأعمال العدائية".

وقالت الدول العربية المتفاوضة على النص إنها تشجعت عندما رأت أن البيت الأبيض كان يحاول على ما يبدو العثور على صياغة يمكن أن يدعمها - بدلًا من مجرد استخدام حق النقض ضد القرارات، وهو الموقف الذي تبناه بشأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في 18 تشرين الأول/أكتوبر وإلى وقف إطلاق نار إنساني عاجل في 9 كانون الأول/ديسمبر.

كان من المقرر التصويت يوم الإثنين في نيويورك على قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، لكن الولايات المتحدة قالت إنها لا تستطيع تأييد الإشارة إلى "وقف الأعمال العدائية" لكنها قد تقبل دعوة إلى "تعليق الأعمال العدائية"

وتزايدت الانقسامات داخل الإدارة الأمريكية، بشأن الحرب في غزة، وقامت مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين بزيارة للحكومة لحث الإسرائيلية لحثها على تبني تكتيكات عسكرية مختلفة، ولكن مع نجاح محدود فقط، وإن دعم الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في الأمم المتحدة، إذا حدث ذلك، سيكون بمثابة إشارة واضحة إلى الإحباط الأمريكي تجاه الحكومة الإسرائيلية.

كما سبق للولايات المتحدة أن رفضت قرارات وقف الأعمال العدائية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي الـ15 بسبب غياب انتقاد واضح لحركة حماس. فيما تدور المسودة الإماراتية الأخيرة حول إدانة "جميع أعمال الإرهاب، وتدعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن دون قيد أو شرط".

وتزايد الضغط على الولايات المتحدة بعد أن صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 كانون الأول/ديسمبر بأغلبية 153 صوتًا مقابل 10 وامتناع 23 عن التصويت للدعوة إلى وقف عاجل لإطلاق النار.

وتقول صحيفة "الغارديان": "كان الشعور بالعزلة الأمريكية في الجمعية العامة بمثابة صورة طبق الأصل للعزلة التي عاشتها روسيا في الجمعية العامة العام الماضي بسبب غزو أوكرانيا".

وفي محاولة لكسب تأييد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، دعا مشروع القرار كما تم إعداده يوم الإثنين، إلى وقف دائم لإطلاق النار، متطابقًا مع الصياغة التي استخدمها في مقالة نهاية الأسبوع تمت صياغتها بالاشتراك مع نظيرته الألمانية. وتم تصميم الصياغة لتسهيل انتقال المملكة المتحدة من الامتناع عن التصويت إلى دعم القرار، وهو موقف المملكة المتحدة في المرة الأخيرة التي نوقشت فيها هذه القضية في مجلس الأمن.

في السابق، صوتت بريطانيا، فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، أحيانًا بشكل إيجابي لصالح قرارات عارضتها الولايات المتحدة في البداية، لا سيما في يناير/كانون الثاني 2009 عندما أصدر جوردون براون تعليماته لمبعوث لندن بدعم قرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بعد 13 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة. وقد ساعد موقف المملكة المتحدة في إجبار الولايات المتحدة على الانتقال من المعارضة إلى الامتناع عن التصويت.

ومن شأن دعوة الأمم المتحدة إلى وقف الأعمال العدائية، بالتزامن مع أجزاء أخرى من القرار، أن تضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة على نطاق واسع، برًا وبحرًا وجوًا، وسيتم إنشاء عملية مراقبة للتغلب على العوائق التي تحول دون وصول المساعدات إلى غزة.