12-يناير-2024
الفنانة الفلسطينية سامية الحلبي

(Getty) الفنانة الفلسطينية سامية الحلبي

تم إلغاء أول "معرض استعادي" أمريكي للفنانة الفلسطينية سامية الحلبي بشكل مفاجئ، من قبل المسؤولين في جامعة إنديانا في الأسابيع الأخيرة.

وكانت العشرات من لوحاتها تُعرض بالفعل في الجامعة، قبل أن تتلقى حلبي، البالغة من العمر 87 عامًا، مكالمة هاتفية من مدير متحف إسكنازي للفنون بالجامعة.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، أبلغها المدير أن الموظفين أعربوا عن قلقهم بشأن منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بحرب إسرائيل على غزة، حيث أعربت عن دعمها للقضايا الفلسطينية وغضبها من العنف في الشرق الأوسط، ووصفت القصف الإسرائيلي بالإبادة الجماعية.

وتلقت حلبي، في وقت لاحق، مذكرة من جملتين من مدير المتحف ديفيد برينمان، بإلغاء العرض رسميًّا في بلومنغتون بولاية إنديانا، دون تفسير واضح.

وكتب برينمان في رسالة بتاريخ 20 كانون الأول/ديسمبر، والتي استعرضتها صحيفة "نيويورك تايمز": "أكتب إليك لإبلاغك رسميًّا أن متحف إسكنازي للفنون لن يستضيف المعرض المقرر لأعمالك".

وقالت الفنانة سامية حلبي بعد إلغاء جامعة إنديانا معرضها الاستعادي الأول في أمريكا: "من الواضح أن حريتي في التعبير هي موضع شك هنا"

 

يعد إلغاء العرض أحدث مثال على الهجوم الحاد الذي يواجهه الفنانون والأكاديميون منذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر، فقد تم طرد محرري المجلات، وتعرضت أعمال الفنانين للرقابة، وأجبر عدد من رؤساء الجامعات على الاستقالة، تحت الضغط.

وقالت حلبي: "من الواضح أن حريتي في التعبير هي موضع شك هنا".

استغرق المعرض الاستعادي، الذي كان من المقرر افتتاحه في 10 شباط/فبراير، أكثر من ثلاث سنوات لتنظيمه بالشراكة مع متحف الفن الواسع بجامعة ولاية ميشيغان، وتم توقيع اتفاقيات مع المؤسسات المانحة والمتاحف التي قدمت أعمالًا فنية لجامعة إنديانا من جميع أنحاء البلاد. كما كانت حلبي تستعد للكشف عن عمل فني رقمي جديد للمعرض، إضافة إلى أعمال لم تعرض من قبل، مثل لوحة رسمت عام 1989 بعنوان "الانتفاضة العالمية".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أرسل النائب جيم بانكس من ولاية إنديانا رسالة إلى الجامعة يقول فيها إنها قد تخسر التمويل الفيدرالي إذا تغاضى المسؤولون عن أعمال "معادية للسامية" في الحرم الجامعي.

كما أوقفت الجامعة، في كانون الأول/ديسمبر، أستاذًا في العلوم السياسية بسبب عمله مع "لجنة التضامن مع فلسطين" التي يقودها الطلاب.

عُرفت سامية حلبي من خلال الجمع بين مناهج التعبيرية التجريدية والبنائية الروسية مع النشاط الاجتماعي لرسامي الجداريات المكسيكيين في أوائل القرن العشرين.

ووصفت عملها بأنه يتبع تقاليد "فن التحرير" الفلسطيني، وظلت صريحة في مواقفها السياسية طوال حياتها المهنية.

نتيجة الإلغاء، تلقت عريضة عبر الإنترنت تطالب جامعة إنديانا بإعادة المعرض، آلاف التوقيعات.

وقالت ماديسون غوردون، حفيدة الفنانة وأمينة مؤسستها، إن مناشدات حلبي لرئيسة الجامعة، باميلا ويتن، لم يتم الرد عليها.

وكتبت غوردون: "الجامعة تلغي العرض لتنأى بنفسها عن قضية الحرية الفلسطينية.. على مدى 50 عامًا، كانت سامية ناشطة صريحة ومبدئية من أجل كرامة وحرية وتقرير مصير الشعب الفلسطيني".

وقالت حلبي إنها شعرت بخيبة أمل من قرار الجامعة. لقد نشأت في الغرب الأوسط، واعتقدت أن إقامة أول معرض أمريكي كبير لها سيجعل مسيرتها الفنية شاملة.

وقالت الفنانة الفلسطينية: "اعتقدت أنني وجدت شيئًا من بيتي في ولاية إنديانا، وتبين أن هذا غير صحيح تمامًا".