14-أبريل-2024
مسجد مدمر في حي الرمال بمدينة غزة

(epa) مسجد مدمّر في حي الرمال بمدينة غزة

رغم الهجوم الإيراني غير المسبوق على "إسرائيل"، بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة الذي يدخل عدوانه عليه يومه الـ191، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية وتعثّر مفاوضات التهدئة، إضافةً إلى تصعيد قوات الاحتلال والمستوطنين عنفهم في الضفة الغربية المحتلة.

وتعرّضت مناطق متفرقة من قطاع غزة لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثّف، لكنه تركّز في المحافظة الوسطى حيث قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشمالية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأطلقت طائرات مسيّرة من نوع "كواد كابتر" النيران باتجاه المخيم الجديد في النصيرات. كما استهدفت مدفعية الاحتلال، بالتزامن مع إطلاق نار مكثف، المناطق الشرقية من شمال القطاع.

تركّز القصف الإسرائيلي ليل السبت – الأحد على المخيم الجديد في النصيرات وسط قطاع غزة

وأدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين. وأفاد "التلفزيون العربي" بوصول ما لا يقل عن 10 مصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى، في دير البلح، جراء القصف الإسرائيلي على المخيم الجديد بالنصيرات.

مخيم النصيرات تحت نيران الاحتلال

ومساء أمس السبت، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن جيش الاحتلال ارتكب 6 مجازر في المخيم الجديد بالنصيرات، وسط قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.

وأوضح المكتب، في بيان، أن المجازر ارتُكبت ضد: "النازحين والمدنيين، غالبيتهم أطفال ونساء، في منطقة المخيم الجديد بالنصيرات (وسط قطاع غزة) خلال الـ24 ساعة الماضية راح ضحيتها 19 شهيدًا وأكثر من 200 جريح".

وفنّد المكتب جرائم الاحتلال في منطقة المخيم الجديد، وهي: "قصف مدرسة النصيرات المشتركة، وقصف مدرسة بنات النصيرات، وقصف مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية، وقصف منازل عائلات عاشور ونصار والطويل وقشلان، إضافةً إلى قصف عدة منازل أخرى بالمدفعية، وتم نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفيي شهداء الأقصى والعودة".

وأدان المكتب استمرار جيش الاحتلال في ارتكاب هذه المجازر بحق المدنيين، وحمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عنها وعن استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

في السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 33.686 شهيدًا و76.309 مصابين معظمهم أطفال ونساء.

وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إن قوات الاحتلال ارتكبت 5 مجازر بحق المدنيين في القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 52 شهيدًا و95 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.

حركة "حماس" ترفض مقترح التهدئة

أما على صعيد مفاوضات التهدئة بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فقد أعلنت هيئة الاستخبارات والمهام الخاصة "الموساد"، التي تتولى مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، أن الحركة رفضت مقترح التهدئة الذي تسلمته.

وكانت "حماس" قد أعلنت، أمس السبت، أنها سلّمت إلى الوسطاء في قطر ومصر ردّها على مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلّمته يوم الإثنين الفائت.

وجددت الحركة، في بيان، تأكيدها على تمسكها بمطالبها ومطالب الشعب الفلسطيني المتمثلة في: "وقف دائم لوقف إطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطق وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار".

وأكدت الحركة أيضًا استعدادها لإبرام صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين.

الاحتلال يصعّد انتهاكاته في الضفة

في الأثناء، يواصل جيش الاحتلال انتهاكاته في الضفة الغربية المحتلة، حيث اقتحمت قواته عدة مدن وبلدات ومخيمات برفقة مستوطنين مسلحين، وقامت باعتقال عدد من الفلسطينيين فيما أُصيب آخرون بنيرانهم.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس السبت، باستشهاد الطفل الفلسطيني عمر أحمد عبد الغني حامد البالغ من العمر 17 عامًا، إثر إصابته برصاص المستوطنين خلال عدوانهم على قرية بيتين في قضاء رام الله.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن: "مواطنين اثنين أصيبا برصاص مستعمرين خلال هجومهم على بلدة سنجل، شمال شرق مدينة رام الله"، مضيفةً أن مستوطنين اقتحموا القرية وأطلقوا الرصاص الحي تجاه المواطنين، وهاجموا المركبات المارة على الشارع الرئيسي، ومنازل المواطنين.

وأمس السبت، هاجم مستوطنون تجمعًا سكانيًا شمال الضفة الغربية وأجبروا السكان، وعددهم 66، على الرحيل بعد أن أحرقوا اثنين من المساكن. وقد طالت هجماتهم أيضًا عدة بلدات في الأغوار ومحافظات نابلس، وسلفيت، ورام الله، والقدس، والخليل، وبيت لحم.

وفجر اليوم الأحد، أغلقت قوات الاحتلال مدخل بلدة سنجل، شمال رام الله، التي تتعرض لهجمات المستوطنين. كما أُصيب شاب برصاص الاحتلال خلال مواجهات مع قواته بحسب ما نقلته "وفا" عن مصادر طبية فلسطينية.