دخل عيد الفطر على أهل غزة وهم يواجهون القصف والتدمير المستمرين، في مسار حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من ستة أشهر، والتي خلقت ظروفًا إنسانية صعبة للغاية، لا سيما تهديد المجاعة الذي يزيد المعاناة.
وشهدت عدة أماكن في القطاع تأدية صلاة العيد في الساحات، أو في مراكز الإيواء، تحت الأمطار الغزيرة، بعد أن دمّر جيش الاحتلال المساجد وحوّلها، كما بقية القطاع، إلى أكوام من الأنقاض.
في اليوم الـ187 للحرب، شنّت طائرات الاحتلال غارات عدة على مدينة غزة، كما استشهد شخص وأصيب آخرون في استهداف لمنزل في شارع السكة، في مخيم جباليا شمالي القطاع، حيث انتشلت طواقم الدفاع المدني عددًا من الشهداء والإصابات نتيجة استهداف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "عسلية"، ومازال عدد من المفقودين تحت أنقاض المنزل المستهدف، ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالهم لعدم توفر الأدوات المناسبة.
وليلًا ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة بعدما قصفت مخيم النصيرات وسط القطاع مما أدى لاستشهاد 14 شخصًا غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأعلن جهاز الدفاع المدني في القطاع، مساء أمس، عن اندلاع حريق في مستودع مستشفى ناصر بمدينة خانيونس جنوبي غزة.
وقال الجهاز في بيان: "تقوم طواقم الدفاع المدني بمحاولة إخماد حريق ضخم في مستودع مستشفى ناصر بمدينة خانيونس في قطاع غزة".
شهدت عدة أماكن في قطاع غزة تأدية صلاة العيد في الساحات أو في مراكز الإيواء تحت الأمطار الغزيرة، بعد تدمير جيش الاحتلال للمساجد وتحويلها إلى أنقاض
ولفت إلى أن الحريق "يصعّب عملية إطفائه والسيطرة عليه، بسبب قلة الإمكانيات لدى الطواقم وتدمير الشوارع والطرقات".
ولم يوضح الجهاز أسباب الحريق الذي اندلع في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر.
وعلى صعيد الحراك السياسي، قالت حركة حماس، أمس الثلاثاء، إن "الموقف الإسرائيلي لا يزال متعنتًا ولم يستجب لمطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته"، فيما أكدت أنها حريصة على التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للعدوان الإسرائيلي على غزة.
ومن جهته، جدّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، توعّده بالقضاء على حركة حماس، قائلًا إن بلاده ستكمل "القضاء" على كتائب المقاومة، بما في ذلك تلك الموجودة في مدينة رفح، وإنه "لا قوة في العالم" تستطيع إيقافها، وذلك في تحدٍّ لكلّ التحذيرات الدولية من خطورة اجتياح رفح، جنوبيّ القطاع، المكتظة بالنازحين.
في حين وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، معتبرًا في مقابلة أن سياسة نتنياهو في غزة "خاطئة"، وحض إسرائيل على الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.
من جهته، قال النائب غريغوري ميكس، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، إنه لن يوافق على إرسال كميات كبيرة من الأسلحة إلى إسرائيل حتى يكون لديه المزيد من المعلومات حول كيفية استخدام تل أبيب لهذه الأسلحة.
وأعلن وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن أن بلاده تعتزم التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية في الأسابيع المقبلة.
الاعتراض على أسماء الأسرى الفلسطينيين
طالبت إسرائيل بأن يكون لديها حق الاعتراض "فيتو" على أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلب حركة حماس إطلاق سراحهم، ضمن الصفقة التي يجري العمل عليها.
ونقلت قناة "كان"، عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمه، أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اقترحت إطلاق سراح 900 أسير فلسطيني، بينهم 100 من "الأسماء الثقيلة"، أي يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد.
وتابعت أن "إسرائيل تطالب بأن يكون لها حق النقض (فيتو) على بعض الإرهابيين"، على حد قولها، ويعني ذلك تمكين إسرائيل من رفض إطلاق سراح بعض الأسماء التي تقترحها حماس.
كما تطالب إسرائيل بأن تتمكن من ترحيل الأسرى، الذين سيجري إطلاق سراحهم، من قطاع غزة والضفة الغربية، وفق القناة دون ذكر وجهة محددة.