11-مارس-2024
يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم 157، مع دخول شهر رمضان يومه الأول، الذي كان يعول عليه أهالي قطاع غزة، من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، وبينما يأتي رمضان هذا العام، بالتزامن مع الحرب في غزة، وهو أمر تكرر عدة مرات، إلّا أنّ المجاعة المتفاقة في غزة، تزيد الأعباء على أهالي القطاع المحاصر.

أكدت وزارة الصحة على ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف إلى 25 شهيدًا (EPA-EFE/MOHAMMED SABER)

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 157، مع دخول شهر رمضان يومه الأول، الذي كان يعول عليه أهالي قطاع غزة، من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في بدايته.

وبينما يأتي رمضان هذا العام، بالتزامن مع الحرب في غزة، وهو أمر تكرر عدة مرات، إلّا أنّ المجاعة المتفاقة في غزة تزيد الأعباء على أهالي القطاع المحاصر.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 67 شهيدًا و106 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.

نفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي 7 مجازر في قطاع غزة، في سلسلة غارات نفذت من شمال إلى جنوب القطاع المحاصر

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 31112 شهيدًا و72760 إصابة منذ بداية العدوان على غزة، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ووفق وزارة الصحة، فإن 72% من ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هم من الأطفال والنساء.

وفي سياق انعدام الغذاء والدواء، أكدت وزارة الصحة على ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف إلى 25 شهيدًا.

غارات بدون توقف

وأفادت مصادر طبية في القطاع، باستشهاد 16 فلسطينيًا أغلبهم من الأطفال والنساء، وإصابة العشرات بجروح مختلفة، بعد قصف طيران الاحتلال لمنزل في حي الزيتون بمدينة غزة.

واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، منزلًا في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين. كما قصف الاحتلال عدة منازل في  مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

وانتشلت الطواقم الطبية، مساء أمس، جثامين 10 شهداء بينهم أطفال ونساء، من منزل قصفه الاحتلال قرب دوار الدحدوح في حي تل الهوى، جنوب غرب مدينة غزة.

واستهدف قصف مدفعيّ إسرائيليّ شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة.

كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب العشرات، في قصف للاحتلال استهدف منزلًا شرق مدينة رفح جنوبي القطاع.

getty

كما قصف الاحتلال أرضًا زراعية قرب الحدود المصرية الفلسطينية داخل حي السلام في رفح. وقصف الاحتلال منزلًا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وفي السياق نفسه، تزعم وسائل الإعلام الإسرائيلي عن تنفيذ عملية اغتيال ضد نائب قائد كتائب القسّام مروان عيسى، خلال تواجده في منطقة بمخيم النصيرات وسط القطاع.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، يوم الأحد، إن الجوع منتشر "في كل مكان" في قطاع غزة، ووصفت الوضع في شمال القطاع بأنه "مأساوي".

هنية: مستعدون للصفقة وإسرائيل تعطلها

وفي كلمة الليلة الماضية، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: "أريد أن أوضح لشعبنا بشكل عام وأمتنا وأحرار العالم، ولكن لأهلنا في غزة أننا منذ البداية في هذا المسار التفاوضي عبر الإخوة الوسطاء في قطر ومصر، وضعنا عدة ضوابط من أجل أن نتوصل إلى الاتفاق، أهمها أننا نريد اتفاق يفضي إلى الحرب وقف إطلاق النار".

وأوضح هنية: "نريد أن نترجم هذا الصمود الأسطوري وهذه البطولة وهذه البسالة وهذه التضحيات إلى إنجازات حقيقية لشعبنا على صعيد المعركة ذاتها وعلى الصعيد الوطني والسياسي العام. زنريد أيضًا أن نقطع الطريق على كل المخططات المشبوهة التي تستهدف غزة في بعدها الوطني والإداري والسياسي لما يطلق عليه اليوم التالي للحرب على غزة".

وحول مبادئ صفقة التبادل، قال هنية: "ثبتنا أهم مبدأ للتوصل لاتفاق وهو وقف إطلاق النار الشامل وإنهاء الحرب على غزة الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من كل أراضي القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل وبدون شروط إلى أماكن سكناهم، وكل القضايا الإنسانية من قبيل الإغاثة والمساعدات والإيواء والإعمار وإنهاء الحصار".

واستمر في القول: "نسعى للوصول إلى صفقة مشرفة بموجبها يتم تبادل الأسرى، وقد تحلت الحركة بمسؤولية عالية وإيجابية ومرونة واسعة في كل جلسات الحوار والمفاوضات مع الإخوة في مصر وفي قطر".

وأضاف هنية: "أقول لكم بكل وضوح وبكل مسؤولية وتجرد إن العدو حتى الآن يتهرب من إعطاء ضمانات والتزامات واضحة، خاصة في موضوع وقف إطلاق النار، أي وقف الحرب العدوانية على قطاع". موضحًا: "قبل ساعات من هذه الكلمة كنت على اتصال مع إخواني الوسطاء ولم نتلق إطلاقًا أي التزام من العدو بوقف إطلاق النار، بمعنى أنه يريد استرداد الأسرى ويستأنف الحرب على شعبنا وعلى قطاعنا".

وشدد هنية على عدة رغبة الحركة في اتفاق لا ينهي الحرب على قطاع غزة، ويعيد العائلات النازحة إلى منازلها، وانسحاب جيش الاحتلال.

وأوضح هنية: "تحلينا بأعلى درجات الإيجابية والمسؤولية، وقلنا من أجل تحقيق هذه المبادئ والتوصل إلى الاتفاق لا بد، أن يكون الاتفاق شامل على ثلاثة مراحل متلازمة، وأن يكون بضمانات دولية لإلزام الاحتلال بما يتم الاتفاق عليه". وتابع: "أقول لكم بكل وضوح، الذي يتحمل مسؤولية عدم التوصل لاتفاق هو الاحتلال وحكومة العدو الصهيوني، لأنه لا يريد أن يلتزم بالمبادئ الأساسية للاتفاق، ومع ذلك أنا أقول بأننا منفتحون على استمرار المفاوضات منفتحون على أية صيغ تحقق هذه المبادئ وتنهي هذا العدوان".

وفي هذا الملف أوضح هنية: "أقول اليوم إذا تسلمنا من الإخوة الوسطاء موقفًا واضحًا من الاحتلال، بالتزامه بالانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين. نحن جاهزون إلى أن نصل إلى استكمال حلقات هذا الاتفاق وأن نبدي أيضًا كما قلنا مرونة فيما يتعلق بموضوع التبادل والأسرى. نعم موضوع الأسرى مهم ويجب على العدو أن يفهم أنه سيدفع ثمن في موضوع التبادل، لكن على رأس الأولويات هو حماية شعبنا وقف العدوان ووقف المذابح والمجازر وعودة النازحين وفتح أفق سياسي لقضيتنا ولشعبنا".

وقال مصدران أمنيان مصريان لـ"رويترز" إن مصر تجري اتصالات مع شخصيات بارزة في حماس وإسرائيل، فضلًا عن وسطاء آخرين، في مسعى لاستئناف المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزة خلال شهر رمضان. وأفادت الأنباء أن الاتصالات المصرية مع حماس وجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) يوم الأحد، جرت بموجب تفويض من الرئاسة المصرية في محاولة للتقريب بين المواقف المتباينة للجانبين.

وقال مصدر مصري، لـ"العربي الجديد"، إن زيارة غير معلنة، قام بها مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز إلى القاهرة مساء يوم الجمعة الماضي، سبقت اللقاء في رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، نوقشت خلالها إمكانية التوصل إلى هدنة إنسانية قصيرة تتراوح بين يومين وأربعة أيام، بحيث يمكن خلالها التمهيد لإطلاق مفاوضات ضمن الاتفاق المعطل الذي جرى التوافق على إطاره العام في باريس.

ولفت المصدر إلى أن هناك ضغوطًا أمريكية لإقرار "هدنة إنسانية سريعة" مع دخول شهر رمضان.

وعلّق مصدر في "حماس" بالقول لـ"العربي الجديد" إن "الحركة لا تعارض المقترح الخاص بإعداد قائمة بالأسرى الإسرائيليين الأحياء لديها، والمعروف مصيرهم ولم ينقطع الاتصال بالمجموعات المسؤولة عن تأمينهم". 

وأضاف المصدر أن الحركة "منفتحة على الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار، شريطة جديتها، وأن تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار وعودة المهجرين إلى مناطقهم في الشمال وانسحاب جيش الاحتلال من غزة".

وأكد المصدر أن "هناك توافقًا كاملًا بين المستويين السياسي والعسكري في حماس، وكذلك بين حماس وباقي الفصائل على تلك الرؤية". ووصف ما يثار بشأن "خلافات بين قائد حماس في غزة يحيى السنوار والمكتب السياسي في الخارج حول مسار المفاوضات"، بـ"المحاولات اليائسة التي يسعى من خلالها نتنياهو لترميم صورته وموقفه وتخفيف الضغط الداخلي عنه، في ظل تواصل قتل الأسرى بنيران جيش الاحتلال داخل غزة".

وفي سياق آخر، كشف القيادي الحمساوي، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، عن معلومة متعلقة بالوضع الميداني والتواصل بين المستويات القيادية في الحركة داخل غزة، قائلًا إن "وضع المقاومة صلب ولم ينكسر".

وقال المصدر إنه "رغم تحليق الطائرات الاستخبارية في سماء القطاع على مدار 24 ساعة، ومساعدة دول أوروبية لحكومة الاحتلال بجهود استخبارية واسعة، فإن كتائب القسام تمكنت من تأمين اجتماع قيادي رفيع لقيادات ميدانية بارزة بقيادة الحركة في القطاع، لمتابعة الوضع الميداني والمعيشي لسكان القطاع".

وأكد المصدر أن "الحديث عن انقطاع التواصل بين السنوار وقيادة الحركة في الخارج، الذي يُروَّ من وقت إلى آخر، لا أصل له"، قائلًا: "كل مواقف المقاومة المعلنة أخيرًا اتخذت بعد تنسيق كامل بين قيادة الحركة في الخارج وفي غزة من جهة، وبين حماس وباقي فصائل المقاومة من جهة أخرى".

اشتباك متواصل

من جانبه، قالت كتائب القسام: "بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكد مجاهدونا تفجير منزل تم تفخيخه مسبقًا في قوة صهيونية راجلة، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح والاشتباك مع قوة أخرى داخل نفق وتحقيق إصابات بعدد من جنودها إضافة إلى قتل جندي من سلاح الهندسة بطلق ناري في رأسه في منطقة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة".

وفي بلاغٍ آخر، قالت كتائب القسّام: "تمكن مجاهدو القسام من قنص جندي صهيوني ببندقية الغول القسامية جنوب حي تل الهوا بمدينة غزة".

بدورها، قالت سرايا القدس: "أسقطنا طائرة صهيونية من نوع "درون" يستخدمها العدو في مهام استخبارية شمال شرق البريج وسط قطاع غزة".

وقالت كتائب المجاهدين، إنها استهدفت تجمعًا لـ"قوات العدو الصهيوني بصواريخ قصيرة المدى جنوب شرق مدينة غزة"، وأضافت: "استهداف تجمع وانتشار لآليات وجنود العدو الصهيوني بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل شرق بيت حانون شمال قطاع غزة".

وفي واحد من أعنف أيام الاشتباكات على الجبهة الشمالية، نفذ حزب الله اللبناني، 12 عمليةً استهداف صاروخي لآليات ومواقع عسكرية إسرائيلية. فيما دوت صافرات الإنذار، صباح اليوم، في مدينة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.