29-نوفمبر-2023
دمار في غزة ووقف إطلاق نار

إسرائيل مستعدة لاستنفاد الخطوط العريضة وتمديد وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام أخرى في المجمل (Getty)

تدفع الولايات المتحدة، تجاه صفقة تبادل أسرى كبيرة، وسط توجه للحفاظ على الهدنة القائمة حاليًا، في قطاع غزة.

ووصل مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز إلى قطر، يوم الثلاثاء، لعقد اجتماعات مع رئيس المخابرات الإسرائيلية ورئيس الوزراء القطري بهدف التوسط في صفقة موسعة بين إسرائيل وحماس، تشمل توسيع صفقة تبادل الأسرى لتشمل الرجال وجنود جيش الاحتلال.

أكدت لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، التوصل إلى "تفاهم مبدئي على مد الهدنة التي تم التوصل إليها بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي

في غضون ذلك، سيقوم وزير الخارجية أنتوني بلينكن بزيارة المنطقة مرة أخرى، حيث من المتوقع أن يسعى للحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتأمين إطلاق سراح المزيد من الأسرى والتأكيد على الحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية.

ويحث بيرنز حماس وإسرائيل على توسيع نطاق تركيز مفاوضاتهما الجارية بشأن المحتجزين والأسرى، والتي تقتصر حتى الآن على النساء والأطفال، بحيث تشمل إطلاق سراح الرجال والعسكريين أيضًا.

وقال مطلعون على الأمر لـ"واشنطن بوست"، إن بيرنز يسعى إلى وقف أطول لعدة أيام للقتال مع الأخذ في الاعتبار الطلب الإسرائيلي بأن تطلق حماس سراح ما لا يقل عن 10 أشخاص عن كل يوم توقف في الحرب.

وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات إن إسرائيل تظل منفتحة على مقترحات إشراك الرجال والعسكريين في عمليات التبادل، لكنها تصر على إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء المدنيين المتبقين قبل إبرام أي صفقات إضافية.

وفي السياق نفسه، أبلغت حماس الوسطاء موافقتها على تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة أربعة أيام، وفق تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية.

وليام بيرنز

وأعلن المسؤول في حماس، موسى أبو مرزوق، أنه سيتم اليوم إطلاق سراح أسرى من أصل روسي من الأسر "خارج الصفقة"، أي بالإضافة إلى المذكورين في القائمة التي تم نقلها إلى إسرائيل في وقت سابق. وبحسب أبو مرزوق، فإن الإفراج جاء "تقديرًا لمواقف الرئيس بوتين الجديرة بالثناء".

أكدت مصادر مصرية مسؤولة لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، التوصل إلى "تفاهم مبدئي على مد الهدنة التي تم التوصل إليها بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بوساطة مصرية قطرية أميركية، يومين إضافيين، بالشروط نفسها".

وقال أحد المصادر في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الحركة "ألمحت إلى وجود اتصالات مع مجموعات في غزة، بين أيديها أسرى تنطبق عليهم الشروط الخاصة بالهدنة"، في إشارة إلى النساء والأطفال.

أعلن المسؤول في حماس، موسى أبو مرزوق، أنه سيتم اليوم إطلاق سراح أسرى من أصل روسي من الأسر "خارج الصفقة"

عن الاجتماعات القائمة في الدوحة حاليًا، قال مصدر "العربي الجديد"، إن "المباحثات الجارية، ربما تتجاوز تمديد الهدنة، إلى الحديث عن التوصل إلى اتفاق شامل على عدة مراحل يقضي بوقف الحرب وإعلان وقف كامل لإطلاق النار قبل الانتهاء من الهدنة المؤقتة".

وقال مسؤول إسرائيلي لـ"موقع واللا" الإسرائيلي، إن موقف رئيس الموساد الإسرائيلي يدور حول أنه "من الممكن التوصل إلى اتفاقات من نوع أو آخر بشأن مجموعات إضافية، لكن إسرائيل أوضحت أن هذا لن يحدث إلا بعد استنفاد الإطار الحالي بالكامل وإطلاق سراح جميع النساء والأطفال".

وأضاف، أن إسرائيل مستعدة لاستنفاد الخطوط العريضة وتمديد وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام أخرى في المجمل، إذا تعهدت حماس بإطلاق سراح 10 من المحتجزين آخرين كل يوم.

وفي السياق نفسه، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن العرض الذي تم بحثه في قطر يشمل وقفًا مطولًا لإطلاق النار في قطاع غزة، مقابل إبرام صفقة أوسع لتبادل الأسرى بما ذلك أسرى إسرائيليين من الرجال والجنود، وأسرى فلسطينيين من أصحاب المحكوميات العالية، وأن لا يقتصر التبادل على الأطفال والنساء؛ وبحسب المراسل العسكري للقناة، فإن الجيش الإسرائيلي سيعارض مثل هذا الاتفاق.

دمار غزة

من جانبه، توقع مسؤول إسرائيلي تمديدًا جديدًا للهدنة، قائلًا: "نتوقع أن يكون لدينا يومين أو ثلاثة أيام أخرى من إطلاق سراح الرهائن وهدنة إنسانية، وبعد ذلك إما نستأنف العمليات في غزة أو من المحتمل أن نتوصل إلى اتفاق متابعة لمناقشة المفاوضات الحساسة".

وقال المسؤول إنهم يتوقعون إطلاق سراح معظم الأطفال بحلول مساء الأربعاء، مع بقاء ما بين 20 إلى 30 رهينة في غزة، مع الاستعداد إلى مناقشة توسيع عملية التبادل.

وأضاف المسؤول أن استمرار عمليات الإفراج لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وذكرت صحيفة هآرتس أنه "بحسب مسؤول مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار"، أشارت إسرائيل إلى أنها غير راغبة في تمديد الهدنة إلى ما بعد يوم الأحد.

الولايات المتحدة وشروطها

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست"، إلى أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل، أنه عندما تستأنف حملتها في غزة، فإنه لا يمكن تنفيذها بنفس "القوة التي شوهدت حتى الآن في النصف الشمالي من القطاع، حيث تضررت أو دمرت أكثر من نصف المباني، مما اضطر معظم المدنيين إلى النزوح باتجاه الجنوب".

وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد التي وضعها البيت الأبيض، إنه "من المهم للغاية" أن الهجوم الذي قالت إسرائيل إنه سيبدأ في جنوب غزة بعد الهدنة "يجب أن يتم بطريقة مناسبة إلى أقصى حد، وغير مصمم لإنتاج نزوح كبير للأشخاص".

وأضاف أن المواقع التي سيتم حمايتها من العمليات العسكرية في الجنوب يجب أن تشمل منشآت وملاجئ تابعة للأمم المتحدة وبنية تحتية مدنية.

وأبلغت إدارة بايدن إسرائيل بأنها يجب أن تعمل على تجنب "المزيد من التهجير الكبير" للمدنيين الفلسطينيين في جنوب غزة إذا جددت حملتها البرية بعد التوقف الحالي للقتال، حسبما نقلت وكالة أسوشييتد برس للأنباء عن مسؤولين أمريكيين كبار يوم الثلاثاء.

وبشكل منفصل، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الإسرائيليين كانوا متقبلين عندما أثار المسؤولون الأمريكيون هذه القضية. 

getty

تعقيد إسرائيلي

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الجيش الإسرائيلي سيستأنف في نهاية المطاف العمليات العسكرية بعد انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت الحالي.

ورغم حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن أنه  يود أن يرى استمرار الهدنة –التي سمحت أيضًا بزيادة المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة– لأطول فترة ممكنة.

كما تعهد رئيس أركان جيش الاحتلال، بالاستمرار في العدوان على غزة.

وهدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الثلاثاء، بحل الحكومة الإسرائيلية في حال التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما اعتبر وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أن وقف الحرب مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة "خطة للقضاء على إسرائيل".

قال رئيس تحرير هآرتس: لا يوجد ضغط داخلي في إسرائيل من أجل وقف إطلاق نار طويل، أو لتسوية مع حماس شبيهة بالجولات القتالية السابقة

وفي تحليله للمشهد السياسي في إسرائيل، قال رئيس تحرير صحيفة هآرتس، إن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي ووزير الأمن يوآف غالانت، يرغبان في استئناف العدوان على غزة. فيما يدرك نتنياهو، أن استمرار الهدن، قد يعني الوصول إلى وقف إطلاق نار، ومن ثم انتخابات عامة، وهو ما لا يرغب به.

وأضاف ألوف بن: "لا يوجد ضغط داخلي في إسرائيل من أجل وقف إطلاق نار طويل، أو لتسوية مع حماس شبيهة بالجولات القتالية السابقة"، لكنه يشير إلى أن قرار استمرار وتوسيع الحرب، يرتبط في موافقة الولايات المتحدة.