13-فبراير-2024
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر دعم إسرائيل

(Getty) ينتظر البيت الأبيض حزمة المساعدات منذ فترة طويلة، حيث طلب هذه الأموال في تشرين الأول/أكتوبر

أقر مجلس الشيوخ الأمريكي، حزمة للأمن القومي بقيمة 95 مليار دولار، لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا وحلفاء آخرين للولايات المتحدة، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، بعد نقاش دام أشهر وأدى إلى انقسام عميق بين الجمهوريين في الكونغرس.

وتمت الموافقة على مشروع القانون بأغلبية 70 صوتًا مقابل 29، بعد أن انضم 22 جمهوريًا إلى الديمقراطيين في الموافقة على المساعدات. لكن رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، رفض التشريع بشكل استباقي، ليلة الإثنين، قائلًا في بيان له، إن فشل الحزمة في معالجة أمن الحدود الأمريكية يجعلها غير مقبولة في مجلس النواب.

وقال جونسون في بيان: "في غياب أي تغيير واحد في سياسة الحدود من مجلس الشيوخ، سيتعين على مجلس النواب مواصلة العمل بإرادته بشأن هذه الأمور المهمة. أمريكا تستحق أفضل من الوضع الراهن في مجلس الشيوخ".

كان السيناتور بيرني ساندرز، وبيتر ويلش وجيف ميركلي، هم الأعضاء الوحيدون في التجمع الديمقراطي بمجلس الشيوخ الذين صوتوا ضد التشريع

ويأتي بيان جونسون بعد أن ساعد هو وزعماء آخرون في مجلس النواب، في نسف نسخة سابقة من التشريع الذي يتضمن إجراءات أمنية شاملة للحدود وإصلاحات أخرى.

وينتظر البيت الأبيض حزمة المساعدات منذ فترة طويلة، حيث طلب هذه الأموال في تشرين الأول/أكتوبر، بعد وقت قصير من عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويجب أن يوافق مجلسا الكونغرس على التشريع قبل أن يتمكن بايدن من التوقيع عليه ليصبح قانونًا.

وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (الجمهوري عن ولاية كنتاكي) في بيان بعد التصويت: "التاريخ يحسم كل الحسابات. واليوم، فيما يتعلق بقيمة القيادة والقوة الأمريكية، سيسجل التاريخ أن مجلس الشيوخ لم يرمش له جفن".

وأصبح التمويل لأوكرانيا لا يحظى بشعبية بين قاعدة ناخبي الحزب الجمهوري، وقال ترامب في تجمع حاشد مؤخرًا إنه سيشجع روسيا على فعل "كل ما يريدونه" لدول الناتو، التي يرى أنها لا تنفق ما يكفي من المال على الدفاع. 

كما عارض ترامب صراحةً حزمة المساعدات الخارجية، قائلًا في منشور نشره مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه يعتقد بوجوب تقديم المساعدة كقرض.

في المقابل، هناك جهود جارية في الكونغرس، للالتفاف على جونسون وتمرير مشروع القانون، من خلال عريضة يقودها الحزب الديمقراطي. يحتاج الديمقراطيون إلى جمع أربعة توقيعات على الأقل من الجمهوريين الداعمين لتمويل أوكرانيا حتى يتمكنوا من تقديم الالتماس، وهو ما لن يحدث على الأرجح حتى نهاية الشهر، وفقًا لتقويم الكونجرس.

وسيظل مسارها شائكًا في مجلس النواب، نظرًا لاعتراض بعض الديمقراطيين على تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الحرب على غزة. وسيحتاج تمرير القانون، عدد كاف من الجمهوريين إلى دعم مشروع القانون لتعويض الديمقراطيين الذين لن يصوتوا لصالح مشروع القانون بشأن المساعدات لإسرائيل.

إذ يتم العمل على طرح التشريع للنقاش من خلال التماس الإقالة، والذي يتطلب 218 عضوًا لدعمه، وهذا من شأنه أن يجنب وضع جونسون عراقيل على الاقتراح، وسط دعوات من النائبة مارجوري تايلور جرين (جمهورية عن ولاية جورجيا) وآخرين لإقالته من منصبه، إذا طرح مشروع قانون تمويل أوكرانيا على قاعة مجلس النواب للتصويت عليه.

بالإضافة إلى 60 مليار دولار لأوكرانيا و14 مليار دولار لإسرائيل، يتضمن تشريع الأمن القومي أيضًا أكثر من 9 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية لغزة وأوكرانيا ودول أخرى، وينفق ما يقرب من 5 مليارات دولار على الحلفاء لواشنطن في الهند والمحيط الهادئ بما في ذلك تايوان، ويحظر على الولايات المتحدة أن يذهب أي تمويل من القانون إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي تعمل في غزة والضفة الغربية.

وكان السيناتور بيرني ساندرز، وبيتر ويلش وجيف ميركلي، هم الأعضاء الوحيدون في التجمع الديمقراطي بمجلس الشيوخ الذين صوتوا ضد التشريع، مشيرين إلى عدد الضحايا الكبير في قطاع غزة.

وقال البنتاغون إن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى هذه المساعدة، وهي معرضة لخطر نفاد الذخيرة مع استمرار الحرب الروسية.

ويأتي التصويت في الوقت الذي جعل فيه ترامب معارضة الناتو جزءًا من رسالته الانتخابية، وفي الوقت الذي مزقت فيه رسالته "أمريكا أولًا" الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين يختلفون حول مشروع القانون. 

وفي تجمع حاشد يوم السبت، قال ترامب إنه أخبر رئيس إحدى دول الناتو أنه "لن يحمي" بلادهم إذا هاجمتها روسيا، لأنهم لا ينفقون ما يكفي على الدفاع. 

وقد خيم وجود ترامب على حزمة المساعدات في الكونغرس، حيث ردد بعض الجمهوريين خطابه المعارض لإرسال المساعدات لأوكرانيا، ثم رفضوا لاحقًا صفقة الحدود التي طالبوا بها بعد أن قال ترامب إنه لم تعجبه.