20-يوليو-2023
استهدف الدعم السريع تجمعات للمدنيين

يتواصل الاستهداف للمدنيين في السودان، مع استمرار القتال الذي اندلع في نيسان الماضي (GETTY)

شنت طائرات الجيش السوداني عمليات قصف مكثف صباح اليوم على مواقع قوات الدعم السريع، في منطقة سوبا شرق الخرطوم، فيما تستمر حدة الاشتباكات في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم.

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما يقارب من 200 ألف سوداني نزحوا داخليًا خلال الأسبوع الماضي وحده

ويأتي هذا التطور بعد مقتل 14 مدنيًا وإصابة 15 آخرين مساء الأربعاء، في هجوم بطائرة مُسيّرة استهدف مجموعة من المدنيين في منطقة العزوزاب جنوب الخرطوم.

واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بارتكاب المجزرة، وأفاد بيان للجيش السوداني، أن "قوات الدعم السريع قامت باستهداف مواطنين تجمعوا لتحية قواتنا في العزوزاب بطائرة مُسيّرة".

وذكر البيان أن "قوات الجيش تواصل عمليات التمشيط لبؤر وتمركزات الميليشيا المتمردة بالعاصمة الخرطوم"، وأضاف أن "الجيش كبد الدعم السريع عددًا من القتلى والجرحى بمنطقة العشرة جنوبي الخرطوم، ودمر 4 عربات قتالية".

وتابع البيان "كما اشتبكت عناصر من الميليشيا المتمردة مع قواتنا المتمركزة في منطقة أبو آدم جنوب العاصمة، وتصدت لهم وأجبرتهم على الانسحاب، ودمرت لهم 5 عربات واستلمت 3 عربات قتالية وعدد من القتلى والجرحى".

تنا

وأشار البيان إلى أن "القوات الجوية تواصل الضربات على مواقع تجمع العدو بمختلف المناطق" دون مزيد من التفاصيل.

في المقابل، لم يصدر عن قوات الدعم السريع، أي تعليق على الحادثة أو  على بيان الجيش.

وتواصلت حدة الاشتباكات في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، حيث سمع دوي انفجارات في شرقها وجنوبها الشرقي، جراء قصف مدفعي متبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما قصف طائرات الجيش مواقع الدعم السريع في منطقة بري شرق الخرطوم.

كما دوت انفجارات في أم درمان، بالتزامن مع تجدد القصف المتبادل، والاشتباكات وسط المدينة وجنوبها.

الدعم السريع يفاوض من أجل الاستسلام

في سياق متصل، كشف زعيم حزب الأمة مبارك الفاضل عن أن الدعم السريع يتفاوض على الاستسلام مقابل الحصول على دور سياسي وعسكري في السودان، وفق قوله.

وقال الفاضل، إن القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، التقى في مدينة أم جرس التشادية، مندوبًا أمريكيًا، وآخر كينيًا وثالثًا خليجيًا، كل منهم على حدة، ونقل إليهم رغبة الدعم السريع في "خروج آمن مع دور عسكري سياسي".

ومن أجل هذا السبب اتصل الرئيس الكيني وليام روتو برئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان رغم رفض السودان أن ينقل روتو طلب عبد الرحيم دقلو شقيق قائد الدعم السريع، بحسب ما قال الفاضل.

يتواصل القتال في السودان في غياب أي أفق للحل (GETTY)

وأضاف الفاضل "أنه للسبب نفسه اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالبرهان وأطلعه على الأمر، وعلى هذا الأساس وافق البرهان على عودة وفد الجيش إلى طاولة التفاوض في مدينة جدة السعودية".

ورأى زعيم حزب الأمة أنه "من الصعب أن يحصل الدعم السريع على دور مستقبلي مقابل الاستسلام، وعليه أن يكتفي بالخروج الآمن، فقد راهن على السلطة وخسر الرهان، فليحافظ على ما تبقى من أرواح"، وفق تعبيره.

 ارتفاع في أعداد النازحين

على الصعيد الإنساني، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما يقارب من 200 ألف سوداني نزحوا داخليًا خلال الأسبوع الماضي وحده، بسبب القتال الدائر في السودان، وأشارت المنظمة إلى أن حوالي 2.5 مليون شخص نزحوا داخليًا منذ بدء النزاع في 15 نيسان/ أبريل الماضي، بينما نزح أكثر من 1.9 مليون شخص داخليًا، عبر 550 ألفًا آخرين إلى البلدان المجاورة، وذلك وفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن المنظمة.

ارتفاع كبير في أعداد النازحين

من جانبها، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إن أكثر من 730 ألف شخص من السودان فروا إلى الدول المجاورة.

وزارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، ومديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين ،الثلاثاء، مخيمًا في شرق تشاد يستقبل لاجئين سودانيين.

ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن أمينة محمد قولها إن "شجاعة من فروا إلى تشاد- وكثير منهم من النساء والأطفال- كانت مصدر إلهام بالنسبة لها".

وقالت نائبة الأمين العام إنها "سمعت أيضًا قصصًا عن معاناة لا يمكن تصورها في السودان، واحتياجات هائلة في تشاد"، مؤكدةً على "الحاجة إلى مزيد من الدعم الدولي للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم".

زكي وزكية الصناعي

وأكدت الهيئة الأممية، أن العاملين في المجال الإنساني داخل السودان، يواصلون في تقديم الإغاثة للمدنيين، حيث تدعم منظمة اليونيسف وشركاؤها في شمال دارفور، عمليات نقل المياه بالشاحنات إلى مواقع النازحين داخليًا، فضلًا عن مرافق الرعاية الصحية. 

اتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بارتكاب المجزرة، وأفاد بيان للجيش السوداني، أن "قوات الدعم السريع قامت باستهداف مواطنين تجمعوا لتحية قواتنا في العزوزاب بطائرة مُسيّرة"

وقال دوجاريك إن "منظمة الصحة العالمية تعمل عن كثب مع وزارة الصحة السودانية وشركاء آخرين في الولايات التي تؤوي النازحين داخليًا لتوفير الرعاية الأساسية والإنجابية والجنسية، وفضلًا عن توفير الرعاية للأمهات والأطفال".