23-يونيو-2023
gettyimages

لم تلتزم أطراف الصراع في السوادن بجميع اتفاقات الهدنة (GETTY)

يزداد الوضع تعقيدًا في السودان مع فشل كل محاولات التهدئة، وجمع الأطراف المتحاربة على طاولة المفاوضات، في ظل معلومات عن عمليات تطهير عرقي في غرب دارفور، ومعاناة إنسانية متفاقمة، مع الحديث عن دخول طرف ثالث ساحة الصراع الدامي.

في ظل معلومات عن عمليات تطهير عرقي يجري الحديث عنها في غرب دارفور، ومعاناة إنسانية متفاقمة،  تتوارد  المعلومات عن دخول طرف ثالث ساحة الصراع الدامي في السودان

وساد التوتر جنوب غرب السودان، بعد اندلاع مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني، والحركة الشعبية لتحرير السودان- الشمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، في ولاية جنوب كردفان.

مواجهات في جنوب كردفان

واتهم الجيش السوداني، الحركة الشعبية لتحرير السودان-الشمال، بانتهاك اتفاق قائم منذ فترة طويلة لوقف إطلاق النار، وذلك بمهاجمة وحدة تابعة للجيش في مدينة كادقلي.

وجاء في بيان الجيش السوداني "تعرضت قواتنا برئاسة اللواء 54 مشاة كادقلي إلى هجوم غادر من الحركة الشعبية، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي يجدد سنويًا مع حكومة السودان، وتصدت قواتنا ببسالة للهجوم، وردت المتمردين وكبدتهم خسائر كبيرة، واحتسبت قواتنا عدد من الشهداء والجرحى".

هروب من دوامة العنف في السودان

وذكر سكان كادقلي، أنّ الجيش أعاد نشر قواته، أمس الخميس، لحماية مواقعه في المدينة، بينما يتجمع أفراد الحركة الشعبية في مناطق بضواحي المدينة، وأشاروا إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات، بالإضافة إلى تناقص إمدادات الأغذية والمستلزمات الطبية.

كما تحدث شهود عيان، عن أن عناصر من الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، هاجموا مجموعة من معسكرات الجيش في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، وهو ما قامت به قوات الدعم السريع أيضًا.

وأدى اندلاع الاشتباكات في جنوب كردفان، إلى فرار عدد من سكان عاصمة الولاية، خوفًا من اتساع رقعة الاشتباكات، وقد يؤدي دخول  الحركة خط المواجهة مع الجيش إلى تغيير في موازين القوى على الأرض.

وتقع حقول النفط السودانية الرئيسية في ولاية جنوب كردفان، التي تشترك في حدودها مع ولاية غرب دارفور، ودولة جنوب السودان، التي تتمتع بعلاقة وثيقة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، باعتبار الأخيرة كانت جزءًا من الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي قادت تمردًا مسلحًا ضد الحكومة السودانية، قبل أن ينقسم السودان، ويعلن عن قيام جمهورية جنوب السودان.

وفي العاصمة الخرطوم، استمرت المعارك الليلة الماضية بعد الغارات التي نفذها الجيش السوداني، على مواقع الدعم السريع، كما شهد شمال أم درمان تبادلًا للقصف الصاروخي والمدفعي الثقيل. من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع، عن إسقاط طائرة حربية من طراز "ميغ" في أم درمان.

قمة لدول الجوار 

على الصعيد السياسي، كشف مصدر دبلوماسي مصري لـ "العربي الجديد"، أن مصر تقترب من الدعوة إلى عقد قمة لدول جوار السودان في القاهرة، بمشاركة أطراف إقليمية، وأوضح الدبلوماسي المصري، أن "مصر اضطرت تحت ضغوط إقليمية إلى إرجاء اجتماع لقادة دول الجوار السوداني، قبيل القمة العربية التي استضافتها السعودية في 19 أيار/مايو الماضي".

وبحسب الدبلوماسي مصري الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، جاء إلى مصر محملًا بمجموعة رسائل من رئيس مجلس السيادة السوداني  إلى الرئيس المصري، تشير إلى أن الجيش السوداني يواجه وضعًا صعبًا على الأرض في مواجهة قوات الدعم السريع، وأضاف الدبلوماسي المصري أن "عقار طلب دعمًا عاجلًا من القيادة المصرية لقوات الجيش في السودان".

وكانت الولايات المتحدة، قد أعلنت تعليق اجتماعات جدة، لأنها لا تُحقّق النجاح المنشود في الوقت الحالي، بعد مجموعة من اتفاقات وقف إطلاق النار جرى انتهاكها، بحسب تصريح لمساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي فيي، التي أبلغت لجنة فرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، بأن "اتفاقات وقف إطلاق النار لم تكن فعالة بشكل كامل، لكنها سمحت بنقل المساعدات الإنسانية العاجلة".

تتفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان

وترعى الولايات المتحدة والسعودية، محادثات لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، لكن جميع الهدن التي تم التوصل إليها، سجلت خروقات كثيرة وعدم التزام من طرفي الصراع، إذ استمرت الاشتباكات المندلعة منذ  15 نيسان/ أبريل الماضي، والتي خلفت مئات القتلى، وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء جديدة.

وضع إنساني صعب

في هذا السياق، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن "15 ألف سوداني، من بينهم قرابة 900 جريح، فروا إلى مدينة آدريه في تشاد التي استقبلت أكثر من 150 ألف لاجئ حتى الآن، ووصف المنظمة الوضع في الجنينة بالخطير، وأن المدنيين يفرون "تحت وابل من النيران التي يطلقها الجيش، وقوات الدعم السريع، ومقاتلون قبليون، ومدنيون مسلحون"، وطالبت المنظمة من أطراف الصراع السماح للمدنيين بالمغادرة.

نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، جاء إلى مصر محملًا بمجموعة رسائل من رئيس مجلس السيادة السوداني إلى الرئيس المصري، تشير إلى أن الجيش السوداني يواجه وضعًا صعبًا على الأرض في مواجهة قوات الدعم السريع

من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية، خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية في مناطق القتال في السودان من الخدمة، وأكد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وقوع "46 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية منذ بدء الاقتتال"، وأفادت المنظمة بأن حوالي 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها بشأن "محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة".