كأننا نبكي كلّ هذا البكاء

لنجهزَ على الملوحة في دموعنا

ونصلَ في النهاية

للمياه العذبة.

*

 

كل ليلة

أعود فيها من الحقل

أنظر إلى فأسي

وأتساءل:

كم جدارًا سأهدمه اليوم كي أراك؟

*

 

لو كنت صغيرًا

لدققتُ باب بيتكم كلّ يوم

كي أسألك عن دجاجتنا الهاربة

آه لو كنت صغيرًا

لبحثتُ عن بيضاتها

أسفل سريرك.

*

 

مرة وحيدة

مررت بشارعنا

حينها

اتكأت على حجر لتستريحي

الآن

كلّ من يدخلُ حجرةَ نومي يتساءل

ماذا يفعل هذا الحجر على السرير؟

*

 

يومان

بالتمام والكمال

وأنا أقف أمام بيتها

فقط

لأرى يدها

وهي تخرج من الباب

كي تأخذ من البائع حزمة الجرجير.

*

 

وما أنا إلا شبح

حين تذكرين اسمي

ينبت لي جسد.

*

 

أحب بيتكم

الذي لم أتجاوزه مرّة

الذي عنده تنتهي الأرض

وخلفه تمامًا

توجدُ هاوية.

*

 

يعرفونني فقط من ذراعي

أنا الّذي لم ألوّح بها لأحد

ولم أمددها مرة لعجوز

كي يعبرَ الشارع

وما أخذتُ بها حتّى يد كفيف

فتكتب له النجاة

ولست بطلًا أوليمبيًا في رمي القوس

يا ناس صدّقوني

أنا رجلٌ بسيط جدًا

لكن يؤلمني أنّ كلّ ما يراهُ الناس

هو الجزء المبتور مني

بينما يمرّ باقي الجسد دون أن ينتبه له أحد.

*

 

أنا الوحيد الذي ما زال ينتظر

-على هذا الرصيف-

من كل الذين

لوّحوا لكِ بالوداع.

*

 

أحبُّ القتل

تمتعني نظراتُ الألم والدهشة

التي يرمقني بها القتيل

أحبه

لأني حين أكونُ قاتلًا

يصيرُ وجهي المشهد الأخير

في عيون الضحايا.

*

 

يمكننا أن نحتفل بالحب أيضًا

علينا استخراج الخناجر

التي نسيها الأحبة في قلوبنا

وببساطة شديدة

 نردها إليهم

 كهدايا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كأنّ هدير الخوفِ وحدَهُ دليلُ حياتي

سرد وقصص.. يوميّاتُ شتاءٍ قارس