انضم أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" إلى الائتلاف الحاكم بشكل رسمي، ليكتمل عقد الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

انضم أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" إلى الائتلاف الحاكم بشكل رسمي، ليكتمل عقد الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل

ليبرمان يعدّ واحدًا من "صقور" اليمين، وله تاريخ طويل من الكراهية للعرب والفلسطينيين، تسلّم وزارة "الدفاع" رغم الانقسام داخل إسرائيل حول صوابية تعيينه في مثل هذا التوقيت والظروف التي تعصف بالمنطقة، ومهددة باشتعال طرب دينية أو عرقية شاملة في أي وقت ممكن.

اقرأ/ي أيضًا: انتصار القيق يعري السلطة الفلسطينية

التصريح الأول بعد التعيين جاء أنه سيعمل جاهدًا ليحمي أمن إسرائيل، وعلى الرغم أنه كلام عام بالمعنى السياسي، حمل في طياته رسائل كثيرة، تحديدًا في ما يتعلق بالتعاطي مع الفلسطينيين والمحيط العربي.

وقد يكون توزير ليبرمان في مثل هذه الظروف هادفًا لتعزيز قبضة اليمين المتطرف على الحكم. لا سيما أن وزير الدفاع الجديد معروف برفضه أي سلام مع الفلسطينيين، ومطالبته بسن قانون الإعدام لفلسطينيين أدينوا بتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين يتم تنفيذه في المحاكم العسكرية على سكان الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، إلى جانب دعمه إعلان يهودية الدولة.

ولعل أبرز التحديات التي سيواجهها ليبرمان في المرحلة المقبلة هي كيفية التعاطي مع قطاع غزة، فالجميع يعلم أن تطبيق الأمن على أرض الواقع أصعب بكثير من إطلاق التصريحات النارية التي اشتهر بها وتطالب بتسوية غزة بالأرض وإعادة احتلالها، وترحيل الفلسطينيين جميعًا إلى دول أخرى. وكيف ستأتي أوامره حيال أي توتر عسكري على حدود القطاع؟

هذا طبعًا دون نسيان تصريحه قبل أيام أنه إذا ما استلم وزارة الدفاع سيمهل حركة حماس 48 ساعة لتسليم جثامين الجنود الثلاثة المحتجزين في غزة، وفي ظل تهور ليبرمان وطيشه السياسي منذ توليه وزارة الخارجية، يصبح من غير الممكن معرفة تصرفه إزاء أي من الملفات الساخنة.

اقرأ/ي أيضًا: معركة الفلوجة..دعاية الحرب على الإرهاب

ومن هنا فإن الكثير من العوامل ستساهم بتعزيز تهور ليبرمان العسكري، الأول طبيعة التركيبة المتطرفة للائتلاف الحاكم، والتي قد تدعم أي خيار متهور يقرره ليبرمان، أما الثاني فهو رغبة ليبرمان بالوصول إلى رئاسة الوزراء ستدفعه لتصعيد خطابه في محاولة لزيادة شعبيته بين الأوساط اليمينية، ثالثًا الأوضاع الإقليمية المتدهورة تشكل بيئة مناسبة لأي مغامرة عسكرية قد يحاول ليبرمان خوضها داخليًا وخارجيًا.

بالمقابل فإن الخلاف الحاصل بين المؤسستين السياسية والعسكرية إزاء طرق التعامل مع قطاع غزة والضفة الغربية قد تجعل من الصعب على ليبرمان تمرير أي قرار تتحفظ عليه قيادة الجيش. واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه أرنس أن هذا التعيين يعتبر خطأً كبيرًا، آملًا ألا يتم تنفيذ هذا التعيين لأن منصب وزير الدفاع يجب أن يتقلده رجل مؤهل ذو خبرة طويلة. في حين أن وزير الدفاع المستقيل موشيه يعلون حذر أن التطرف تسلل إلى الحكومة والجيش.

بغض النظر عن محفزات ليبرمان وضوابطه، فإن إدخاله إلى الحكومة وتقليده منصبًا حساسًا يشكل تعزيزًا لسطوة نتنياهو في الحكم، وسدًا منيعًا أمام المبادرة الفرنسية لإحياء السلام، التي سيترتب على نجاحها الانسحاب من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، ووقف عمليات الاستيطان، والاعتراف بدولة فلسطينية، وهي شروط ثلاثة يتفق ليبرمان ونتنياهو على رفضها وضرورة حشد كافة الطاقات لمنع حدوثها.

اقرأ/ي أيضًا: 

الدستور الليبي جاهز..ماذا بعد؟

الملا منصور..رحيل رجل طالبان الراديكالي