لم تنته بعد مفاعيل هزيمة إنجلترا أمام أيسلندا، فبعد استقالة مدرب المنتخب روي هودجسون، تُطرح الكثير من الأسئلة حول الهزيمة التاريخية لمنتخب الأسود الثلاثة في مواجهة أيسلندا، حيث تعيش إنجلترا ولاعبوها أسوأ أيامهم من الناحية الفنية والسيكولوجية منذ سنة 1950. وباتت دراسة تغير أداء اللاعبين من أنديتهم إلى المنتخب ضرورة ملحة للاتحاد الإنجليزي.

لم يصل المنتخب الإنجليزي إلى هذا المستوى السيئ طيلة 66 عامًا من عمره في الملاعب والبطولات

السقوط الإنجليزي الأكبر عبر التاريخ

كانت تعد الخسارة ضد الولايات المتحدة في سنة 1950 أدنى نقطة وصل إليها منتخب الأسود الثلاثة قبل موقعة أيسلندا، وبعد تلك الهزيمة لم يصل المنتخب الإنجليزي إلى هذا المستوى السيئ طيلة 66 عامًا من عمره في الملاعب والبطولات.

اقرأ/ي أيضًا: كرواتيا.. حصان اليورو الأسود

وفي الوقت الذي أظهر المنتخب الأيسلندي أداءً جيدًا في البطولة، لم يكن من المتوقع أن فريقًا يشارك بالمسابقة لأول مرة سيقوم بإزاحة إنجلترا بهذه البساطة.

هذه الهزيمة بالأداء والطريقة تعد أدنى مستوى وصلت إليه كرة القدم الإنجليزية في السنوات الـ 66 الأخيرة، وتحولت الهزيمة أمام الولايات المتحدة سنة 1950 إلى ثاني أسوأ نتيجة في تاريخ البلد الذي يشكل مهد كرة القدم. 

أزمة الإنجليز نفسية

إلى جانب مفعولها التاريخي، شكلت هذه الخسارة نهاية جيل ذهبي إنجليزي لم يفز بأي بطولة، ولم يكن تبقى منه سوى واين روني. فالسنوات السابقة كانت الأسماء على الورق من فرانك لامبارد وجيرارد وبيكهام ومايكل أوين وغيرهم من اللاعبين المميزين مع فرقهم تضع إنجلترا ضمن الفرق المرشحة للفوز بأي بطولة قارية، إلا أن ذلك لم يحدث يومًا، وهو ما تحول إلى أزمة نفسية لدى اللاعبين الإنجليز.

بعد الفوز على ويلز في الدور الأول بدا أن هذا المنتخب الذي يملك الكثير من اللاعبين الشبان يمتلك عقلية مختلفة قادرة على التغيير، إلا أن الخسارة أمام أيسلندا بالأسلوب الذي حصلت فيه -إذ فشل اللاعبون في أكثر من مناسبة بتمرير الكرات القصيرة بشكل صحيح- تطرح علامات استفهام حول ضرورة دراسة واقع لاعبي المنتخب الإنجليزي سيكولوجيًا في الفترة القادمة وليس فقط واقعهم الفني أو التكتيكي.

جو هات أقل من قيمة الأسود

تدفع مشاهدة الحارس الإنجليزي وهو يشجع زملاءه في النفق وينشد "الله يحمي الملكة" قبل بداية المباراة للاعتقاد بأن جو هارت سيقدم مباريات تاريخية.

اقرأ/ي أيضًا: ما قبل دور الـ16: تفاصيل يورو 2016

لكن ما يقوم به حارس فريق مانشستر سيتي لا يعد سوى جزء من أزمة جميع اللاعبين الإنجليز، فهو لم يرتقِ إلى مستوى المسابقة وظهر بوضوح أنه لا يملك الاتزان المطلوب لمنتخب كبير، فمن المؤكد أن تسديدة الأيسلندي كولبين سيتورسون التي تدحرجت إلى المرمى ستغير مستقبله، كذلك هو هدف غاريث بيل الذي دخل مرماه من ركلة حرة بسبب خطأ فادح الذي لن تنساه الجماهير لفترة طويلة.

آيسلندا تكتب التاريخ

يجاور عدد سكان أيسلندا عدد سكان مدينة ليستر الإنجليزية، وكان حوالي 10% من مجموع الشعب الأيسلندي حاضرين في نيس الفرنسية لمشاهدة منتخب بلادهم وهو يمر إلى ربع نهائي أمم أوروبا 2016.

فالمنتخب الأيسلندي أظهر شغفًا كبيرًا بكرة القدم إن كان ذلك على صعيد لاعبيه أو جماهيره، وأظهر حماسًا منقطع النظير ورغبة فولاذية بالفوز. فالأيسلنديين لم يلعبوا للتعادل، بل لعبوا بذكاء لأجل هدف الفوز، ولعل أبرز أسلحتهم كان رميات التماس الطويلة واللعب المباشر.

تعد أيسلندا مثالًا حقيقيًا عن كرة القدم السريعة والمنظمة القادرة بإضافة كثير من الشغف على تحقيق المستحيل.

اقرأ/ي أيضًا:

ألمانيا تبث الرعب عبر مرمى سلوفاكيا

5 أمور مثيرة للجدل شهدتها بطولة كوبا أمريكا