جواب مؤسف

سألتُها ذات مرةٍ ما سبيلُ الوصول إليكِ بعدما تغيرَ الحُب فيكِ فجأةً؟ 

ردت سؤالي بالسؤال،

قالت ممازحةً كيفَ سيصلُ القطارُ من دون سكةٍ تدنوه؟ 

قابلتُ سؤالها بضحكةٍ صفراء 

ثم سألتُها،

تُرى ما حالُ القطارِ إن أقمتُ لهُ سكةً لو أراد؟ 

ذرفت دمعةً 

ثم أجابتني وقالت مُعاتبةً.. 

ربما لو أقمتَ السكةَ جيدًا

قبل انكسارها لما تحطم القطار!

 

قضية انتحار

أُطِلُّ على غدٍ مصحوبٍ بنكهة الأمس 

وحدها الأشياءُ حولي تعرفني في هذهِ البلاد التائه أهلها 

أحنُ إلى الماضي قليلًا

وأقول لنفسي كُل شيءٍ محتمل! 

ربما ينساكَ الحاضرُ أو يتناساك 

ربما تموتُ اليوم أو بعد سنوات 

لكن هُنا على شرفة الأملِ هذه تختلف المسائل 

يؤرقك هاجسٌ ما..

فلو فكرتَ في تأنٍّ لوجدتَ أن الشُهرة لا تعنيك 

وأن ما يَهُمك حقًا هو أن لا تكونَ سائبًا 

رافضًا أن تكون مركونًا على الهوامش! 

افتح نافذة الشرفةِ وانظرُ حولك 

الكثير من المنسيين في الخارج، لا أحد مرتاح ولكن جميعهم ما زالوا يصرّون على العيش هُنا وأن بإمكانك للتّو القفز من هذا العلّوِ والانكسار. 

كُل الاحتمالات واردة! 

ربما ستصبح عاجزًا وربما ستموت! 

والقفزُ من هنا جائز ولا يحتاجُ إلا لجرأة وقرار 

"فرغم قسوة الواقع، العيشُ يتطلبُ القليل من الأمل 

والكثير من التغاضي 

والقضيةُ ليست قضية انتحار".

 

حادث سير

كان يخافُ الظلام، ولم يكن يخرج ليسير بين المارة خوفًا على حياته! 

أضاع السنوات قابعًا في بيتهِ خائفًا من مواجهة العالم في الخارج 

لم يألف التحدث مع أحد، كان يجلسُ برفقةِ حسرته ويتحدث معها. 

ليس لديه أي علاقات فهو لم يتجرأ على أن يقيم علاقة واحدة خوفًا من الفشل فيها 

ففضل أن يجعل علاقتهُ مع نفسهِ فقط.

اختار الوحدة وكان يتصدى للعالم بوصفهِ لا يناسبُ كينونته

اعتاد على العزلة خوفًا من التورط في لسان الغير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الغاية.. أو ما يشبه القصة القصيرة

الحياة ترتدي ثوبَ الحشرات