صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب "رؤيتنا للتحرير"، وهو عبارة عن مجموعة مقالات كتبها عدد من الباحثين والمثقفين والنشطاء الفلسطينيين والعرب والأجانب، الذين يرون في النضال الفلسطيني محورًا من أجل تحرير فلسطين من الاستعمار بكافة أشكاله. الكتاب الذي صدر بالإنجليزية أولًا ثم بالعربية حرّره رمزي بارود وإيلان بابيه، أما الترجمة العربية فحملت توقيع ابتسام محمد الخضراء.

الطريق نحو تحرير فلسطين هو في بناء قواعد حياة مستقبلية يعيش في أطرها الجميع بمساواة تامة، ولا مكان لتفضيل شعب على آخر، لا بقوة السماء ولا بقوة السلاح ولا بقوة العنف أي كان

تتمثل رؤية المحررين لتحرير فلسطين في تحدي شكل النقاش حول فلسطين. لهذا كانت هذه المختارات متنوعة من سياسيين ومثقفين فلسطينيين يضعون تصورات حول النضال الفلسطيني ضد الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والفصل العنصري، ويقدمون في الوقت نفسه روايات شخصية عن مقاومتهم لهذا الواقع. ولعل ما يجعل هذا العمل فريدًا هو تركيزه على أشكال المقاومة التي تم التغاضي عنها. باعتماد نهج "التاريخ من الأسفل"، حيث نرى أن المقاومة لها العديد من التعبيرات عبر مختلف المهن والساحات. بما في ذلك أصوات من مجالات الآثار والسينما والصحافة والعلوم والسياحة الثقافية والتطريز، وبهذا تتجنب رؤية الكتاب للتحرير الروايات عن المقاومة الفلسطينية التي تنتمي فقط إلى الأحزاب، أو الفصائل السياسية الرسمية.

وبحسب المؤرخ والباحث الفلسطيني جوني منصور، كما كتب على صفحته الشخصية في فيسبوك، "الكتاب هو محاولة جادة لإيجاد طريقة نظر جديدة في مسألة التحرير من خلال السيرة الذاتية لكل مشترك ومشتركة في المقالات التي يتضمنها الكتاب، ونظرته نحو التحرير. حيث إن كل فلسطيني مسكون بهاجس وطنه علنا أو سرًّا. فالوطن بما يكونه من تاريخ وحضارة وأرض وشعب وعادات وتقاليد هو أغلى ما يملكه الانسان ليس لنفسه فحسب بل لمصلحة الكل".

ووبحسب منصور أيضًا: "يشدد كتّاب مقالات وبحوث الكتاب على أن الطريق نحو تحرير فلسطين هو في بناء قواعد حياة مستقبلية يعيش في أطرها الجميع بمساواة تامة، ولا مكان لتفضيل شعب على آخر، لا بقوة السماء ولا بقوة السلاح ولا بقوة العنف أي كان. لذا، فإن فكرة ومحتوى الكتاب جديدة على الطاولة البحثية، ينتظر واضعوها أن تترك أثرًا في المشهد الحياتي العام".