اجتاح فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين عشرات الدول حول العالم، وأدى إلى وفاة آلاف الأشخاص. أغلقت مدن بأكملها في الصين وإيطاليا. ورغم أن معدل وفيات الفيروس منخفضة إلا أن حالة من الهلع أصابت الناس حول العالم، وقارب مخزون العالم من أقنعة الوجه على النفاد.

لو بدت لك هذه الصورة وكأنها من فيلم خيال علمي، فلأن كثيرًا من الأفلام صورت جائحات مماثلة من قبل، ابتداء من أفلام الزومبي، وصولًا إلى الأفلام التي تتميز بدقة عملية أكبر، جمعنا فيما يلي قائمة لك بأفضل هذه الأفلام.


فيلم بعد 28 يومًا (28 Days Later)

تنقل أفلام الزومبي حالة الخوف من الجائحة باستخدام صورة الموتى الأحياء. الخوف من التواصل الإنساني في حالات انتشار الوباء يظهر في العنف تجاه الجثث والخوف من كل من هو حولك. يعرض فيلم المخرج داني بويل (28 Days Later) هذه الحالة في عالم متداعي مليء بالشك والارتياب.

يلتقط مشهد الافتتاح تحديدًا الصورة الموحشة للمدن الفارغة، حيث يسير البطل في نسخة فارغة من مدينة لندن. يذكرنا هذا المشهد بالتقارير التي وصفت مدينة ووهان الصينية بمدينة الأشباح بعد أن ضربها فيروس كورونا، حيث أغلق الناس أبوابهم على أنفسهم خوفًا من الوباء. لكن الخوف الأعظم الذي يصوره الفيلم ليسوا الموتى الأحياء أنفسهم، بل الطريقة التي يتصرف بها البشر، فكثيرًا ما تكون استجابة الناس للكارثة أسوأ من الكارثة نفسها.

فيلم 12 قردًا (12 Monkeys)

ما الذي سيحدث لو أن فيروسًا قضى على معظم البشر؟ كيف سيتكيف البشر الناجون؟ تقع أحداث فيلم 12 قرداً للمخرج تيري غيليام، في عام 2035، حيث يعيش الناجون في مجمع تحت الأرض، بينما يحاول سجين أرسل إلى الماضي، إيجاد عينة من الفيروس في طوره المبكر ليستطيع العلماء تطوير علاج له.

الفيلم الذي يقدم تأملات مدهشة حول الإرادة الحرة والسفر عبر الزمن والأمل، يتميز بأداء بروس ويلس الجاد الذي يجعله ممتعًا ومثيرًا بقدر ما يتعمق في القضية الفلسفية والاجتماعية. هنا أصبح العلماء قادة العالم يفرضون إرادتهم الحديدية على الطبقة الصغيرة المضطهدة. ورغم أن هذا الأثر مبالغ فيه، إلا أنه يبدو واقعيًا ومستبصرًا، حيث أظهرت الحوادث الأخيرة في دول مثل الصين، أن تعليمات خبراء الصحة العامة، كانت قادرة على التحكم في مصائر آلاف البشر الذين لا يملكون خيارات أخرى.

فيلم العدوى (Contagion)

لعل هذا هو الفيلم الأكثر واقعية في تصوير استجابة العالم لتفشي فيروس مميت. يستخدم فيلم المخرج ستيفن سودربرغ بنيته المتشعبة الفريدة لرسم خريطة لانتشار الفيروس حول العالم. سعى كاتب السيناريو في هذه الفيلم تجسيد الدقة بقدر استطاعته. فقد استعان بخبراء في الصحة العامة وممثلين عن منظمة الصحة العالمية، متأثرًا بتفشي وباء السارس في 2003 وجائحة الإنفلونزا في 2009. والنتيجة هي فيلم يقدم أقرب ما يمكن لما قد تشاهده في أنباء تفشي فيروس كورونا هذه الأيام على شاشة التلفاز.

يعرض الفيلم كثيرًا مما نراه على شاشات الأنباء اليوم، منها طريقة انتشار المرض وتفشيه بسبب السفر الدول، والحاجة لتحديد مكانه لتطوير اللقاح، وتداعي المجتمع المتحضر بسبب الخوف والهلع. وقدرة الحكومات على بناء معسكرات ومستشفيات كبرى في فترة زمنية قصيرة. والأغرب هو أن مصدر الوباء في الفيلم هو خفاش في الصين، تمامًا كما تشير التقارير الواردة من الصين إلى أن فيروس كورونا تفشى بسبب بيع الحيوانات البرية. ويبقى الدرس الأهم في الفيلم هو أن تغسل يديك دائمًا بالماء والصابون.

فيلم الوباء (Epidemic)

هذا واحد من الأفلام المبكرة للمخرج لارس فون ترير، وهو الفيلم الثاني في ثلاثية أوروبا، صدر في 1987، وفيه تتخذ الحبكة منحنى أكثر ميتافيزيقية تجاه الأوبئة الفيروسية. تتداخل فيها حبكتان: الأولى قصة كاتب سيناريو يكتب قصة عن وباء، والثانية هي القصة نفسها التي تتشابك مع الحبكة الرئيسية. 

هذا فيلم تجريبي بالأبيض والأسود يلعب دور البطولة فيه المخرج نفسه لارس فون ترير، ويؤدي دور كاتب السيناريو والدكتور ميسمر، الطبيب الذي يحاول مساعدة المصابين، ويظهر مدى ولع المخرج الدنماركي بتداعي العالم. وهو ولع سيظهره لاحقاً في المسلسل التلفزيوني The Kingdom وأفلام مثل Dogville وMelancholia. وهو بالتأكيد أكثر أفلام هذا القائمة غرابة.

فيلم سلالة أندروميدا (The Andromeda Strain)

يتخيل فيلم سلالة أندروميدا المأخوذ عن رواية مايكل كريشتون، ما الذي يمكن أن يحدث لو أن وباء على الأرض من الفضاء. الفيلم من بطولة أرثر هيل الذي يؤدي دور الدكتور جيرمي ستون، المكلف باستعادة قمر صناعي محى مدينة كاملة. وبعد وصوله إلى المنطقة، اكتشفوا كائناً فضائياً يمكنه قتل الحياة الحيوانية في ثوان معدودة.

نال الفيلم الذي عد مثالًا كلاسيكيًا على أفلام الخيال العلمي في السبعينيات، استحسانًا بسبب مقاربته السريرية لكارثة مميتة، وإذا كان التعامل مع العملي مع الأمراض قد يجعلها أسوأ. ويبرز أهمية الحذر الشديد في وجه الأوبئة لأنه من المستحيل معرفة الخطوات الصحيحة. وفي هذا السياق، تمنحنا أفلام الخيال العلمي خريطة مبدأية للتعامل مع مثل هذه الأزمات، والأهم من ذلك، ما يجب أن لا نفعله في أوقات الأزمات.

مسلسل الوباء: كيف نمنع تفشيه (Pandemic: How To Prevent An Outbreak)

يستكشف هذا المسلسل الوثائقي على شبكة نتفلكس كيفية انتشار هذه الأمراض الضارة ويطلعنا على حياة وعمل أشخاص حاولوا محاربتها بكل ما لديهم. لعل وباء كورونا الجديد هذا يدفع الشبكة لإنتاج موسم ثان.

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "The Boy Who Harnessed The Wind".. صبي أنقذ مدينته من المجاعة

فيلم 1917.. لقطة متصلة لجحيم الحرب