يتفاقم عنف المستوطنين وإرهابهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية على نحو مرعبٍ حادّ وغير مسبوق كمًّا ونوعًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. فعدد الشهداء يقترب من 200، بعد تصاعد مرعب في عدد الاعتداءات التي قام بها المستوطنون بمساندة وحماية من الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع حرب شاملة يشنّها الاحتلال على قطاع غزّة، قضى فيها زهاء 12 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود تحت الركام. 

يتوهم البعض وجود فرق بين "المستوطنين المعتدين" وبين الدولة الإسرائيلية، فيتساءلون بذلك عن نجاعة الدولة في التعامل مع أولئك المستوطنين المعتدين؟ بيد أنّ التفكير على هذه الشاكلة يجافي الصواب! فاجتثات التجمعات الفلسطينية وتهجيرها من الضفة الغربية كافة ليس مشروعًا للمستوطنين، بأخيارهم أو أشرارهم، وإنما مشروع دولة بأكملها