نشرت صحيفة الجارديان البريطانية على صفحتها التي تخص الشرق الأوسط خبرًا عن تمثال مصري أثار الجدل في مصر، التمثال كان عبارة عن سيدة تمثل مصر يحتضنها عسكري شاب من الخلف، وبعد انتقادات واسعة له تم اتخاذ قرار بتعديل التمثال مرة أخرى.

بعض الانتقادات التي وُجهت لتمثال سوهاج الذي يقف على ارتفاع ثمانية أمتار، أولته على أنه يمثل مصر التي يتم إغواؤها بالعسكري الواقف خلفها.

طالبت إحدى المحافظات في صعيد مصر بتغيير تمثال كان يهدف تجسيده إلى تمجيد العسكرية المصرية وتحديدًا الجنود الشهداء، وذلك بعد تكرار الشكاوى منه على مواقع التواصل الاجتماعي، كونه بات يجسد تعديًا غير مرغوب فيه على تمثال لجسد امرأة من المفترض أنها ترمز إلى البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: تفاقم كارثة نقص الدواء في مصر.. أي حلول؟

التمثال المسمى "أم الشهيد" يجسد امرأة فلاحة نحيلة، وهو التمثيل التقليدي لصورة مصر، بذراعين مفتوحتين ويقف خلفها تمثال لعسكري يرتدي خوذة على رأسه ناظرًا إلى كتفيها ويحيط خصرها النحيل بذراعيه.

سكان محافظة سوهاج حيث يقف التمثال في أحد الميادين المهمة في المدينة وحيث لم يتم افتتاحه بشكل رسمي اشتكوا كون التمثال غير لائق!

من المعروف أن مدينة سوهاج الواقعة في الإقليم الجنوبي للبلاد هي واحدة من أكثر المدن " تحفظًا" في مصر.

اقرأ/ي أيضًا: "تنظيم الجامعات".. قانون السادات إلى زوال

بعض الانتقادات التي وُجهت لتمثال سوهاج الذي يقف على ارتفاع ثمانية أمتار قالت في مواقع التواصل الاجتماعي إن التمثال يصور تحرشًا جنسيًا، بينما قام البعض الآخر بتأويله على أنها مصر التي يتم إغواؤها بالعسكري الواقف خلفها.

محافظ سوهاج أيمن عبد الحميد أمر بفتح تحقيق بشأن اللجنة المكلفة بإنشاء التمثال في مجلس مدينة البلينا أحد مراكز مدينة سوهاج. وقال أيضًا إنه كان ينبغي على الحكومة استشارة المحافظة حول مواصفات التمثال بدقة قبل تخصيص ميزانية تعادل 28.400 ألف دولار لإنشاء التمثال.

وأضاف قائلًا: "أحيانًا تصطدم رؤية الفنان بالمجتمع من حوله". وأضاف: "إنه من بين أهدافنا أن نحترم مشاعر شعبنا ونحن نحترمه بالفعل، ونحترم جيشنا وبلادنا كذلك".

المثال، الذي يُدعى جيه ياني، بدأ بالفعل في تعديل شكل التمثال ليزيل العسكري ويضع محله غصن زيتون بيد المرأة التي تمثل مصر. قائلًا إن تمثال العسكري كان يرمز لروح الشهيد التي تحيط بمصر وتحفظها!

و على الرغم من اقتناع ياني بالعمل الأصلي على صورته إلا أنه كان يرى أنه يجب ألا يثير حفيظة الناس.

التمثال على صورته القديمة أثار حفظية النشطاء على الفيسبوك الذين كانوا يرونه تجسيدًا لحقيقة سياسية واقعة تعيشها مصر بالفعل وهي سيطرة الجيش على مصر اقتصاديًا وسياسيًا، وهذه هي المفارقة التي تداولها النشطاء على مواقع التواصل.

أما عن استجابة المحافظة للشكاوى المتقدمة ضد التمثال فهي تشير في النهاية إلى أن هناك إعلامًا بديلًا قويًا في مصر بات مسموعا من قِبل السلطة يغير في كثير من الأحيان ولو رتوشًا من الواقع.

السخرية من التمثال تُرجمت إلى سخط جاد تناقلته الألسنة في المدينة الصعيدية المحافظة وانتهت إلى تغييره بعد وصول السخط والسخرية إلى مسؤولي المدينة.

اقرأ/ي أيضًا:

"بفلوسك" فقط.. احصل على ماجستير الطب في مصر

أزمة لبن الأطفال بمصر: الوجه القبيح لبزنس الجيش!