عندما قدم لنا معلم مادة الأحياء الشرح النهائي لآلية عمل الضغط الأسموزي، طلب منا نحن الطلبة كواجب منزلي، أن نجهز له، مثال عن هذه العملية.

اليوم التالي، تجهز الطلبة لشرح الأمثلة التي تحصلوا عليها، بينما أقف حاملًا ورقة المثال، الورقة التي قدمت فيها شرحًا مبسطًا لهذه العملية، بين خوف شديد، وحماس كبير لتقديم المثال، قال المعلم:

- كيف استنتجت عملية الضغط الأسموزي يا محمد؟

- طبيخة البطاطا يا أستاذ.

ينفجر الفصل بالضحك الكثير، بينما أنفجر أنا كطالب متشبع بأسموزية المجتمع المستعجل. أنا أيضًا مستعجل في تقديم المثال، متحمس، وكأنني أخشى على الطبيخة من برد الشتاء.

عم الهدوء المكان ثم قال بنبرة غريبة

- وهذه كيف يا "سويدي"

- لا تتعجبوا كثيرًا، الاستاذ هنا يستعمل كلمة "سويدي" ليس وصفًا لمواطن سويدي الجنسية مثلًا، لا بل كانت تصغيرًا لكلمة سيدي، معلم المادة يسخر بالتأكيد فانا لست "سيده ولا سويده"، إنما فقط مجرد طالب ألقى مثالًا ساخنًا وحارًا في حصة العلوم.

المعلم يمنح لي فرصة شرح المثال. بدأت في عملية التوضيح، وكيف يمكن للماء أن ينتقل من الوسط وهو الطنجرة، إلى داخل البطاطا مما يجعلها مطهوة بشكل جيد وطرية، لكونها تشبعت بالماء وهذا ما يخبرنا به كتاب الأحياء.

- هي نفسها الأسموزية يا أستاذ، هي نفسها غير أنكم تحبون الأجانب.

ضحك المعلم ضحكة كبيرة ثم قال: صحيح صحيح مثال جيد بحاجة إلى خبزٍ ساخن.

كانت الحصة السادسة. جلست محبطًا وجائعًا في نفس الوقت، ربت المعلم على كتفي. شعرت بالفخر والامتنان ثم قال بكل سخرية: أنتهينا من الأسموزية، ماذا تسمي عملية تحول الجسم من سائل إلى صلب يا بوطبيخة؟

- تسمى طبخ أو سلق يا أستاذ.

- وكيف هذه يا شاطر

- ساهلة، البيضة المطبوخة كانت سائلًا لزجًا، عند طبخها تصير مادة بيضاء صلبة.

تعصب كثيرًا وقام ︎ بطردي، من الحصة طبعًا، لكنني لا أعرف صراحة، لم أقل له شيئًا مستفزًا. أيعقل أنه كان جائعًا؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

منذ أن جئت إلى هذا العالم

إشارة حمراء