الرجال الذين عبروا حياتي

اتخذوا لأنفسهم زوجات صالحات

يواظبن على الصلاة ولا يعصين رجالهن في المضاجع

أمهات جميلات لزمرة من الأطفال يحفظون أسماء آبائهم من الاندثار 

طاهيات ماهرات يضفن الحب إلى أطباق الطعام

صغيرات في عمر الورد

كلما امتصوا رحيقهن

ابتسمن في ذبول وهمسن في سرهن: اللهم اجعلنا سكنًا ورحمة لأزواجنا

رجالهن، رجالي الذين عبروا حياتي،

الذين أثثت لهم الحب في حجرات قلبي

وأوقدت نيران الرغبة في ضلوعهم

 الذين كلما أصابتهم سهام الشهوة 

استغاثوا: "هل من مزيد؟"

رجالهن الذين قطفوا مواسم عمري

تزوجوا بنساء صغيرات

مطيعات يفصلّن الشهوة على مقاس رغباتهم 

يستلقون بجانبهن آمنين مطمئنين

ويحمدن الرب على نعمة أزواجهن الراضين عنهن

أما أنا 

المرأة الثلاثينية 

الناشز، المتمردة، الفائضة بالرغبة

المتروكة لأجل نساء طيبات

يكتظ بريدي الوارد برسائل رجالهن

لحظة إغماضة عيونهن

يستنجدون الكي بنيران الشهوة

وعدوَ الغزلان في حقول الرغبة

يستيقظ الشيطان فيهم،

المكبل بأصوات الأذان وتعاويذ ما قبل النوم

يستيقظ ويستجدي جحيم جسدي

أنا المرأة الثلاثينية 

كلما قرأت وارد بريدي

قتلت واحدًا منهم.

أي إلهي

أيُّ مجزرة أحمل في قلبي؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

لم يبق مني سوى حزن أمي عليّ

يدايَ عروقُ الصبّار